الوقت- توترت العلاقات السياسية والعسكرية بين أمريكا وتركيا ، الحليف التقليدي لهذه الدولة وأحد أعضاء حلف الناتو في السنوات الأخيرة ، بسبب الخلافات بشأن الصراع السوري ، وتدخل أنقرة العسكري في بلدان مختلفة ، والعلاقات العسكرية مع روسيا.
كان الجيش التركي في العقود الأخيرة زبوناً دائماً للمنتجات العسكرية أمريكية الصنع حيث تم تأسيس الجيش التركي على أسس ومعدات أمريكية ، وفي السنوات الأخيرة من رئاسة باراك أوباما ، واجهت تركيا إحجام أمريكا ورفضها بيع بعض أنظمة الأسلحة ، بما في ذلك منظومة الصواريخ الدفاعية باتريوت ، كما أدى الخلاف الحاد حول القضية السورية ومعارضة تركيا لتجهيز أمريكا ودعمها للميليشيات الكردية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي إلى تحول أنقرة إلى روسيا.
أعطت المفاوضات والاتفاقيات السياسية التي تم التوصل إليها بين تركيا وروسيا في عام 2016 بشأن الأزمة السورية، لمحة لتركيا عن الأسلحة روسية الصنع لتلبية الاحتياجات العسكرية لجيشها ، حيث أمضى الجيش التركي والذي كان يعاني من نقص شديد في الدفاع الصاروخي الأرضي وواجه أيضًا معارضة أمريكية لبيع منظومة باتريوت ، توقيع صفقة شراء منظومتين دفاعيتين من طراز S400 بعقد قيمته 2.5 مليار دولار في شهر سبتمبر عام 2017 مع شركة Abaron Export الروسية.
أثار توقيع هذه الصفقة سخط وحفيظة ترامب في العام الأول لدخوله البيت الأبيض وهدد لإلغاء اتفاق تركيا مع روسيا ، حيث اقترحت وزارة الدفاع الأمريكية في البداية أن تشتري تركيا نسخة جديدة من نظام باتريوت بدلاً من صاروخ S400 ، بعد رفع الحظر المفروض على إرسال نظام باتريوت إلى تركيا ، وبالإضافة إلى هذا الاقتراح ، هددت أمريكا بأنه إذا لم تقم تركيا بإلغاء عقد S400 ، فإنها ستستبعدها من برنامج الجيل الخامس من مقاتلات F35 المشتركة.
وعلى الرغم من حقيقة أن دخول مقاتلات F35 إلى سلاح الجو التركي مهم جدًا للبلاد وحتى ان هناك أجزاء من هذه المقاتلة يتم إنتاجها في تركيا ، لكن رجب طيب أردوغان صرح أنه لن يؤدي أي تهديد إلى إلغاء العقد العسكري بين أنقرة وموسكو.
حيث بدأ تسليم أول منظومة دفاعية من طراز S400 إلى تركيا العام الماضي وتمركزت في قاعدة أكينجي (Akinci) الجوية ، وبحلول شهر مايو من هذا العام ، تم تسليم منظومتين كاملتين من طراز S400 إلى الجيش التركي.
ولإدهاش الغرب بشكل أكبر ، أطلقت هذه الدولة مناورات دفاع جوي بحضور منظومة S400 وطائرات مقاتلة غربية مثل F-16 ، وهو السبب الرئيس لقلق أمريكا لاستبعاد تركيا من برنامج F-35 ومنعها من الكشف عن أسرار الرادار الخاصة بهذه الطائرة أمام وجود النظام الدفاع الروسي.
وبالطبع لم تقتصر الضغوطات والتهديدات الأمريكية على عدم بيع مقاتلة F35 ، بل فرضت هذه الدولة قيودًا عسكرية كثيرة على نقل التكنولوجيا والمعدات إلى تركيا حتى إلغاء عقودها العسكرية مع روسيا ، حيث يعتمد جزء كبير من الصناعة العسكرية التركية وإمكاناتها التصديرية على المعدات المشحونة من أمريكا وبعض الدول الأوروبية.
وفي العام الماضي ، تم تأجيل عقد لبيع 30 طائرة هليكوبتر هجومية تركية الصنع من طراز T129 ATAK لباكستان بقيمة 1.5 مليار دولار بسبب معارضة أمريكا لإرسال محرك المروحية ، حيث تم تصنيع المروحية T129 بواسطة الصناعات تركية المحلية ، لكن محرك هذه المروحية هو من طراز CTS800 وهو من صنع شركة Honeywell الأمريكية ، ومؤخرا ، أعطى الجيش الباكستاني تركيا مهلة سنة واحدة لحل مشكلة تجهيز محرك المروحية وتحديد مصير عقد شرائها ، وإذا لم تستطع تركيا حل مشكلة استلام المحركات الأمريكية الصنع بحلول هذا التاريخ ، فإن الجيش الباكستاني سيقوم بشراء مروحيات هجومية صينية الصنع من طراز Z10.
وفي العامين الماضيين ، تم فرض قيود أخرى على شحن بعض الأجزاء والمعدات المتعلقة بالسلاح الجوي التركي والطائرات من دون طيار ، وعدم دعم التجهيزات المتعلقة بالمدرعات والمدفعية التركية من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية ، بما في ذلك ألمانيا.
لكن رغم كل الضغوط المذكورة أعلاه ، تصر تركيا وزعيمها رجب طيب أردوغان على استمرار التعاون العسكري مع روسيا وشراء الأسلحة من هذه الدولة ، وفي الأسبوع الماضي ، ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية أن أنقرة وموسكو وقعتا اتفاقية جديدة لشراء شحنة ثانية من نظام الدفاع S400.
وصرح مدير شركة Abaron Export الروسية المصنعة لهذا السلاح " Alexander Mikheyev " للصحفيين بأن العقد الجديد تم توقيعه بين البلدين ، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل مثل عدد المنظومات وموعد التسليم.