منذ بدء العدوان أي منذ 26 مارس/آذار إلى 21 إبريل/نيسان، أي خلال الـ26 يوم الأول من العدوان ذكرت السعودية أن 16 جندياً سعودياً قتلوا خلال المعارك التي جرت، اذاً فوفقاً للإحصائيات السعودية لم يسقط في الثلث الأول من العدوان إلا عدد ضئيل من الجنود السعوديين، ولا توجد إحصاءات دقيقة لباقي الخسائر فالسعودية تضرب طوقاً من السرية حول خسائرها، ولكن رغم هذا فإن هناك من كشف المستور وأظهر الحقائق.
حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن حجم الخسائر التي تكبدتها السعودية نتيجة العدوان على اليمن، وذكرت الصحيفة أن القوات اليمنية التي تشمل الجيش اليمني وأنصار الله بالإضافة إلى اللجان الشعبية استطاعوا تحقيق إنجازات ميدانية غير متوقعة، وأن صناع القرار السعودي يتعمدون إخفاء حجم هذه الخسائر خشية حدوث انقلاب شعبي وتبدل الرأي العام، حسب ما ذكرت الصحيفة.
وأكدت الصحيفة وفقاً لتقرير استخباراتي أُعد بعد أن اطلقت أنصار الله واللجان الشعبية صواريخ استهدفت معسكرات تابعة للقوات السعودية أن "الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير 98 موقعاً عسكريًا سعوديًا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميراً كلياً، إلى جانب 76 موقعاً عسكرياً تم اقتحامها والسيطرة عليها وتفجيرها بالألغام الأرضية وفق المخطط العملياتي العسكري اليمني"، وأضافت الصحيفة "إن الجيش واللجان الشعبية اليمنية دمروا أيضاً منطقتي القيادة والسيطرة في نجران وعسير وخميس مشيط بشكل كلي كما تم تدمير قصور الامارة بشكل كامل في نجران وظهران وجيزان واحد المسارحة والطوال، إضافة إلى تدمير مقر العمليات للجيش السعودي في الخوبة والطوال وابو عريش والحرث والربوعة".
وأكدت الصحيفة أن خسائر السعودية تفوق ذلك، فلقد تم تدمير مقر قيادة القوات الجوية بقاعدة خميس مشيط تدميراً كاملاً، مما تسبب حسب "واشنطن بوست" بمقتل قائد القوات الجوية السعودية الفريق محمد الشعلان، واللافت أن السعودية كانت قد أعلنت رسمياً أن أزمة قلبية تسببت بوفاته، وكذلك أشارت الصحيفة اعتماداً على التقرير الإستخباراتي أن طائرات حربية ومنصات صواريخ تابعة للدفاع الجوي السعودي تدمرت على أيدي اليمنيين بالإضافة إلى قتل أكثر من 36 طياراً وعشرات الضباط من الجيش السعودي.
وبحسب التقارير الرسمية التي أحصت بالأرقام الخسائر السعودية، ذكرت "واشنطن بوست" أن الخسائر البشرية التي تكبدتها السعودية تمثلت في مقتل 2.326 جندياً سعودياً، بالإضافة إلى 36 ضابطاً، و22 جنرالا من ذوي الرتب العالية يتصدرهم قائد القوات الجوية السعودية، الفريق محمد الشعلان، بالإضافة إلى المئات من الجرحى والعشرات من الأسرى لدى الحرس الجمهوري اليمني، أما بالنسبة للخسائر بالمعدات والآليات العسكرية فإن الصحيفة ذكرت أن الخسائر السعودية تتمثل بتدمير 363 دبابة و25 مدرعة مجنزرة و181 طقماً عسكرياً وذلك بمنطقة جيزان، إضافةً إلى تدمير وإحراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة و71 طقماً عسكرياً في منطقة نجران، وتدمير221 دبابة و19 مدرعة مجنزرة و51 طقماً عسكرياً و3 آليات "دركتلات" تابعة لقطاع الإنشاء والطرق بالجيش السعودي في منطقة عسير.
الصحيفة الأمريكية كشفت بهذا التقرير حجم الورطة السعودية، والتي تظهر من خلال تهرب السعودية من اعلان نتائج المعركة، اذ يبدو واضحاً من خلال ما نشرته الصحيفة أن السعودية كما أخفت مقتل قائد القوات الجوية أخفت الكثير من الحقائق والأرقام الأخرى التي تشير إلى حجم الضرر الذي لحق بقواتها نتيجة العدوان المستمر على اليمن، وعلى هذا فإن السعودية وإن كانت مستمرة في عدوانها على اليمن، إلا أن الخسائر التي لحقت بها كانت غير متوقعة وأكبر بكثير مما تناقلته وسائل الإعلام وما دام العدوان مستمراً فإن الخسائر في ازدياد.