الوقت- شنت قوات الجيش السوري عملية عسكرية واسعة جنوب غرب محافظة "إدلب" قبل نحو أسبوعين وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة من توجيه ضربات قاتلة وموجعة لتلك الجماعات الإرهابية واجبرتها على الانسحاب وترك تلك المناطق التي كانت تحت سيطرتهم. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن قوات الجيش السوري خلال تلك الاشتباكات، تمكنت أيضا من السيطرة على عدد من البلدات والمدن المهمة والاستراتيجية "لوبيدة وتل الخزنة ومشيرفة الشمالية وأم الخلايل" وطرد العناصر الإرهابية منها. وعقب سيطرة قوات الجيش السوري على هذه البلدات الاستراتيجية الاربع، أيقنت الجماعات الارهابية بأن هذه العملية العسكرية هي بمثابة مقدمة لعمليات عسكرية واسعة النطاق سوف تنفذها القوات السورية جنوب وجنوب شرق محافظة إدلب خلال، ما أدى إلى قيام تلك الجماعات الارهابية بالبدء بتنفيذ هجمات وقائية منذ يوم الثلاثاء الماضي لمنع حدوث المزيد من الهزائم في صفوفها.
وفي بداية الامر، بذلت تلك الجماعات الارهابية الكثير من الجهود لاحتلال بلدات "السرجة واعجاز" الواقعتين في الجنوب الشرقي لمحافظة "إدلب"، لكن القوات السورية التي كانت في حالة تأهب قصوى، تمكنت من شن هجمات عسكرية قوية وشرسة بدعم مدفعي وصاروخي على مواقع تلك الجماعات الارهابية واجبرتها على التراجع والانسحاب من تلك المناطق. يذكر أن تلك العناصر الإرهابية كانت تحاول إخراج قوات الجيش السوري من بلدات "السرجة واعجاز"، وذلك من أجل أن تنتقل بسهولة إلى غرب إلى بلدة "سنجار" الإستراتيجية وفتح الطريق لإعادة احتلال الاربع البلدات التي فقدت السيطرة عليها قبل عدة أيام.
وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن الجماعات الإرهابية قامت بعملية عسكرية واسعة أخرى يوم الاحد الماضي ونفذت هجمات عنيفة لإستعادة سيطرتها على بلدات "اسطبلات، والسرجة، ورسم الورد، واعجاز " ضد القوات السورية. ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأن تلك الاشتباكات التي اندلعت على تلك المحاور كانت عنيفة لدرجة أن قوات الجيش السوري فضلت في نهاية المطاف الانسحاب من بلدات "اسطبلات، ورسم الورد، والسرجة واعجاز" والانتقال إلى بلدات "الظفر الكبير، ومرعايا، والكراتين الصغيرة، وخيازة وكفريا" وذلك من أجل منع حدوث المزيد من الخسائر المادية والانسانية في صفوف مقاتليها.
وأضافت تلك المصادر الاخبارية، بأن القوات السورية أدركت أنه إذا استمر تقدم العناصر الإرهابية في تلك المحاور، فسيكون خط سكة حديد "دمشق – حلب" في خطر كبير، وسيكون من الممكن قطع محور "سنجار" عن مطار "أبو الظهور" المهم والاستراتيجي وبالتالي قام أبطال الجيش السوري يوم الاثنين الماضي، وبمساعدة قوات جديدة، بشن عملية عسكرية عكسية لاستعادة البلدات التي تمكنت الجماعات الارهابية من احتلالها والسيطرة عليها مؤخراً. وأشارت تلك المصادر الاخبارية أيضا إلى أن قوات الجيش السوري استأنفت يوم الإثنين الماضي عمليتها العسكرية في ريف ادلب، محققه إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين ومكبدة إياهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وذلك بعد هدنة استمرت منذ مطلع شهر آب الفائت شهدت الكثير من الخروقات على يد تنظيم هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة الإرهابي. وبحسب بعض المصادر الميداني فلقد انتهت الاشتباكات بمقتل وإصابة أغلبية أفراد المجموعات الإرهابية المهاجمة وتدمير أسلحتهم فيما لاذ الباقون بالفرار. كما نفَّذت وحدات الجيش عمليات مكثفة بسلاحي المدفعية والصواريخ خلال الايام القليلة الماضية على محاور تحرك وخطوط إمداد المجموعات الإرهابية على اتجاه الكتيبة المهجورة وقرية أم التين بريف إدلب الجنوبي أيضا أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فلقد تمكنت قوات الجيش السوري، وبدعم من الوحدات الجوية والصاروخية والمدفعية، من إيقاف تقدم العناصر الإرهابية في ضواحي بلدات "اسطبلات ورأس الورد والسرجة واعجاز". كما نجحت القوات السورية عقب وقوع الكثير من الاشتباكات العنيفة من تحرير أجزاء واسعة من بلدة "اعجاز" من قبضة الجماعات الإرهابية وتمكنت أيضا من توجيه ضربات قاتلة وموجعة لتلك الجماعات الارهابية. وفي سياق متصل، كشفت بعض المصادر الميدانية بأن قوات الجيش السوري نفذت عملية عسكرية واسعة صباح يوم الثلاثاء الماضي، بدعم من مقاتلات الجو السورية والروسية ووحدة الصواريخ، وبعد وقوع اشتباكات عنيفة، تمكنت تلك القوات من إجبار العناصر الارهابية على الهرب من بلدات "السرجة، واعجاز ورسم الورد واسطبلات". وخلال تلك العملية العسكرية المفاجئة التي نفذتها قوات الجيش السوري لاستعادة السيطرة على تلك البلدات الاربع هذه الاربع، قُتل وجُرح عدد كبير من العناصر الإرهابية، وأُلحقت أضرار جسيمة بمعداتهم العسكرية. ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد فر الكثير من الإرهابيين الذين نجوا من تلك الاشتباكات غربًا نحو بلدات "الخربية، وربيعة، والشعرة، وبردان والصيادي".
ومن محور "تل الخزنة" جاءت بعض الاخبار التي تفيد، أن قوات الجيش السوري فتحت جبهة جديدة ضد الجماعات الإرهابية وشنت هجمات عسكرية واسعة ضد تلك الجماعات لاستعادة مدينة "أم تينة" ونجحت في التقدم نحو تلك المدنية. وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات السورية في ذلك المحور الاستراتيجي، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن "أنقرة" قامت بارسال قافلة جديدة من المعدات العسكرية من معبر "كفرلوسين" الحدودي الواقع في شمال محافظة إدلب إلى نقطة المراقبة الواقعة في منطقة "صرمان" في جنوب شرق محافظة إدلب.
يبدو أن المعدات العسكرية التي أرسلتها تركيا سوف تصل إلى أيدي العناصر الإرهابية، وذلك لأن "أنقرة" تسعى إلى تعزيز مواقع الإرهابيين في تلك المناطق المحتلة القريبة من محافظة إدلب وذلك من أجل الحيلولة دون وقوع هزائم جديدة لهم. يذكر أن تركيا وغيرها من الداعمين الخارجيين لتلك الجماعات الإرهابية يدركون جيدًا أنه إذا استمر تقدم الجيش السوري في تلك المناطق، فستكون محافظة إدلب من ناحية مهددة بشكل خطير باعتبارها القاعدة الأخيرة التي تحتلها الجماعات الإرهابية، ومن ناحية أخرى، سوف تتساقط جميع مواقع العناصر الإرهابية في جنوب غرب محافظة "حلب" مثل حجار لعبة الدومينو. وإذا استمرت القوات السورية في التقدم على المحور الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب ووصلت إلى مدينة "معرة النعمان" المهمة والاستراتيجية، التي تعتبر واحدة من أهم القواعد للجماعات الإرهابية، فستكون قد حققت نصراً كبيراً وبهذا الامر ستتمكن من تغيير قواعد اللعبة في تلك المناطق بمعدل 180 درجة لمصلحتها.