الوقت-أعلن رئيس قيادة القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" ستيفن تاونسند، اليوم السبت 05 كانون الأول، أن قواته لن تنسحب من شرق أفريقيا، ولكنّها تجري إعادة تموضع في المنطقة.
وأضاف تاونسند إنّ قوات أميركيةً محدودةً ستبقى في العاصمة مقديشو.
كلام الأخير جاء بعدما أمر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بسحب "غالبيّة" القوّات الأميركيّة من الصومال "بحلول أوائل عام 2021"، أي قبل رحيله عن السلطة مباشرةً، حسب ما أعلنت الجمعة وزارة الدفاع الأميركية.
وقالت الوزارة في بيانٍ لها، إنه "قد تتم إعادة نشر جزء من القوات خارج شرق إفريقيا"، مضيفةً أن "بقية القوّت ستنقل من الصومال إلى الدول المجاورة، بهدف السماح بإجراء عمليات عبر الحدود من قبل الولايات المتحدة والقوات الشريكة، لإبقاء الضغط على المنظمات المتطرفة العنيفة".
ردة الفعل الصومالية الأولى جاءت منددة بقرار ترامب سحب معظم قوات بلاده من الصومال، وسط آمال بأن يتراجع الرئيس المنتخب جو بايدن عن القرار.
وقال أيوب إسماعيل يوسف، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الصومالي، في بيان لوكالة "رويترز" إن "القرار بسحب القوات من الصومال في هذه المرحلة الحرجة من القتال الناجح ضد "حركة الشباب" وشبكتها الإرهابية العالمية مؤسف للغاية".
من جهته، قال العقيد أحمد عبد الله شيخ الذي شغل منصب قائد "دنب" لثلاثة أعوام حتى 2019 إنه في حالة كان الانسحاب الأميركي دائما، "فستكون لذلك تداعيات هائلة على جهود مكافحة الإرهاب".
ونشرت واشنطن نحو 700 جندي أميركي في الصومال لتدريب القوات الصومالية وتنفيذ غارات لمكافحة "الإرهاب" ضدّ جماعة الشباب المتطرفة التي صنفتها واشنطن حركة "إرهابية" في عام 2008.
البنتاغون شدد على أنّ "الولايات المتّحدة لا تنسحب أو تتخلّى عن إفريقيا". وقال "سنواصل إضعاف المنظمات المتطرفة العنيفة التي يُحتمل أن تهدد أراضينا"، متعهّداً "الحفاظ على القدرة على شنّ عمليات موجّهة لمكافحة الإرهاب في الصومال".
ولا تزال حركة الشباب تشكّل تهديداً كبيراً في الصومال والمنطقة، حسب ما أكّد المفتّش العام للبنتاغون في تقرير حديث. وقال إن الحركة "تواصل التكيّف والمقاومة، وتبقى قادرة على مهاجمة مصالح الغربيّين وشركائهم في الصومال وشرق إفريقيا".
ويأتي هذا الإعلان استجابةً لرغبة ترامب بوضع حدّ "لحروب الولايات المتّحدة التي لا نهاية لها" في الخارج.
ومنذ فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، يسعى ترامب، وعلى الرغم من عدم إقراره بعد بالهزيمة، إلى تسريع انسحاب القوات الأميركية من دول عدة، بما في ذلك أفغانستان والعراق، وذلك قبل تركه السلطة في 20 كانون الثاني/يناير.