الوقت- حولت سنوات من القمع والاحتلال في فلسطين المناطق المحاصرة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مستودع للبارود الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة. ولقد ازداد غضب واشمئزاز الفلسطينيين في الآونة الاخيرة، خاصة بعد العمل الغادر والتسوية الإماراتية والبحرينية مع الكيان الصهيوني. وحول هذا السياق، أفادت العديد من التقارير الاخبارية أن الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني تجمعوا عقب اقامة صلاة الجمعة في مسجد الاقصى الشريف للتعبير عن رفضهم للاتفاقيات الإماراتية والبحرينية التي تم التوقيع عليها قبل عدة أيام مع القادة الصهاينة ولقد جاء هذا التجمع بدعوة من الفصائل الفلسطينية، وخلال هذا التجمع قام جنود الاحتلال الصهيوني باعتقال ستة أشخاص من سكان مدينة القدس داخل المسجد الأقصى ومحيطه. ويُظهر رد الفعل هذا من جانب الفلسطينيين أنه بالإضافة إلى سكان قطاع غزة، يسعى مواطنو الضفة الغربية بشكل يائس إلى القيام برد فعل مماثل على الإجراءات والاتفاقيات الإماراتية والبحرينية مع الكيان الصهيوني.
قلق الصهاينة
لقد تسبب الخوف من رد فعل شديد وحاد من قبل الفلسطينيين في زيادة قلق السلطات الصهيونية من تدهور الوضع الراهن. وفي غضون ذلك، أكد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية جاهزة للتعامل مع تدهور الأوضاع في الضفة الغربية وغزة، وأن هذه المؤسسات تؤكد أن الاوضاع في الضفة الغربية أن الاوضاع أكثر حساسية من الاوضاع التي تشهدها مدينة غزة وهي الان على وشك الانفجار. ونقلت صحيفة "معاريو" الصهيونية عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن السياسة الحالية هي عدم اتخاذ إجراءات قاسية وعدم الإعلان عن حالة الطوارئ الأمنية حتى لا تنعكس هذه الإجراءات على الوضع الحالي وقال، "علينا انتظار وقوع أحداث حقيقية". ويرى المسؤول الإسرائيلي أنه في أعقاب الأوامر التي أصدرها "أبو مازن" لقوات الأمن لمنع الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن الإسرائيلية، فإنه من الممكن أن تنتشر الاحتجاجات في العديد من المناطق الفلسطينية. والحقيقة أن الصهاينة الآن يخشون تصعيد التوترات في الضفة الغربية وهم يتابعون الوضع بقلق أكبر.
التطبيع الفاشل
زعمت الإمارات والبحرين أن تطبيع علاقاتهما مع الكيان الصهيوني كان بهدف المساعدة في حل القضية الفلسطينية، لكن التاريخ أظهر دائمًا أنه عندما يتم المضي لإيجاد حل وسط للقضية الفلسطينية، يفقد الفلسطينيون المزيد من الحقوق. وبموجب اتفاقيات "أوسلو" للسلام التي تم التوقيع عليها في عام 1993، كان من المقرر أن تكون المعاهدة سارية لمدة خمس سنوات فقط ثم يتم استبدالها باتفاقية دائمة وكان يجب حل قضايا مثل الوضع في القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية والقضايا الأمنية وترسيم الحدود في اتفاق دائم، ولكن لم يتم حل هذه القضايا فحسب، بل أصبحت إسرائيل أكثر عدوانية في مواجهتها للمواطنين الفلسطينيين وقامت خلال السنوات الماضية باحتلال المزيد من المناطق في الضفة الغربية وبناء الكثير من المستوطنات. ولا تزال هذه المستوطنات تزداد حتى يومنا هذا، ويلقي الكثيرون الآن باللائمة على "ياسر عرفات" الرئيس الفلسطيني السابق. الآن، وعلى الرغم من ادعاءات الإمارات والبحرين بتبرير تطبيع علاقاتهما مع الصهاينة، فلا شك أنه هذه الاتفاقات لن تكون في مصلحة الشعب الفلسطيني فحسب، بل ستزيد من انتهاك الكيان الصهيوني لحقوق الشعب الفلسطيني.
وهنا تجدر الاشارة إلى أنه بعد الإمارات، توصلت مملكة البحرين مؤخرًا إلى اتفاق بشأن توقيع اتفاقية سلام وتطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني ويقال إن هذه الصفقة تمت بوساطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". وبموجب هذا الاتفاق، ستفتح البحرين وإسرائيل سفارتين في تل أبيب والمنامة. كما سيقيم الجانبان علاقات دبلوماسية وسيتمكن المواطنون البحرينيون من السفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإمارات وافقت الشهر الماضي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومنذ ذلك الحين، كانت هناك شائعات بأن البحرين قد تقوم بمثل هذه الخطوة، وبالفعل فقد أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مساء الجمعة الماضي عن خبر تطبيع علاقات البحرين مع الكيان الصهيوني، ووفق بيان مشترك صادر عن قادة الولايات المتحدة والبحرين والكيان الصهيوني، فقد اتفقوا على "إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
تسليح الضفة الغربية الحل المقبل
في ظل الوضع الراهن الذي تعيش فيه الضفة الغربية مثل قطاع غزة، يبدو أن حل الفلسطينيين لمواجهة العدو هو الحصول على السلاح للدفاع عن وطنهم. وفي الوقت نفسه، فإن أهم حاجة للضفة الغربية للتجهيز والتسليح هي الإرادة السياسية وإيمان المسؤولين الفلسطينيين بهذا الموضوع المهم ويجب على السلطة الفلسطينية متابعة هذه الفكرة الاستراتيجية والتعاون والتنسيق مع كافة الفصائل الفلسطينية.
وبحسب العديد من الخبراء، فإن الكيان الصهيوني يعتقد أنه في الحرب القادمة سيتمكن المقاتلون الفلسطينيون من استهداف مناطق في شمال الأراضي المحتلة، بدلًا من استهداف صواريخ بمدى يزيد عن 150 كيلومترًا من قطاع غزة، بصواريخ يقل مداها عن 50 كيلومترًا ولهذا يمكن القول إن هذا الامر يعتبر كابوس مؤلم للكيان الصهيوني بأن تُستهدف كل النقاط الاستراتيجية لهذا داخل إسرائيل بصواريخ بمدى أقل من 10 كيلومترات وجعل مطار "بن غوريون" غير آمن، وهذه الفكرة ستكون مدمرة لهذا الكيان الغاصب عندما تكون قضية الغزو البري على جدول أعمال أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة. وعليه، ونظراً لاستمرار الاحتلال والعدوان من قبل الصهاينة على فلسطين، فلا سبيل إلا لامتلاك الفلسطينيين السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد هذا العدو الغازي، وهذا أمر يحتاج إلى متابعة جدية من قبل كافة المسؤولين والقادة والفصائل الفلسطينية.