الوقت- مع مرور اکثر من 120 يوما على بدء العدوان السعودي الواسع على اليمن والقصف المستمر ليلا ونهارا على المناطق السكنية والمنشآت غير العسكرية تستمر مقاومة الشعب اليمني وتتعزز يوما بعد يوم مكانة حركة انصارالله والحركات الشعبية الاخرى في اليمن.
ويأتي تعزيز مكانة حركة انصارالله بسبب رغبة باقي الحركات الشعبية اليمنية للتحالف معها بعد ان رأت هذه الجماعات حجم الاجرام السعودي والعربي وكذلك صمود حركة انصارالله ومقاومتها.
ومن جهة أخرى بات واضحا ان السعودية باتت عاجزة عن تحقيق اي انجاز عسكري او سياسي او اعلامي وهي تجيد فقط ارتكاب مجازر ضد المدنيين العزل على غرار ما فعله الكيان الاسرائيلي في قطاع غزة ضد الفلسطينيين وباتت السعودية في مهب الادانات الدولية الواسعة لجرائمها كما انها اصبحت تعاني ايضا من شرخ داخلي بسبب الهزيمة والاخفاق في اليمن.
ووسط هذه الاجواء اختارت الرياض وحلفاؤها الهروب نحو الامام وشنوا هجمات جوية وبرية كبيرة على محافظة لحج الواقعة جنوبي اليمن شارك فيها 3 آلاف جندي من السعودية والامارات ومصر وهاجموا قاعدة العند الجوية لاحتلالها وادعوا انهم استطاعوا السيطرة عليها لكن مصدر عسكري يمني وهو العميد شرف لقمان دحض مزاعم هؤلاء واكد ان القاعدة هي تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ويهدف الهجوم البري الاخير الذي يجري بدعم امريكي واسع الى تسجيل انتصارات ميدانية صغيرة ومن ثم السيطرة على مدينة عدن لتهيئة الظروف لعودة الرئيس اليمني المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي وحكومته الى هذه المدينة التي ادعت القوات الموالية لمنصور انها سيطرت على مطارها لكن هذا الاعلان كان كاذبا.
وکان رئيس وزراء الحكومة المستقيلة خالد بحاح قد وصل الى عدن قبل ايام لكنه لم يستطع المكوث فيها الا لنصف ساعة وهرب منها بعد ان استقبلته رصاص المدافعين عن مدينة عدن.
ویهدف ارسال 3 الى 4 آلاف عسکری بالاضافة الى عناصر تنظيم القاعدة وعناصر داعش التكفيريين الى دعم عناصر حزب الاصلاح وباقي الجماعات المؤيدة للسعودية ولمنصور هادي لكي يتمكنوا من السيطرة على اجزاء من محافظة مأرب ومدينة عدن الاستراتيجية ويعيدوا حكومة منصور هادي الى هذه المدينة ومن ثم اتخاذ المناطق التي يتم السيطرة عليها قاعدة للزحف نحو باقي المناطق التي تسيطر عليها انصارالله.
وقد تفاوضت حكومة منصور هادي مع الامريكيين وبعض الدول الاوروبية لكسب موافقة هذه الجهات على عودة الحكومة المستقيلة الى اليمن لكن الاوضاع الميدانية لم تكن على ما يرام رغم مرور 10 ايام على بدء الهجوم الذي مازال مستمرا.
ولا شك بأن حكومة منصور هادي لامكان لها في مستقبل اليمن لأن الادعاءات السعودية بشأن شرعية هذه الحكومة ومبررات الرياض لشن العدوان قد باتت مرفوضة حتى لدى الجهات الغربية الداعمة للسعودية كما ان دعوة عبد ربه منصور هادي لفئات الشعب اليمني لكي ينتفضوا ضد حركة انصارالله لم تلق آذانا صاغية وباتت مرفوضة من قبل اليمنيين.
ان غضب الیمنیین تجاه السعودية باتت كبيرة الى درجة اصبح فيها اليمنيون يريدون استعادة اراضيهم المغصوبة من قبل السعوديين مثل محافظتي نجران والجيزان وقد بدأ أبناء هاتين المحافظتين تحركهم ايضا وشنوا عمليات في عمق الاراضي السعودية ويبدو ان الرياض بدأت بفقدان السيطرة هناك شيئا فشيئا.
وكانت السعودية قد شنت قبل الان ثلاث حروب كبيرة على اليمن في الثلاثينيات والستينيات والثمانينيات من القرن الماضي لكنها واجهت الهزيمة في كل هذه الحروب لكن الرياض لاتزال تريد استخدام اليمن كحديقة خلفية لها وكأداة لتنفيذ المآرب السعودية في القرن الافريقي حيث تتلقى الرياض الدعم الامريكي والغربي والاسرائيلي لتنفيذ هذه المآرب لکن الشعب الیمني وثواره قد افشلوا هذا المخطط ويريدون دعم نهج المقاومة في المنطقة وتقويته.
ان صمود الشعب اليمني الى جانب صمود شعوب فلسطين ولبنان وسوريا والعراق قد سطر ملحمة امام غطرسة جبهة الاستكبار وعملائها الاقليميين الذين يفرضون الحروب بالنيابة على شعوب هذه المنطقة ولاشك ان نتيجة هذا الصمود والمقاومة الملحمية لن تكون الا الخزي والعار للمتآمرين على شعوب المنطقة.