الوقت- قدمت الإمارات والبحرين خدمة مجانية للإسرائيلي لم يكن يحلم بها على مدار 72 عاماً، دون أن تحصل الدول التي وقعت اتفاقيات السلام مع اسرائيل على أي ميزة ذات قيمة، وكل ما في الأمر أن اسرائيل تمكنت من أن تجد وسيلة جديدة للضغط على الفلسطينيين، وإرهاقهم واجبارهم على الرضوخ للشروط الاسرائيلية، وبكل وقاحة استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في خطاب ألقاه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، اتفاقي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، ضد الفلسطينيين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أن اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل والإمارات لا يشتمل على أي بنود سرية، كما أكد أن إسرائيل أبرمت الاتفاق "من موقع قوة"، وكأنه يقول بكل بساطة أن البقية لا يملكون القوة التي نملكها وهذا ما اجبرهم على الرضوخ للتطبيع معنا، وهذا الأمر ليس مستغرباً، فعندما طبعت الامارات العلاقات مع اسرائيل، اعتبرت أنها تقدم خدمة للفلسطينيين وان هذا التطبيع سيمنع اسرائيل من المضي في ضم أراضي الضفة الغربية، ولكن نتنياهو نفسه قال بكل صراحة أنه تم تأجيل الضم ولكن لم يتم الغاؤه، حتى ان نتنياهو لم يسمح للإمارات بأن يكون لها أي مبرر لهذا التطبيع تختبأ خلفه، وقال أمام الكنيست قبل التصويت المتوقع على الاتفاق: "لا توجد بنود أو ملحقات سرية".
نتنياهو أشار أن المنطقة للأقوياء أما الضعفاء فلا مكان لهم، وكان هذا الكلام بمثابة سخرية أو اهانة للدول التي أقدمت على التطبيع مع اسرائيل أو التي تريد اللحاق بقطار التطبيع، وكلام نتنياهو واضح بأن هذه الدولة المطبعة استسلمت أمام قوة اسرائيل، وهنا يكون نتنياهو قد فاخر بقوة المقاومة دون ان يدري، فالمقاومة هي الوحيدة التي وقفت وتقف في وجه اسرائيل، وهي من أعاد الكرامة للشعوب العربية، في ظل خنوع قسم يسير من الأنظمة العربية للإرادة الأمريكية والاسرائيلية للحفاظ على عروشهم، وهكذا يبقى خيار المقاومة هو الأنجع والأشرف، وهو الحل الوحيد لاستعادة الأراضي المغتصبة، وتجربة لبنان لا تزال قائمة وحاضرة.
نتنياهو يعلم أن لبنان لن يقدم على التطبيع مع اسرائيل في ظل تعاظم قدرات "حزب الله"، لذلك يحيك نتنياهو منذ عدة سنوات مؤامرات لإضعاف الحزب من الداخل وابعاد الحاضنة الشعبية عنه ولكنه فشل حتى كتابة هذه السطور، وهو يعلم أن أغلب اللبنانيين يرفضون التطبيع، لذلك يتجه نحو اثارة فتنة داخلية، بهدف اضعاف لبنان وسوقه نحو التطبيع.
وفي هذا الاطار قال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسة تصديق الكنيست على الاتفاق مع الإمارات "سلام مقابل سلام.. هذا ما استطعنا تحقيقه،" ويقول إنه "لن يكون هناك سلام حقيقي مع لبنان وسط سيطرة حزب الله على هذا البلد"، وتابع نتنياهو "سنواصل توسيع دائرة السلام مع العالم العربي".
الكنيست الاسرائيلي بدوره صادق الخميس، على معاهدة السلام المُوقعة بين إسرائيل والإمارات في 15 سبتمبر أيلول الماضي.وجاء التصويت لمصلحة الاتفاق بأغلبية كبيرة، مُترجماً في 80 صوتًا مؤيدًا لها مقابل 13. كانت جميع الأصوات الرافضة للاتفاقية من القائمة المشتركة للأحزاب العربية في الكنيست.
وسيعود الاتفاق إلى مجلس الوزراء للتصديق عليه، في حين قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطاب للكنيست: "ما زالت أعتقد أن الفلسطينيين سوف يستيقظون يومًا ما وسيتنازلون عن طموحاتهم بتدميرنا.. إنهم سيعترفون أخيراً بإسرائيل كالدولة القومية الخاصة بالشعب اليهودي وسيباشرون بالمصالحة الحقيقية والصريحة معنا التي نراها اليوم مع أجزاء كبيرة من العالم العربي، هذا سيحدث يوماً ما"، وفق تعبيره.
وقد أكد الفلسطينيون انهم لن يعترفوا أبدا بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي لأن ذلك يعني التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتحويل نحو المليون ونصف المليون فلسطيني في إسرائيل إلى مواطنين من الدرجة الثانية.
وحتى الآن لم يقبل نتنياهو بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967. ويقول الفلسطينيون إن اتفاقيتي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين تستند إلى هذه صفقة القرن التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة لإسرائيل، وتبقي المسجد الأقصى وكنيسة القيام تحت الاحتلال الإسرائيلي.
جميع العرب يعلمون أن المقاومة هي الحل الوحيد مع اسرائيل، فلماذا تُقدم هذه الأنظمة على التطبيع، لا احد يعلم، ربما تبقى هذه الأنظمة عقدا وعقدين ولكنها في النهاية سوف ترحل إلى غير رجعة وستبقى الشعوب حية حاضرة على هذه الخيانة، والتي ستكون نتائجها كارثية على المنطقة، ليقل لنا جميع من طبع مع اسرائيل ماذا حقق له التطبيع، وماذا قدم له من ميزات، حتى السلطة الفلسطينية التي وقعت اتفاقيات سلام مع اسرائيل ماذا حققت منها؟.
اليوم لا أحد من العرب يقدم اي مساعدة مالية للفلسطينيين وكذلك الأوربيين والأمريكيين بأمر من ترامب، حيث تراجعت نسبة هذه المساعدات أكثر من 82 % ولم يتبق لهم شيء سوى الاعتماد على انفسهم، فلن يدافع أحد عنهم سوى انفسهم، والتاريخ شاهد على ذلك، وعليهم أن يقتنعوا بأن المقاومة هي الحل الوحيد.
عندما يهرع الاسرائيليون إلى القاهرة رُعبا وخوفا من سُقوط أوّل صاروخ قُرب تل أبيب في حُروب غزّة الأخيرة مطالبين بوقف سريع لإطلاق النّار، وعندما يتم إعلان حالة الطّوارئ القُصوى في صُفوف جيش العدو على الحُدود اللبنانيّة مُنذ شهرين خوفًا من انتِقام "حزب الله"، على العرب والجميع أن يعلم أن المقاومة هي الحل الوحيد لإخراج هذا العدو المغتصب من منطقتنا إلى ابد الابدين.