الوقت - أكد حزب الله اللبناني، الأحد، إرسال ثلاث طائرات مسيرة إلى حقل الغاز الذي يشترك فيه مع الکيان الصهيوني، وأعلن أن مهمة هذه الطائرات التي تمثلت في الحصول على المعلومات وعمليات الاستطلاع تمت بشكل جيد ومناسب، كما أرسلت العملية الرسالة المطلوبة.
كما ادعى المسؤولون الصهاينة أن جيش الکيان اعترض وأسقط طائرات حزب الله المسيرة، التي كانت تتجه نحو المنصة الغازية.
وبحسب بيان حزب الله بشأن نجاح هذه العملية، يبدو أن جميع المعلومات الخاصة بهذه الطائرات المسيرة قد تم نقلها عبر الإنترنت إلى اللبنانيين قبل إسقاطها، بحيث يمكن، إذا لزم الأمر، اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تحركات الصهاينة في حقول الغاز.
قامت هذه الطائرات المسيرة بدوريات على منصات الغاز الإسرائيلية، في وقت تجري فيه المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والکيان الصهيوني حول الحدود والموارد البحرية بوساطة عاموس هوكشتاين، ممثل الولايات المتحدة، وتحاول السلطات الصهيونية والأمريكية تغيير عملية التفاوض لصالح الصهاينة، حتى يحصل لبنان على أقل فائدة ممكنة من موارد الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ولا يتمكن من حل مشاكله الاقتصادية.
وبحسب الوثائق السرية التي نشرتها وسائل الإعلام مؤخراً، فإن أمريكا تدعي أنه بحسب الحسابات الإقليمية، لا يملك لبنان أي ملكية لحقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وكل هذه الموارد ملك لإسرائيل.
لذلك، بالتزامن مع جشع الطرف الآخر على طاولة المفاوضات، يحاول حزب الله بهذا العمل أن يجعل المندوب الأمريكي يفهم أنه يجب أن يكون محايداً في المفاوضات، وأن يزيد القوة التفاوضية للبنان على طاولة المفاوضات من خلال دعم المفاوضين اللبنانيين.
كما يحتوي هذا الإجراء على رسالة للجانب الصهيوني، بأن المقاومة جادة في مواقفها المبدئية الداعمة لحقوق لبنان بأي ثمن، حتى لا يفكر الکيان الإسرائيلي بخلاف ذلك.
في الأسابيع الأخيرة، حذَّر حزب الله مرارًا وتكرارًا من وقوع مواجهة عسكرية مع الکيان بسبب الخلاف حول ملكية حقول الغاز البحرية، وقد يكون إرسال هذه الطائرات بدون طيار في الوضع الحالي بمثابة تحذير لتل أبيب، من أن المقاومة في أي معركة محتملة في المستقبل لن تقف مكتوفة الأيدي، وستستخدم كل أدواتها لضرب الکيان الإسرائيلي.
کما أن مزاعم بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن الغرض من طائرات حزب الله المسيرة، كان تنفيذ عمليات ضد منصات الغاز التابعة للکيان في حقل کاريش، ليس أكثر من مجرد ادعاء، لأنه لو خطط حزب الله لعمليات عسكرية، لكان من السهل عليه استهداف المنشآت الإسرائيلية، ويبدو أن الهدف الأساسي كان الاستطلاع والحصول على معلومات حول تحركات الکيان في حقول الغاز المشتركة، حتى لا يسمح له بمواصلة جهوده للاستيلاء على هذه الثروات.
والنقطة المهمة الأخرى التي يمكن ذكرها فيما يـتعلق بإرسال طائرات بدون طيار لحزب الله، ترتبط بالتطورات الأخيرة في المنطقة من قبل بعض الفاعلين ضد إيران ومحور المقاومة.
فبما أن الکيان الصهيوني والعرب مهتمين بتشكيل تحالف عسكري ضد قوة محور المقاومة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة تحت عنوان "الدفاع الجوي للشرق الأوسط" بقيادة الولايات المتحدة، لذلك من خلال عملية الطائرات بدون طيار هذه، يوجِّه حزب الله رسالةً إلى العرب المطبعين في الخليج الفارسي مفادها أن الکيان الصهيوني، غير القادر على الدفاع عن أمن حدوده، لن يكون قادرًا على الدفاع عن أمن العرب في حال نشوب صراع واسع النطاق.
کما أن الأنظمة الدفاعية للکيان الإسرائيلي، التي يُفترض بيعها لدول عربية، غير قادرة حتى على مواجهة طائرات الاستطلاع بدون طيار لحزب الله، وبدون أدنى شك لن تفعل أي شيء ضد صواريخ محور المقاومة القوية.
ويمكن رؤية عجز إسرائيل بوضوح في قضية دخول طائرة "حسان" بدون طيار إلى الأراضي المحتلة، في آذار(مارس) من العام الماضي. هذه الطائرة المسيرة عطلت أنظمة القبة الحديدية والمقاتلات الإسرائيلية لفترة قصيرة، وفرضت الكثير من التكاليف على كاهل الصهاينة. کما أربكت هذه الطائرة التي تهرب من الرادارات، الصهاينة وكأن هجوماً عسكرياً قد وقع على تل أبيب.
لقد قام الصهاينة بتحركات عديدة على الحدود مع لبنان في العقد الماضي، من نشر رادارات متطورة إلى تعزيز نظام القبة الحديدية، وهي إجراءات اتخذت لمواجهة القوة العسكرية لحزب الله، ومع ذلك فقد فشلوا في تحقيق أهدافهم، وأصبحت سماء الأراضي المحتلة طريقاً سريعاً لطائرات حزب الله المسيرة، التي يمكنها بسهولة دخول هذا المجال الجوي متى شاءت.
بينما يعتزم کيان الاحتلال تلبية احتياجات حلفائه الأوروبيين من خلال الاستيلاء على موارد الطاقة اللبنانية في البحر الأبيض المتوسط، حذَّر حزب الله قادة تل أبيب بإرسال طائرات استطلاع بدون طيار، من أنه لن يتراجع قيد أنملة لنيل حقوق اللبنانيين، حتى لو تم تأمين هذه الحقوق بالحرب.