الوقت - شهدت محافظة كركوك، في الأسابيع الأخيرة، هجمات إرهابية من قبل الخلايا السرية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، على غرار ما حدث في المناطق الوسطى والشمالية والغربية من العراق، وخلال الهجمات، اندلع قتال عنيف في هذه المناطق بين الطرفين، حيث قامت القوات الأمنية العراقية بشنّ هجمات عسكرية على مناطق وجود الإرهابيين للسيطرة على الانفلات الأمني في هذه المدن وإيقاف حركة المسلّحين.
وأشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطوّرات في محافظة كركوك، إلى تفاصيل العمليات الأخيرة للقوات العراقية في المحافظة، وقال: "نجحت مجموعة من قوات الحشد الشعبي في عملية خاصة ودقيقة، التعرف على عنصرين بارزين في تنظيم داعش في منطقة وادي الشاي على مشارف مدينة داقوق في محافظة كركوك الجنوبية ونفّذت هجوماً مفاجئاً أدّى إلى مقتل هذين العنصرين.
وقال هذا المصدر الميداني إن القوات العراقيّة قامت بتفتيش المناطق بدقة وأجرَت تحقيقاً ميدانياً للتعرف على عناصر داعش السرية واكتشاف مخابئهم وملاجئهم في هذا المحور، مضيفاً: إنّ مدينة داقوق، وخاصة منطقة وادي الشاي، ملوّثة بإرهابيي داعش. واوضح المصدر إنّ القوات العراقيّة قامت بعدّة عمليات في الأشهر الاخيرة لتأمين المناطق الملوّثة بالإرهابيين في هذا المحور وقال: إنّ "المناطق الجنوبية من محافظة كركوك، وتحديدا مدينة داقوق، أصبحت ملاذاً آمناً لعناصر داعش الإرهابية، بسبب قربها من حدود محافظة صلاح الدين وحدود اقليم كردستان وكذلك وجود مناطق وعرة.
وأضاف المصدر الميداني: إنّ مدينة داقوق متّصلة بمدينة كركوك من المحور الشمالي ومنطقة الرشاد من الغرب وسلسلة جبال حمرين من المحور الجنوبي الغربي. كما ترتبط المدينة من المحور الجنوبي الغربي والجنوبي بمنطقة "العبث" المهمة والوعرة والتي ينشط فيها الإرهابيون وقد زادت هذه القضية من أهميتها.
كما تنشط في هذه المدينة، المجاميع الإرهابية المعروفة باسم الرايات البيض، والتي تتألف من البعثيين والانفصاليين وغيرهم من الإرهابيين. وبحسب المصدر الميداني، يحاول إرهابيو داعش، بمساعدة بعض العناصر في إقليم كردستان العراق، زعزعة استقرار المناطق الجنوبية من محافظة كركوك، أي في مدينة داقوق، والمناطق الشمالية الشرقية من محافظة صلاح الدين.
آخر التطورات الميدانية في محافظة ديالى
أفادت تقارير من المناطق الشمالية والشمالية الغربية من محافظة ديالى (ضواحي جبال حمرين) بأنّ مقاتلي الحشد الشعبي، إلى جانب قوات الأمن والجيش والشرطة الاتحادية، يقومون بعمليات من أربعة محاور لمحاصرة إرهابيي داعش وكشف مخابئهم المخفية. كما أصبحت جبال حمرين، التي تغطي المناطق الواقعة شمال وشمال غرب محافظة ديالى، موقعاً مناسباً لإرهابيين داعش بسبب كونها منطقة وعرة وغير سالكة وارتباطها بحدود إقليم كردستان والمناطق الشرقية المهجورة في محافظة صلاح الدين، كما أنّها تتصل من الجنوب بمنطقتي المقدادية و بعقوبة.
وتأتي هذه العمليات ردّاً على التحركات والهجمات المستمرة التي يشنّها إرهابيو داعش في الأسابيع الأخيرة، وتحاول القوات العراقية إعادة الأمن إلى المناطق الملوثة في الجزء الشمالي من محافظة ديالى. وبحسب الأنباء، استطاعت قوات الجيش أثناء قيامهم بعمليات تطهير المناطق الملوثة في مشارف سد العظيم وقرى طالعة الدهن 1، وطالعة الدهن 2، ووادي زغيتون، والعرندس، ومرج في شمال غرب محافظة ديالى وبالقرب من الحدود مع محافظة صلاح الدين، من تدمير 3 مركبات عسكرية وسيارة انتحارية وبعض المتفجرات.
ترتبط منطقة العظيم الإستراتيجية بمنطقة العبث المهمة والوعرة والملوثة بالارهابيين من المحور الغربي، وهي البوابة الشرقية لمدن تكريت وسامراء والشرقاط، وترتبط هذه المنطقة بطريق كركوك بغداد من المحور الشرقي مما يضاعف أهميتها. كما ألحقت قوات الحشد الشعبي خسائر فادحة بالمعدّات العسكرية للعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش أثناء عملية تطهير قريتي البوصياح وتل العيدة الميدان، كما دمرت عددا من الأنفاق وتمكّنت من إعادة الأمن إلى المناطق الملوّثة بالارهابيين.
كما استطاعت قوات الرد السريع بتدمير المعدات الثقيلة للإرهابيين والعشرات من قذائف الهاون والصواريخ مع كميات كبيرة من الذخيرة خلال تطهير قرى طامور وطالعة الرمل وأبو فشكة وزركة وخشافنة والفركة وشيراوة وبلكانة السالم وبتكانة ساده وجدوع ومعكر الصديق.
ويبين سياق التطوّرات الميدانية أنّ عمليات القوات العراقية في المحور الجنوبي من كركوك شمال وشمال غرب ديالى قد بدأت بنشر الأمن والإستقرار في المناطق الحدودية مع محافظة صلاح الدين، وخاصة المناطق المهجورة مثل (العبث). وتخطط القوات العراقية لتطهير الجزء الغربي من محافظة ديالى والجزء الجنوبي من محافظة كركوك لتمهيد الطريق لتطهير المنطقتين الشرقية والشمالية الشرقية من محافظة صلاح الدين.