الوقت-أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على هامش قمة الاتحاد الاوروبي مع تركيا، أن الجانبان وقعا على اتفاقية "اعادة القبول" التي ستعيد المهاجرين القادمين الى دول الاتحاد الاوروبي الى ى بلدانهم، وفي حال تعذر ذلك، إعادتهم إلى آخر بلد عبروه قبل دخولهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن الاتفاق يقضي أيضاً بالسماح للاترك بدخول الاتحاد الاوروبي دون تأشير دخول.
وأكد داوو أغلو في في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر، عقب انتهاء قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء أمس الأحد، أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في يونيو/ حزيران 2016، بينما سيتم اعفاء الاتراك مع الفيزا الى دول الاتحاد الاوروبي بدءاً أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
ووصف رئيس الوزراء التركي أن المباحثات بين أنقرة ودول الاتحاد الاوروبي بأنها "يوم واجتماع تاريخي"، مضيفاً:" فهو أول اجتماع على هذا النحو بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ 11 عامًا، واتفقنا على عقد قمتين كل عام، فضلًا عن الاتفاق بخصوص توفير آليات حوار رفيعة المستوى في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسية، من أجل تعميق علاقاتنا بشكل فعال للغاية."
وأوضح رئيس الوزراء التركي، أنه سيتم فتح الفصل الـ 17 ضمن فصول مفاوضات انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي في 14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مضيفًا “بعض الفصول الأخرى ستكون على الطريق، وبنفس الوقت، سيتم الانتهاء من إلغاء تأشيرات الدخول وعملية إعادة القبول العام المقبل، معتبراً أن القرارات التي اتخذت، خطوات هامة جدًا من ناحية فتح فصول جديدة، وتحديث الاتحاد الجمركي، وتعميق علاقاتنا الاقتصادية، وتعاوننا ومشاوراتنا الاستراتيجية رفيعة المستوى، معربًا عن امتنانه لتوافق نظرائه الأوروبيين بأن انضمام تركيا إلى الاتحاد يعد مكسبًا للسلام العالمي وليس لللاتحاد وتركيا فقط .
وأكد داوو أغلو أن الحكومة التركية الجديدة ستكون بمثابة حكومة إصلاحات وستبذل ما بوسعها من أجل فتح أكبر عدد من فصول التفاوض العام المقبل من أجل تسريع انضمام تركيا لأوروبا، قائلا:"إذا تمكنا من حلِّ المسألة القبرصية، والمحادثات تجري بشكل جيد الآن، فإن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لن تكون حلمًا، وسنكون بذلك ملتزمين تجاه الوعود التي قطعناها أمام شعبنا بشأن تسريع عملية انضمامنا للاتحاد." .
وفيما يخص الموضوع السوري، أكد داود أوغلو أنهم اتفقوا على خطة عمل مشتركة حول المشاكل السياسية بمحيط تركيا والتوترات، وخاصة الهجرة غير الشرعية القادمة إلى أوروبا من سوريا، مبينًا أنه “بحسب الخطة فإن الطرح الأساسي هو اعتبار أزمة اللاجئين مسألة مشتركة، لذلك يجب علينا التحرك بشكل مشترك بخصوص إيجاد حل لإزمة اللاجئين، بالاضافة الى الاتفاق على ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية من أجل حل أزمة اللاجئين، لافتًا “بعكس ذلك، إذا تواصلت موجة اللاجئين بهذا الشكل، فإن تركيا والاتحاد سيواجهان مشاكل كبيرة، حتى لو توفرت عشرات خطط العمل.
بدوره قال متحدث باسم رئيس القمة دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إنه جرى الاتفاق على بيان مشترك. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل لكن مسودة اطلعت عليها رويترز في وقت سابق تتماشى مع المقترحات التي نوقشت خلال الأيام القليلة الماضية .
والعنصر الأساسي في هذا الاتفاق هو ثلاثة مليارات يورو (3.2 مليار دولار) يقدمها الاتحاد الأوروبي في صورة مساعدات لنحو 2.2 مليون لاجئ سوري في تركيا بهدف رفع مستوى المعيشة وإقناع المزيد منهم بالبقاء بدلا من محاولة القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الجزر اليونانية ثم إلى الاتحاد الأوروبي، كما عرض أيضا على أنقرة -التي قادت مساومة صعبة لكنها تريد أيضا إحياء العلاقات مع جيرانها الأوروبيين فيما تواجه مشاكل في الشرق الأوسط ومع روسيا- إحياء عملية التفاوض على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي حتى رغم أن قلة من الناس من الطرفين تتوقع أن تنضم تركيا قريبا .
من جانبه أكدت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، بعد القمة أن الاتحاد الأوروبي سيفتح الفصل السابع عشر من مفاوضات الانضمام مع تركيا هذا العام وسيعمل على تسريع العمل بالسفر بدون تأشيرات للأتراك إذا تم الوفاء بالشروط القائمة، واضافت ميركل إنها عقدت اجتماعا مع بعض الزعماء الاخرين في الاتحاد الأوروبي قبل ساعات من قمة بروكسل ناقشوا خلاله اعادة توطين بعض اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة في بلادهم لكن لم يتم مناقشة أي أعداد.
واجتمع قادة الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة مع داود أوغلو في بروكسل مساء الأحد لتقديم موافقتهم السياسية الجماعية على اتفاق صاغه دبلوماسيون على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ويتضمن الاتفاق مساعدة تركيا- عن طريق الدوريات البحرية والضوابط الحدودية- في إدارة تدفق اللاجئين على الاتحاد الأوروبي والمتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط مقابل أن يقدم الاتحاد الأوروبي الأموال ويعيد إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.