الوقت-رحب العاهل السعودي بوفد مجلس إدارة المركز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات للملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، الذي كان يضم أيضًا أول حاخام صهيوني يحمل الجنسية الإسرائيلي. وفي هذا الصدد، أعلنت المملكة العربية السعودية أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز رحب بوفد دولي بينما كان أحد حاخامات الصهاينة، ديفيد روزن، ضمن هذا الوفد، وهي خطوة لم يسبق لها مثيل في التاريخ السعودي. كما رحب حساب "إسرائيل بالعربي" على تويتر أيضًا بهذه الخطوة، مدعيًا أن وجود الحاخام في قصر الملك السعودي كان جزءًا من جهد يستحق الثناء لبناء جسور التسامح بين الأديان !
خشية السعوديون من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني
في وقت سابق من شهر يناير، وقع وزير الداخلية الصهيوني، افيخاي أدرعي، وثيقة تفيد بأن اليهود الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية يمكنهم السفر إلى المملكة العربية السعودية لأغراض دينية وتجارية.
لكن هذا الإعلان جوبه بردود فعل محلية في المملكة العربية السعودية، وأصر رجال الدين السعوديون على أن تطبيع العلاقات يعني إضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني قائلين: "ان هذا الإجراء هو ضوء اخضر لمواصلة قتل الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني" كما انه يَسمح للمؤسسات والمنظمات الغربية بتنفيذ خطط ومشاريع غير عادلة تجاه فلسطين. ودفعت ردود الفعل هذه، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى القول إن إسرائيل لن تلقى ترحيبا في المملكة العربية السعودية وأن العلاقات مع إسرائيل ستعتمد على اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأضاف وزير الخارجية السعودي: "سياستنا ثابتة وليس لدينا اي علاقة بالحكومة الإسرائيلية، ولا يمكن لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية السفر حاليًا إلى المملكة العربية السعودية".
تطبيع وراء الكواليس
سعت المملكة العربية السعودية إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني منذ تولي الملك سلمان السلطة. ومن ناحية أخرى، تُبذل الجهود لتطبيع العلاقات مع اسرائيل من قبل بعض الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حين قتل الكيان الإسرائيلي أكثر من 42000 فلسطيني بين عامي 1967 و 2017 اضافة الى جرح وتهجير عشرات الآلاف. وفي الواقع، قامت الرياض بتسريع وتيرة جهودها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أكثر من عامين، وكان هناك العديد من الاجتماعات السرية والعلنية بين المسؤولين السعوديين والصهاينة .
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة التايمز الإسرائيلية، عن الزيارة التي استغرقت عدة أيام لآرثر ستارك، رئيس إحدى جماعات اللوبي الصهيوني الأكثر نفوذاً والتي تسمى مؤتمر رؤساء كبرى المنظمات اليهودية الأمريكية، الى الرياض. وقال تقرير صحيفة التايمز، إن ارثر التقى بكبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية خلال زيارته إلى السعودي.
ووصف ستارك، خلال مقابلته مع الصحيفة، الزيارة بأنها خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقة بين المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني. وقال ستارك مُصّرا على اخفاء تفاصيل المحادثات، "لقد أجرينا محادثات شفافة والتقينا بكبار المسؤولين وطرحنا مخاوفنا واستمعنا إلى مخاوفهم ايضا ونحن نعتقد بقوة أن هذه خطوة نحو علاقة بناءة. واضاف "لقد عدنا للتو من زيارة مهمة للغاية إلى المملكة العربية السعودية". وكانت هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن هذه الزيارة كانت مثمرة وودية للغاية ". ومن الجدير بالذكر، ان الزيارة الأخيرة هي أولى من زيارة من قبل السلطات الصهيونية للمملكة العربية السعودية .
اعتراف صهيوني بتطبيع العلاقات مع الدول العربية
أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة، مشددا على مواصلة تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية، أنه لا يستطيع الكشف عن عدد الزيارات السرية التي قام بها إلى الدول العربية. وقال نتنياهو: "لا يمكنني أن أخبركم كم مرة سافرت إلى الدول العربية، لكن صدقوني، هذه العلاقات تتوسع يوما بعد يوم"، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن قناة هلا.
كذلك أعلن حاخام صهيوني أمريكي أيضًا عن نية بعض دول الخليج العربي للاجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد انتخابات الكنيست "البرلمان" المقرر إجراؤها في 2 مارس. وصرح الحاخام الصهيوني مارك شنير لصحيفة جيروزاليم بوست بأن الزعماء العرب ينتظرون الانتخابات الإسرائيلية، بينما تريد الولايات المتحدة عقد قمة عربية مع رئيس الوزراء إسرائيلي في القاهرة. وكتبت الصحيفة ان زيارة شنير مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية جاءت بدعوة من وزارة الخارجية السعودية، حيث التقى بوزير الخارجية فيصل بن فرحان ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير. وتقول الصحيفة إن توقيت القمة العربية مع نتنياهو في القاهرة قبل الانتخابات الإسرائيلية يتعارض مع ما سمعه من العديد من القادة العرب.