الوقت-قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الاثنين، إن بلاده نجت من محاولة انقلاب دبرها ما سماها "مجموعة منفردة".
وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا عبر رابط فيديو، قال توكاييف إنه تم استعادة النظام في كازاخستان لكن ملاحقة "الإرهابيين" مستمرة.
وأضاف أن عملية "مكافحة الإرهاب" على نطاق واسع ستنتهي قريباً إلى جانب مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي قال إنها تضم 2030 جندياً و250 قطعة من المعدات العسكرية.
كما أعلن توكاييف أنّ "المسلحين تخلوا عن خطط الاستيلاء على القصر الرئاسي بعد علمهم بوصول قوات معاهدة منظمة الأمن الجماعي".
وتابع: "توجهت كازاخستان بطلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وقد تخلى المسلحون عن خططهم للاستيلاء على القصر الرئاسي بعد علمهم بوصول 3 طائرات نقل عسكرية إلى العاصم".
توكاييف أكّد أيضاً أن كازاخستان ستقدم دليلاً للمجتمع الدولي على ما حدث في القريب العاجل، مشدداً على أنّ عملية قتل المدنيين وقوات الأمن في أعمال العنف قيد التحقيق.
بدوره، أكد وزير الخارجية الكازاخستاني، إيرلان كارين أنّ بلاده "واجهت هجوماً إرهابياً هجيناً قد يكون هدفه زعزعة الاستقرار في البلاد ثم تنفيذ انقلاب فيما بعد".
وأضاف كارين أن "الجواب النهائي على من يقف وراء الهجمات ستكشف عنه لاحقاً الاستخبارات الكازاخستانية"، مشيراً إلى أنّ "هناك خبراء يقيمون كل هذه الأحداث وفقاً للقوالب القديمة".
وتابع: "قارنوا ما حدث سابقاً ثورات ملونة، وثورات المخملية، ولكن في كازاخستان هذا غير ممكن لأنّ الظروف فيها مختلفة"، مؤكداً أنّ مشاركة قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي كانت ضماناً لحماية سلامة كازاخستان".
كما لفت كارين إلى أنّ ما حدث يشير إلى أنّ هناك "مؤامرة من قوى داخلية وبعض القوى الخارجية، وأن مواطنين كازاخستانيين وأجانب، على حد سواء، شاركوا في الهجمات".
وأوضح أنّ "الإجراءات التي اتخذها الرئيس قاسم جومارت توكايف، بما في ذلك فيما يتعلق بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، كانت حاسمة، وأحبطت خططا لزعزعة استقرار الوضع في كازاخستان".
هذا وأعلنت لجنة الأمن القومي في كازاخستان، اليوم الاثنين، تحييد "خليتين متطرفتين" في ألما-آتا، شارك أعضائهما في أعمال الشغب التي جرت في البلاد.
وبحسب بيان للجنة الأمن القومي، فإنّه "جرى تحييد الخليتين المتطرفتين عقب عملية بحث نفذتها اللجنة عن المشاركين في أعمال الشغب الجماعية والأعمال الإرهابية التي وقعت في البلاد لاعتقالهم، فضلاً عن تحديد دوافع أعمالهم الإجرامية".
وأشار البيان إلى أن "أعضاء الخليتين شاركوا بنشاط في أعمال الشغب في المدن الكبرى خلال الفترة من 4 إلى 8 كانون الثاني/يناير 2022".
وفي السياق، أعلنت وزارة الداخلية في كازاخستان، اليوم الاثنين، أن قوات الأمن اعتقلت في المجمل 7939 شخصاً حتى العاشر من كانون الثاني/يناير.
وأمس الأحد، أفاد وزير الداخلية الكازاخستاني، ييرلان تورغومباييف، بأنه تم اعتقال حوالى 300 شخص في كازاخستان أثناء محاولتهم عبور حدود البلاد، مضيفاً أنه وجد بحوزتهم أسلحة نارية وأشياء مسروقة ومبالغ كبيرة من المال بالعملات المحلية والأجنبية.
كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الكازاخستانية، بريك أوالي، أمس الأحد، أنَّ "الرئيس قاسم جومارت توكاييف بصدد الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة يوم الثلاثاء المقبل"، وذلك بعد إقالاتٍ على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ قوات حفظ السلام الروسية من مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بدأت تنفيذ المهام الموكلة إليها لحماية المنشآت الحيوية والبنية التحتية الرئيسية في كازاخستان.
هذا وتشهد كازاخستان منذ أيام موجة احتجاجات بدأت بمطالب اقتصادية تحولت لاشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدد من المدن بينها ألما آتا كبرى مدن البلاد.
وانطلقت الاحتجاجات في المناطق الغربية للبلاد على خلفية ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ورغم موافقة السلطات على خفض الأسعار إلى مستواها السابق، لم تهدأ المظاهرات بل امتدت لأنحاء أخرى في البلاد، ما دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، بما فيها العاصمة نور سلطان.