الوقت-قال الباحث والمحاضر في العلوم السياسية، عقيد احتياط رونن إيتسيك، في مقال كتبه في صحيفة "إسرائيل هيوم"، إنّ "مهاجمة منشآت النووي الإيراني سقطت عن جدول الأعمال، وليس هناك فرصة حقيقية لتحقيقها".
وادعى أنّه "لم يعد سراً أنّ بحوزة الإيرانيين يورانيوم مخصباً، وأنّها عاملة بالكامل، ومهاجمة بنى تحتية تعمل في إنتاج هذه المادة يعني دماراً بيئياً هائلاً ذا تبعاتٍ كثيرة على كل من وما حولها. هذه المفاعلات ليست قيد البناء، ولا يدور الحديث عن بنى تحتية مستقبلية. إنّها منشآت مشغولة وفاعلة".
ولأنّ الحديث عن "هجوم" يدور منذ سنوات، فإنّ المنشآت النووية الإيرانية معروفة ومحصّنة جيداً، والإيرانيون "ليسوا عدواً من الصحيح الاستخفاف به. هذه المنشآت تشكّل مواقع مركزية مهمة بالنسبة إليهم. ومن هنا، حمايتها هي الأكثف".
وتساءل العقيد احتياط إن كانت الظروف الجيو-استراتيجية مهيأة لمثل هذا الأمر، وخصوصاً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يجد أنّ ذلك في مصلحة بلاده، مضيفاً: "هل يمكن أن يكون هناك أحدٌ ما في السنوات القريبة يهاجم مساحاتٍ واسعة إلى هذا الحد ومحصّنة وكثيرة المخاطر، بعد أن امتنعوا عن ذلك منذ أكثر من عقدين، عندما كانت لا تزال البنى التحتية قيد البناء وغير فاعلة؟".
وتابع: "تراكم الأمور والمجريات لغاية الآن، كما قلنا، على مرّ السنين، يدلّ على عدم استعدادٍ حقيقي لمهاجمة البنى التحتية النووية بصورة مكثّفة إلى حد تدميرها... وضمن هذا استهداف خبراء وعلماء".
وفي سياق متصل، قال رئيس الهيئة السياسية في وزارة الأمن سابقاً عاموس غلعاد، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنّ الإيرانيين "يضيفون المزيد والمزيد من قدرات المسّ بإسرائيل. الأميركيون يركزون على الخيار الدبلوماسي، والإيرانيون يدركون من ذلك أنّهم يستطيعون مواصلة طريقهم"، معلناً أنّ "استراتيجية إلغاء الاتفاق النووي فشلت وتتطلب إعادة تفكير".
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني، روب مالي، التي أكّد فيها أنّ "الحل الوحيد للملف النووي هو الحل الدبلوماسي. وبما أنّ إيران تقول إنّها تريد العودة إلى المحادثات، فلن يكون الأمر صعباً".
وعلّق المحلل العسكري في "القناة 13"، ألون بن دافيد، على تصريحات مالي بالقول إنّه "لا يوجد في إسرائيل مفاجأة من كلام الموفد الأميركي، لكن هناك خيبة أمل، واضح جداً أنّ إدارة بايدن غير معنية بالتلويح بخيار عسكري مقابل إيران".
وبدأت القوى، التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشِرة، مباحثات في فيينا هذا العام، في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعدادَه لإعادة بلاده إليه. وأجرى الأطراف المعنيون 6 جولات من المباحثات بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو في هذا العام.
وبعد توقفها لأشهر، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يوم الأحد الماضي، أنّ المفاوضات النووية مع "مجموعة 4+1" ستبدأ من جديد "قريباً".