الوقت-نشر حساب "اسرائيل بالعربي" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، تغريدة له على موقع تويتر يتضمن صورتين إحداهما لبرج القاهرة والثاني لشخص يهودي تحت عنوان: برج القاهرة، من تصميم وبناء معماري يهودي. وجاء في التغريدة أنه "لا يوجد مواطن مصري او زائر الى مصر لا يعرف برج القاهرة وهو أحد معالم العاصمة المصرية ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن من صمم ونفذ هذا البرج هو المهنس المعماري اليهودي المصري نعوم شبيب، الذي يعد من أهم رواد العمارة المصرية الحدثة." وقد أثارت هذه التغريدة غضب وردود فعل واسعة تجاه الكيان الصهيوني.
واثارت التغريدة عاصفة من الجدل بين من اعتبر ان ذلك تأكيد أن على الجالية اليهودية كانت أحد مكونات النسيج الإجتماعي المصري، وكان من اليهود الكثير من المشاهير والفنانين ورجال الأعمال، وبين من أعاد للذاكرة أحد التسميات التي تطلق على البرج شوكة عبد الناصر.
غير أن خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" شارك التغريدة قائلا "إذن شكرا لجمال عبد الناصر، الرئيس المصري الراحل حكم البلاد بين عامي 1956 و1970، الذي لم يميز الناس على أساس الدين ويقول هذا مسلم وهذا يهودي". وأضاف صلاح عبر حسابه الموثق بتويتر "هذا مهندس مصري تعلم في جامعة القاهرة ولم يتعرض للتمييز، والتمييز وصل مع وصول الصهيونية الى الشرق الأوسط".
كذلك علقت إحدى المستخدمات بأن المهندس نعوم شبيب، انتقل للحياة في كندا عام 1971 وعاش بها حتى وفاته وهو يهودي مصري نشأو ترعرع وتعلم في مصر. وقال اليمني سام الغباري وفق حسابه الموثق على منصة تويتر "مصري يهودي وليس صهيونيا، وليس من حقكم ان تتحدثوا عن اليهود كأنهم تابعين لدولتكم التي قامت على اقتلاع حقوق الناس وتحويل الدين الى عرق وجغرافيا". وعلق حساب آخر قائلا "يظل مصريا بغض النظر عن ديانته، لم تصرون على التمييز العنصري في ذات الوقت الذي تنادون بالسلام؟".
وقال حساب محمد ابو شنب "تريدون أن تصنعوا لنفسكم تاريخ، أيها المحتل الصهيوني ان برج القاهرة عمره أكبر من دولتكم التي تزعمونها انت مغتصبون انتم مختلون شئتم أم أبيتم هذا قدركم في نفوسنا". وفي السياق ذاته قال مغردٌ آخر "يعني مصري مش اسرائيلي ومش كل يهودي اسرائيلي الجنسية". من جانيه قال أحد مستخدمي تويتر على حسابه "إن هذا ان دل على شئ فهو يدل على عنصريتكم، لأنكم نسبتموه بدينه وليس لوطنه أو عرقه. الشخص يميل لوطنه ومسكنه".
ووفق إعلام محلي بمصر، فبرج القاهرة من أبرز المعالم السياحية بالعاصمة المصرية، تم بناؤه بين عامي 1956 و1961 وتصميمه على شكل زهرة اللوتس الفرعونية، يوقع في قلب العاصمة وتم تجديده على يد شركة حكومية خلال عامي 2006 و2008. ويبلغ ارتفاعه 187 مترا وهو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي 43 مترا ويتكون من 16 طابقا ويقف على قاعدة من أحجار الغرانيت الأسواني، وتكلف بناؤه 6 ملايين جنيه مصري كانت الولايات المتحدة قد منحتها لمصر عام 1956 بدعوى أنها منحة لدعم البنية التحتية المصرية، لكن الهدف الحقيقي وراءها كان التأثير على موقف مصر المؤيد للقضية الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي.