الوقت- أجرى ريتشارد كلوني وماثيو بولغ دراسة حول البرنامج الروسي الجديد للأسلحة، وتداعياته على القوات المسلّحة، والقدرات العسكرية للبلاد بحلول عام 2027، وقد قام مركز أبحاث تشاتام هاوس بإعداد هذه الدراسة، وعلى أساس مقتطفات منها، سيشكل برنامج الأسلحة الروسي المصادق عليه حديثًاً والمُسمّى بـ "جي بي في 2027" الأساس للشراء وللأولويات الدفاعية والعسكرية للبلاد بحلول عام 2027.
ومن المتوقع أن يستمر التقدّم في إطار البرنامج السابق (GPV 2020) وأن يتم تعزيز القوات المسلحة الروسية وتطوير قدراتها، البرنامج السابق المُسمّى بـ (GPV 2020) ساهم في إنعاش أجزاء من المجموعة الصناعية الدفاعية لروسيا، وتم تخصيص ميزانية جديدة، ورفع الأجور واستقطاب العمال الشباب والماهرين، وتغيّرت خطوط الإنتاج لأول مرة في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي نحو الإنتاج الضخم للمعدّات العسكرية. وهذا مؤشر جيد لبرنامج “GPV 2027” للأسلحة.
من المحتمل أن يتم حلّ بعض المشكلات التي تواجهها روسيا في تطوير وإدخال أنظمة الأسلحة لبرنامج GPV 2020 بحلول عام 2020، ونتيجة لذلك، يبدو أن وزارة الدفاع الروسية، تتمتع بموقع أفضل بكثير لبدء برنامج “GPV 2027” قياساً بالوقت الذي شرعت به لإطلاق برنامج "(GPV 2020)"، وعلى مدى العقد المقبل، سيُخصص مبلغ 306 مليارات دولار لوزارة الدفاع لشراء المعدات العسكرية، وتجديد وإصلاح هذه المعدات وتطويرها، وربما سيتم تخصيص مبلغ آخر للاستثمار لترقية البنية التحتية للتخزين.
بالطبع منذ عام 2011، مع انخفاض قيمة الروبل "العملة المتداولة في روسيا" بسبب التضخم، يبدو المعنى الحقيقي للبرنامج الجديد أقل طموحاً من السابق، ومع أن برنامج “GPV 2027”، أكثر محدودية من حيث الأبعاد والحجم قياساً ببرنامج (GPV 2020)، فعلى الأرجح سيتم تخصيص الائتمان المعتمد للبرنامج بالكامل.
حتى إذا كان الاقتصاد الروسي سينمو بمعدل 2٪ سنوياً على مدى العقد القادم، وحتى لو كان عبء الإنفاق الدفاعي أقل من المتوسط التاريخي لما بعد السوفييتية بنسبة 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي، فعلى السلطات الروسية أن تخصص على الأقل مبلغ 309 مليارات دولار المُحددة لبرنامج “GPV 2027”.
وعلى الرغم من أن البرنامج سري، فإن تصريحات كبار المسؤولين العسكريين في روسيا ومنظمات الدفاع الصناعية في البلاد جعلت من الممكن تحديد الشكل العسكري المحتمل لروسيا في منتصف عقد 2020. برنامج “GPV 2027” سيركز على تنقّل وتحركات القوات، ونشرها لوجستيات عسكرية، وتعزيز أنظمة القيادة، والمراقبة، حيث قد يكون التركيز يتمحور على الأغلب حول تحسين الأنظمة الموجودة وجعلها أكثر مثالية ونموذجية، برنامج “GPV 2027” يجب أن يسمح للصناعة الدفاعية بتحديد أولويات التطور التكنولوجي.
برنامج “GPV 2027” سيوجه شراء المعدات العسكرية وتحديث القوات المسلحة، ومن المتوقع أن يظل التحديث الثلاثي الاستراتيجي لنووي روسيا أولوية، في حين من المحتمل أن تحصل البحرية الروسية على مخصصات أقل في الميزانية وتكون الأولوية استيراد الغواصات والسفن الصغيرة، فإنه من المتوقع أن تأخذ القوات البرية سهماً في الميزانية أكثر من ذي قبل.
وفي الوقت نفسه، من المرجّح أن تركّز القوة الجوية الروسية على سدّ الثغرات الموجودة في الشراء (خاصة فيما يتعلق بطائرات النقل)، بالإضافة إلى تعزيز قدرات وإمكانيات استعراض القوة، والتنقل، وتحركات القوات، ومن المرجح أن تلعب أنظمة الدفاع الجوي دوراً مهماً في التخطيط العسكري وذلك من خلال تعزيز قدرات الصدّ المتطورة، والمعدات اللازمة لمنع دخول العدو.
إن تنفيذ برنامج “GPV 2027” سيتأثر حتماً بالعوامل الداخلية والخارجية، وتستمر قضايا مثل قدرات الإنتاج والقدرة على التكيف والتطوير التكنولوجي في خلق تحديات للصناعة العسكرية طوال عقد 2020.
وتشمل العوامل الخارجية الرئيسية "الدروس المأخوذة" من تجارب العمليات الحربية في أوكرانيا وسوريا منذ عام 2014، فضلاً عن التبعات السلبية للعقوبات الدولية الهادفة، على قطاع الدفاع الروسي، وفشل التعاون العسكري مع أوكرانيا منذ عام 2014، ومن المتوقع أن التكيف التكنولوجي والتكتيكي الذي تم وضعه للحدّ من هذه التحديات سوف يسهل برنامج “GPV 2027” ويحققه.
وتشمل العوامل الداخلية مناوشات من أجل تحديث المعدات العسكرية، والحاجة إلى زيادة البحث والتطوير في القطاع العسكري ووجود قضايا قديمة وغير محلولة تتعلق بالأداء الداخلي للصناعة الدفاعية، ومن المحتمل أن تبقى أوجه القصور المهمة هذه أثناء تنفيذ برنامج “GPV 2027”.
من المرجح أن تكون القوات المسلحة الروسية بحلول عام 2027 أكثر جاهزية وقوة من اليوم. وبالطبع، لا ينبغي المبالغة في تقدير وتيرة وسرعة التجديد المحتمل، في حين قد يتم إجراء بعض التحسينات في تطوير معدات الجيل الجديد، ومن المحتمل أن تستمر القوات المسلحة في الاعتماد على مزيج من تراث الأجهزة القديمة، والأنظمة السوفياتية الحديثة إلى جانب نماذج جديدة، إن توفير القدرات العسكرية للقرن الحادي والعشرين وهيكلة القوات المسلحة لهذا البلد مع التحديات التي تواجه البلاد اليوم، تتطلب استثماراً مستمراً في التطوير وأنشطة البحث والتطوير في القطاع العسكري.