الوقت- كتب الباحث الأول في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، على الموقع الإعلامي للمركز: "اغتيال محسن فخري زاده جزء من القصة"، مثل اغتيال قاسم سليماني، فإن هذا الاغتيال له آثار سياسية مهمة ويجعل الحوار مع إيران أكثر صعوبة بالنسبة لأمريكا، في الوقت نفسه، يجب النظر إلى اغتيال إيران وبرنامجها النووي في سياق استراتيجي أكبر، أولاً، تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد عالم واحد مسؤول عن برنامج إيران النووي. هذا البرنامج هو نتاج جهود جماعية، يعتمد البرنامج أيضاً على 75 عاماً من البيانات والمعلومات النووية المسربة حول العالم.
وأضاف الكاتب: تغيرت جوانب أخرى من التوازن العسكري في عام 2013، فقد كانت أمريكا وشركاؤها الاستراتيجيون لا يزالون يتمتعون بميزة حاسمة في القوة الجوية الحديثة وقدرات الاستهداف الدقيقة مقارنةً بمجموعة الصواريخ الإيرانية القديمة والطائرات المقاتلة، لكن اليوم، أظهرت إيران أن لديها صواريخ باليستية متطورة وتكنولوجيا قوية لصواريخ كروز، فضلاً عن القدرة على تصميم رؤوس حربية تقليدية كما أن تطوير قوة الكوماندوز التقليدية الإيرانية له عواقب، حيث تمنح صواريخ أرض - جو إيران قدرة كوماندوز مهمة لضرب أهداف عسكرية ومدنية ذات قيمة عالية في جميع أنحاء المنطقة، ما يسمح لها بصدّ التفوق الأمريكي والعربي في سلاح الجو.
وقال التقرير: "في الوقت نفسه، من المهم بنفس القدر النظر في تقدم إيران في مجالات أخرى غير نووية ومدنية"، ما مدى الضرر الذي لحق بالاقتصاد الإيراني وما هو التقدم الذي أحرزته إيران في التغلب على العقوبات وكذلك في المجالات الأمنية الأخرى؟
وأردف الكاتب: المزايا الأخرى لإيران يد حزب الله المتفوقة في لبنان كقوة أمنية مهيمنة في البلاد، والتي اكتسبت تدريجياً القدرة الصاروخية، بما في ذلك أنظمة التوجيه والإطلاق الإيرانية، وسوريا تحت سيطرة الرئيس الأسد بالكامل، ما يمنح إيران دوراً رئيساً في البلاد، بينما سوريا لها علاقات مع حزب الله، وفي العراق فإن أمريكا قد خفضت بشكل كبير من قواتها وتخلت عن العديد من الجوانب المحتملة لشراكتها الاستراتيجية في أعقاب هجمات قوات الحشد الشعبي، وكذلك الحرب في اليمن، التي رافقها حتى الآن انتصار الحوثيين، شركاء إيران الاستراتيجيين، هذا الوضع يمنح إيران منفذاً إلى البحر الأحمر وإمكانية تهديد السعودية من الجنوب، ويشمل التهديد أيضاً صواريخ أرض - جو وصواريخ تقليدية قادرة على ضرب منشآت النفط السعودية والبنية التحتية الأخرى، و في أفغانستان أيضاً، مع انسحاب القوات الأمريكية في مايو 2021، سينتهي الوجود الأمريكي على الحدود الشرقية لإيران وقد يؤدي إلى توسع النفوذ الإيراني في شنغهاي.
وختم الكاتب بالقول: لا تزال ردود الفعل على العقوبات داخل إيران عاملاً مهماً، لكن تم تعزيز قوى الأمن الداخلي بشكل كبير ليتم إسكات الأصوات الناعمة التي هيمنت على الحكومة بشكل تدريجي، فلقد خلقت العقوبات مشاكل لإيران، هناك أسباب تدعو إلى الحذر: أولاً ، لا يمكن لحكومة بايدن ببساطة العودة بالزمن إلى الوراء فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ثانياً، تآكلت جوانب كثيرة من انتشار القوات الأمريكية في المنطقة على مدى السنوات الأربع الماضية، و أحداث مثل اغتيال محسن فخري زاده، مهما كانت أهميتها، ليست سوى جزء من القصة كاملة.