الوقت- انتقد موقع "غلوبال ريسيرش" الكندي الخطوة المزعزعة للاستقرار التي قام بها ترامب مبيناً أن أمريكا انخرطت منذ فترة طويلة في حرب الظل السرية مع فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني (IRGC) ، وذلك يعود إلى الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، وحينها أودى هذا الصراع بحياة المئات من القوات الأمريكية، ولاقى الأمر معارضة إيرانية للاحتلال الأمريكي للعراق، وعجز أمريكا عن هزيمة القوات الإيرانية عسكرياً داخل العراق .
وتابع الموقع بالقول إن القوات الأمريكية داخل سوريا تجنبت الصراع المباشر مع الحرس الثوري الإيراني، الذي كان يساعد الجيش السوري، لكن الآن، اتخذت إدارة ترامب قراراً بتسمية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابي، وسيكون لهذه الخطوة الصغيرة المبالغ فيها عواقب كبيرة، وتعريض حياة الآلاف من أفراد الخدمة الأمريكية للخطر.
وقال الموقع إن قوة القدس هي وحدة داخل الحرس الثوري الإيراني متخصصة في عمليات خارج إيران، وكانت تعتبر ومنذ فترة طويلة منظمة إرهابية من قبل أمريكا.
الحرس الثوري الإيراني كيان مستقل ، ومع ذلك ، يعمل كجزء لا يتجزأ من الحكومة الإيرانية، على هذا النحو، تجنّبت أمريكا عن عمد تصنيفها كمنظمة إرهابية بدافع القلق من أن يؤدي ذلك إلى إعاقة الجهود الدبلوماسية مع إيران وحتى زعزعة استقرار الشرق الأوسط الكبير.
بالنظر إلى حقيقة أن واشنطن منخرطة حالياً في "حرب" عالمية على الإرهاب، فإن هذا التصنيف - الذي يضع الحرس الثوري الإسلامي على قدم المساواة مع داعش والقاعدة - يعني أن أمريكا في حالة حرب مع إيران.
واستطرد الموقع بالقول: إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ردّ على هذا التصنيف يوم الاثنين، وأوصى في رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه - في ظل الدعم العلني والسري المستمر للقوات العسكرية الأمريكية في المنطقة للمجموعات المتورطة في أعمال إرهابية ضد إيران - يجب على المجلس الأعلى للأمن القومي تصنيف القيادة المركزية الأمريكية كإرهابيين .
وقال الموقع: إن الإيرانيين ومنذ فترة طويلة يقدّرون أن أجهزة المخابرات الأمريكية وقوات العمليات الخاصة قد استخدمت منظمات المعارضة الإيرانية المتشددة كوكيل في حرب دموية غير معلنة لتقويض شرعية الحكومة الإيرانية وإلحاق الضرر بقوات الحرس الثوري الإيراني، على سبيل المثال، في فبراير الماضي، أعلنت جماعة الانفصاليين البلوش، جيش العدل، مسؤوليتها عن تفجير حافلة تقلّ جنود الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 30 شخصاً.
يدعي الحرس الثوري الإيراني أن المجموعة تلقت تعليماتها وتدريبها ومعداتها من أفراد أمريكيين يعملون خارج أفغانستان. وبالمثل، في سبتمبر 2018، شنت مجموعة تطلق على نفسها "حركة النضال العربي من أجل تحرير الأهواز" هجوماً على عرض للحرس الثوري الإيراني في مدينة الأهواز الإيرانية، ما أسفر عن مقتل العشرات.
وجّهت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية اللوم في هذا الهجوم بشكل مباشر على أمريكا وحلفائها في الخليج، مشيرة إلى أن "الهجوم يأتي بعد حملة مساندة من أمريكا لإثارة الاضطرابات في المدن الإيرانية.
ونقل الموقع الكندي قول نتنياهو: "شكراً، صديقي العزيز الرئيس دونالد ترامب، على قراره إعلان أن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
نشكرك على الرد على واحد آخر من طلباتي المهمة، والتي تخدم مصالح بلدنا ودول المنطقة، " الطلب الآخر الذي أشار إليه نتنياهو كان القرار الذي اتخذ في أيار 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، منذ ذلك الوقت، وجدت أمريكا نفسها معزولة بشكل متزايد عن بقية العالم، وخاصة أوروبا، التي اختارت أن تظل جزءاً من الاتفاقية، والتي تلاحظ أن إيران تواصل الامتثال الكامل لها.
ينظر الكثيرون إلى قرار تعيين الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية على أنه آلية لزيادة الضغط على إيران من خلال توسيع نطاق وحجم العقوبات الاقتصادية ضد الكيانات التي تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني.
كما يُنظر إلى توقيت الإعلان على أنه محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات في "إسرائيل"، حيث يكافح نتنياهو في محاولة لإعادة انتخابه، لكن هناك سبباً آخر قد يكون الاستياء المستمر داخل دوائر أمريكية معينة حول الدور الذي لعبه الحرس الثوري الإيراني في إثارة مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق.