الوقت- لطالما كانت القضية الفلسطينية قضية المسلمين على امتداد المعمورة، وشكلت هذه القضية رمزاً لوحدة المسلمين ونضالهم اتجاه قوى الغطرسة والاستكبار، والناظر الى القضية الفلسطينة بتجرد مطلق سيرى أن لمدينة القدس ،أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مكان القلب من الجسد بحيث شكلت رمزية المدينة المقدسة علماً جامعاً لكل الشعوب المتضهدة ولكل ذي لب وبصيرة، فلا عجب أن تكون هذه المنطلقات حاضرة أبداً ودائماً في فكر وعقيدة الأمام الخميني (رحمه الله) مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد الثورة الإسلامية والذي استطاع أن يرسم أحد المحور الإستراتيجية للسياسة الدولية ، داعياً الى موقف اسلامي صارم لصالح الفلسطينيين رافضا في الوقت ذات أية مساومة في مواجهة الخطر الصهيوني، فكانت القضية الفلسطينة البوصلة الموجهة للشعوب الاسلامية والمعيار الأساسي لأثبات التوجه السليم للسياسات الخارجية لشعوب المنطقة.
وبمناسبة يوم القدس العالمي الذي تحله ذكراه السادسة والثلاثون نستذكر هنا في هذا المقال بعض الكلمات الخالدة للامام الخميني (رحمه الله) الذي كان أول من دعا الى الاحتفاء بهذا اليوم عقب انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
نحن کافحنا القوى العظمى بقدرتنا الإیمانیة، وقطعنا أیدیهم عن بلادنا، وإذا کنتم تریدون التخلص من مشاکلکم، وأردتم تحریر بیت المقدس وفلسطین، وإذا کنتم تریدون إنقاذ مصر، وسائر الدول العربیة، علیکم أن تحرضوا الشعوب للنهوض. یجب على الشعوب أن لا تکتفی بالجلوس، وأن لا تعتمد على حکوماتها، لان هذه الحکومات لا تعمل إلا بما یتوافق مع مصالحها الخاصة. یجب أن تعرف الشعوب، أن رمز الانتصار هو طلب الشهادة، وأن یتیقنوا بأن لا قیمة لهذه الحیاة الدنیویة، المادیة والحیوانیة التی یعیشونها ".[1]
" إن الشعب الفلسطینی قادر على تحقیق الانتصار، فلو التزم بقدرة الایمان ووحدة کلمته. إننا ندین إسرائیل لأنها دولة غاصبة، وعلى الدول العربیة أن تتحد، لکی تتمکن من قطع الأیدی الاسرائیلیة من ترابهم المقدس ".[2]
" إننی آسف جدا، للأعمال المعادیة للإنسانیة التی یرتکبها الصهاینة، و بدعم أمریکی، فی بلاد المسلمین، وبالأخص ضد إخواننا وشعبنا فی لبنان. وارجوا من الله سبحانه وتعالى، معین المستضعفین والمظلومین، أن یشملکم بامداداته المبارکة، وأن یکون عونا وسندا لکم، ولجمیع الأخوة فی هذه الظروف العصیبة".
" إننا نقف معکم ونشاطرکم الکفاح ضد إسرائیل وأمریکا، وأملنا کبیر فی انتصار قوى الحق على القوى الطاغوتیة والشیطانیة".
" إن المصائب والآلام التی حلت علیکم، لیست جدیدة علینا ولا على المسلمین، حیث إن قوى الطاغوت کانت دوما تخالف الإسلام، وفی صراع مستمر مع المسلمین".[3]
" إن یوم القدس یوم عالمی، لا یختص بالقدس، بل هو یوم مواجهة المستضعفین للمستکبرین. إنه یوم مواجهة الشعوب، التی رزحت طویلاً تحت نیران الظلم الأمریکی وغیر الأمریکی، للقوى العظمى .یوم یجب أن یستعد فیه المستضعفون لمواجهة المستکبرین، ولتمریغ أنوفهم فی الوحل.
إنه یوم الفصل بین المنافقین والملتزمین... الملتزمون یتخذون هذا الیوم " یوماً للقدس " ، ویحرصون على تکریمه، أما المنافقون، الذین یرتبطون بالقوى العظمى من وراء الستار، ویعقدون أواصر الصداقة مع إسرائیل، سیتجاهلون هذا الیوم، بل وسیصدون الشعوب عن الاحتفاء به.
إن یوم القدس، یوم یجب أن یتقرر فیه مصیر الشعوب المستضعفة، وأن تعلن فیه الشعوب المستضعفة عن وجودها أمام المستکبرین .
لابد للشعوب المستضعفة أن تعتبر من الشعب الإیرانی، الذی نهض ومرغ أنوف المستکبرین فی التراب. علیهم أن ینهضوا معا ویلقوا بجرثومة الفساد (إسرائیل) فی مزابل التاریخ.
إن یوم القدس، یوم یجب فیه أن نشد العزم ونعمل بجدٍ ونسعى جمیعاً لإنقاذ القدس. وإنقاذ إخوتنا فی لبنان من الظلم الذی حل بهم.[4]
" لو کان المسلمون متحدین معاً، لاستطاعوا إغراق إسرائیل، فیما لو تولى کل واحد منهم قذفها بسطل من الماء، ومع ذلک فإنهم عاجزین أمامها.
المشکلة هی فرقتهم ، وهم یعرفون هذه الحقیقة ، فلماذا لا یلجأون إلى علاجها الحاسم ، والذی یتمثل بالاتحاد والاتفاق فیما بینهم ؟ ولماذا لا یحبطوا المؤامرات التی یحیکها الاستعمار بهدف تضعیفهم .
إننا نتساءل.. متى یحل هذا اللغز، وأین یکمن حله ؟ ومن الذی یتولى إحباط هذه المؤامرات؟ هل هناک طرف آخر غیر الحکومات الإسلامیة والشعوب المسلمة ؟!"[5]
" إننی أتمنى أن یتشکل حزب، باسم حزب المستضعفین فی جمیع أنحاء الدنیا، وان ینضم إلیه جمیع المستضعفین فی العالم، لتزول المشاکل والعقبات التی تقف فی طریق تقدمهم، وینتفض عبره المستضعفون لمواجهة المستکبرین والغزاة الشرقیین والغربیین، وبذلک سوف لن یسمحوا باستمرار ظلم المستکبرین لهم، و ینطلقوا لیحققوا نداء الإسلام والوعد الذی قطعه لهم، بوراثتهم للأرض وتحکیمهم فیها .
لقد کان المستضعفون ولازالوا متفرقین، ولا یمکن تحقیق أی خطوة مع وجود الفرقة . الیوم وقد تحقق نموذج واحد من تلاحم المستضعفین ، فی أحد أقالیم المسلمین ، فینبغی أن یتحقق مثل هذا النموذج ، فی جمیع القطاعات الإنسانیة المختلفة، و بشکل أوسع وأشمل من الوقت الحاضر، والذی یمکن أن یتم ذلک، عبر تشکیل "حزب المستضعفین" ، الذی یجسد مفهوم "حزب الله" ، وهو ما یتوافق مع إرادة الله سبحانه وتعالى، التی تتحدث عن وجوب وراثة المستضعفین للأرض .
ولیعمل المستضعفون على رفع مکانتهم، عن طریق تلاحم الأیدی والإرادة المتینة والشاملة، ولتحل المعضلات والمشاکل التی تواجه الشعوب فی أی مکان من العالم، عن طریق حزب المستضعفین هذا.
لابد لی.. أن أقولها بمرارة، بأن الحکومات والشعوب الإسلامیة، وبالأخص الحکومات والشعوب العربیة، قد ارتکبت خطأ، مثلما ارتکبنا نحن أیضاً خطاءً فی إیران.
إن الخطأ الذی ارتکبه جمیع المسلمین، و بالأخص الحکومات والشعوب العربیة، هو أنهم أتاحوا الفرصة منذ البدایة لاسرائیل فی الوجود، حیث إن المصالح والنوازع الفردیة للحکومات، قد شکلت حائلاً دون وأد إسرائیل فی مراحل وجودها الأولى، و بالتالی سمحوا لها باکتساب القوة اللازمة للمواجهة. وللأسف الشدید، فإن المصالح الشخصیة للرؤساء العرب، قد وقفت دون الاستجابة الخالصة لنصائحنا، التی صرحنا بها منذ ما یقارب العشرین عاماً، ودعوناهم فیها إلى الاتحاد والوحدة بوجه إسرائیل."[6]
"إخوانی الشجعان، الذین انتفضتم من أجل تحریر أوطانکم، حذروا شعوبکم وطهروا الأدمغة من رواسب الدعایات التی امتدت طوال مئات الأعوام . ابعدوا عن تفکیرها مسألة الرضوخ للغرب والمستکبرین . التحقوا بثورتنا، التی هی ثورة إسلامیة وثورة المستضعفین، فإن الإسلام العزیز، یقف الیوم فی مواجهة الکفر وأمام منطق الباطل والقوة.
إن ثورتنا إسلامیة قبل أن تکون إیرانیة.. إنها ثورة المستضعفین فی جمیع أنحاء العالم، قبل أن تکون خاصة بمنطقة دون أخرى .
أیها السلمون فی العالم، وأیها المستضعفون الثائرون، وأیها البحر اللامتناهی من البشر: انهضوا ودافعوا عن کیانکم الإسلامی والوطنی . إن إسرائیل اغتصبت القدس من المسلمین ، وقد تساهلت تجاهها الحکومات . وکما یبدو من بعض العلامات الظاهرة فی الوقت الحاضر، فان أمریکا ترید الاستیلاء على المسجد الحرام ومسجد النبی، وبواسطة صنیعتها الفاسدة إسرائیل، ورغم کل ذلک فلا زال المسلمون یلفهم الصمت، بل ویتفرجون على کل ما یجری دون أدنى اهتمام.
إننا ــ والتزاماً منا بإسلامنا العظیم ــ نساند جمیع المستضعفین فی العالم، ونساندکم أنتم، وندعم أیة منظمة تنهض من أجل إنقاذ وطنها . کذلک نعلن دعمنا الکامل لکفاح إخواننا الفلسطینیین والشعب المسلم فی جنوب لبنان، فی مواجهة إسرائیل الغاصبة".[7]
" نحن ننظر إلى الیهود بمعزل عن الصهاینة، وفیما لو انتصر المسلمون على الصهاینة فإنهم لا شأن لهم مع الیهود، حیث سیعاملون کسائر الشعوب الأخرى، ویحق لهم التمتع بالحیاة الطبیعیة، ولا یتعرض لهم أی أحد " .[8]
"إننا نصدر ثورتنا إلى جمیع أنحاء العالم، لأن ثورتنا إسلامیة، وان الکفاح سیستمر مادام دوی صوت " لا اله إلاالله... محمد رسول الله ".. لم یطبق کل أنحاء العالم. وإننا قائمون مادام الجهاد والکفاح قائم ضد المستکبرین، وفی أی بقعة من العالم .
إننا ندافع عن الشعبین اللبنانی والفلسطینی المشردین، ونقف بوجه إسرائیل، وان (اسرائیل) تشکل دوما قاعدة لأمریکا، وقد حذرت من خطرها طوال العشرین عاما الماضیة.
یجب علینا جمیعاً أن ننهض ونحطم إسرائیل، ونوطن على أنقاضها الشعب الفلسطینی البطل " .[9]
"ألا یعلم زعماء القوم أن الحوار السیاسی مع ساسة التاریخ الجبابرة الجناة لا ینقذ القدس وفلسطین ولبنان ، بل تزداد الجرائم والمظالم على مر الأیام .
لتحریر القدس، یجب الاستفادة من الأسلحة الرشاشة المستندة على الإیمان وقدرة الإسلام، وترک الألاعیب السیاسیة ــ التی تفوح منها رائحة المساومة وإرضاء القوى العظمى ــ جانباً.
یجب على الشعوب الإسلامیة، وبالأخص الشعبین اللبنانی والفلسطینی، تحذیر أولئک الأشخاص الذین یضیعون الوقت بالمناورات السیاسیة وإنذارهم، وأن لا یستسلموا لهذه الألاعیب السیاسیة، التی لا یجنی الشعب المظلوم منها، إلا الضرر والخسران.
إلى متى تبقى أساطیر الشرق والغرب الکاذبة تسحر المسلمین الأقویاء ، وتجعلهم یهابون أبواقهم الدعائیة الجوفاء؟ إلى متى یظل المسلمون غافلون عن قدرة الإسلام العظیمة ؟ " .[10]
" ینبغی أن نفکر فی جذور المشاکل التی تعم المسلمین ونجد لها الحلول اللازمة... لماذا ظل المسلمون فی أنحاء العالم ، یرزحون تحت سطوة الحکومات والقوى الکبرى ؟ ما هو السبیل للحل الموضوعی لهذه المشکلة ؟ أین یکمن سر قدرة المسلمین فی التغلب على هذه المشاکل؟ لتتحرر بالتالی القدس وأفغانستان وسائر بلاد المسلمین.
إن مشکلة المسلمین الأساسیة تکمن فی الحکومات المسیطرة على مقدراتهم، إنها الحکومات التی أدت بالمسلمین إلى هذا الوضع الذی هم علیه الآن . إن مشکلة المسلمین لا تکمن فی الشعوب، إذ إنها قادرة على حل مشاکلها بفطرتها الذاتیة.. وإنها تکمن فی الحکومات المتسلطة على رقابهم.
لو تمعنتم النظر فی أنحاء الأقطار الإسلامیة، قلما تجدون بقعة لم تکن مشاکلهم بسبب حکوماتهم. إنها الحکومات التی أوجدت المشاکل لنا ولجمیع المسلمین، وذلک بخضوعها وعمالتها لقوى الشرق أو الغرب . ولیس بمقدور المسلمین أن یتخلصوا من مشاکلهم دون أن یزیلوا من أمامهم هذه العقبة الکؤود.
إن الشعوب هی القادرة على حل مشاکلها، وقد رأیتم مشکلتنا، التی کانت أصعب بکثیر من مشاکل الآخرین، وکانت قدرة الشاه المخلوع الشیطانیة، أکثر من سائر القدرات، کما أن القوى العظمى وجمیع الحکومات، فی العالم الإسلامی وغیر الإسلامی، کانت تقف إلى جانبه وتسانده."[11]
"إن شعبنا کان أیضاً فی سبات قبل عشرین عاماً، ولم یکن یشعر بما یجری حوله، ولکن بدأ الخطباء بالتحدث والوعظ منذ عشرین عاماً، وتحدث العلماء کذلک وأدى الجامعیون ما علیهم، وتطورت الأمور شیئاً فشیئاً، إلى أن بدأت المظاهرات، وتبعها النزول إلى الشوارع متحدّین النظام هاتفین "الله اکبر" عندها لم تتمکن السلطة الشیطانیة الخبیثة من الصمود أمام هتافات " الله اکبر " ، بالرغم من رغبة الجمیع فی بقائها.
وکنت أعلم جیداً، أن جمیع القوى العالمیة کانت ترغب فی بقاء هذا العبد الذلیل الذی کان یخدمهم کلهم، وأن یستمر فی منصبه لضمان سلامة مصالحهم فی إیران، حتى یتمکنوا من نهب ما لدینا من ذخائر، ولکن عندما لا یرید الشعب أمراً فلا یمکن إجباره على قبول ذلک..
ینبغی إیقاظ الشعب لیتمکن من المطالبة بحقه ، الذی کان یخیل له عدم أحقیة المطالبة به . و بالمقابل علیه أن یعرف ، بأن الأمر الذی کان یظن بعدم إمکانیة الحصول علیه، أنه ممکن وقادر على نیله.
وعلى الشعوب أن تطالب حکوماتها بالتسلیم للأمر الواقع، وإلا فسوف ینفذون ما قام به الشعب الإیرانی لکی تحل المشکلة . إن المشکلة لا یمکن حلها إلا بعد التخلص من هؤلاء الأشخاص، الذین یحولون دون حل مشاکل المسلمین.
فأینما تذهبون وفی أی بلد من البلدان الإسلامیة ، بل وفی جمیع بلدان العالم ، فإنکم تجدون أن زعماء البلدان ، هم الذین یحولون دون تحقق النمو الفکری والمعنوی والمادی للشعوب . إن هؤلاء الزعماء، هم الذین ینصبون أعوانهم أساتذة فی الجامعات ، لیعملوا بدورهم على جر الشباب نحو الانحراف والضیاع.
فالحکومات، هی التی تضع العراقیل فی هذا الطریق، وهی التی وقفت بوجه نمو شبابنا الفکری، وبوجه تقدم المسلمین بشکل عام .[12]
" من لا یعرف بأن الشعب المسلم فی إیران ــ وطوال أحداث الثورة الإسلامیة فی أوج التظاهرات الملیونیة ــ کان ینظر الى إسرائیل، مثلما ینظر إلى أمریکا، کعدوة لدودة له، وأوقف شحن النفط إلیهم، وصب علیهم غضبه وتنفره منهم .
ولیس عجیباً أن تصدر هذه النغمة المشؤومة من جانب أمریکا، التی تُعتبر الأم اللاشرعیة لاسرائیل، وصدام الأخ الأصغر لبیغن (حیث اشاعت أخیرا الأبواق الاعلامیة المأجورة تهمة وجود العلاقة بین إیران واسرائیل، ومسألة شراء الأسلحة منها)، ولیس عجیباً أیضاً، أن تبذل الجهود الحثیثة لإشاعة هذه الأکذوبة بشکل واسع جداً، عن طریق أبواقهم الدعائیة و بالأخص الأمریکیة منها.. یجب أن یعرف المسلمون، و بالأخص إخواننا العرب، بأن المسألة لا تنحصر فی العلاقة بین إسرائیل وإیران، بل إن المسألة الأساسیة المستهدفة من قبل المستکبرین الشرقیین والغربیین، هی وجود الإسلام بالذات.
ألیس من العار على مسلمی العالم، أن یخضعوا لسلطة القوى المستکبرة، ولصوص البحر والبر فی هذا القرن، بالرغم من امتلاکهم لکل هذه الثروات، البشریة والمادیة والمعنویة، فضلاً عن استنادهم على مثل هذه الرسالة المتحضرة ( الإسلام ) ووجود الدعم الإلهی اللامتناهی لهم ؟.
ألم تحن إلى الآن، المرحلة التی تستدعی التخلی عن الأهواء النفسیة وترکیز مبادئ الأخوة والمودة الصادقة بین المسلمین، وطرد أعداء البشریة من مسرح الحیاة ، ووضع نهایة لحیاتهم القبیحة الملیئة بالظلم والعدوان ؟.
ألم تحن إلى الآن، المرحلة التی تستدعی من الشعب الفلسطینی المناضل والغیور، إدانة الألاعیب السیاسیة التی یدعو إلیها أدعیاء الکفاح مع إسرائیل، ومن ثم توجیه أسلحتهم إلى صدر اسرائیل، العدوة اللدودة للإسلام والمسلمین، لتمزیقها کاملاً ؟ وبماذا سیجیب المسلمون الرب العظیم، الذی دعاهم مراراً إلى الاعتصام بحبل الله المتین، ونهاهم عن التفرقة والتنازع؟.
وهل إنهم لا یعتبرون، أن من واجبهم الشرعی، دعم واسناد الشعب والحکومة الإیرانیة، الذین أسقطوا بجهادهم المقدس رایة الکفر، ورفعوا عالیاً رایة الإسلام العظیمة ؟.
إننی أحذر من خطر هذه المسألة، ومن الخطر المحدق بالإسلام جراء هذا المشروع (مشروع فهد)، فإن الذین قدموا هذا المشروع، وکذلک الذین یزعمون بوجود جانب ایجابی فیه، إما أنهم جهلة أو وقعوا تحت التأثیر الأمریکی والصهیونی.
فلو لم تکن فی هذا المشروع إلا مسألة الاعتراف الرسمی باسرائیل، ومنحها الضمان التام، أقول لو لم تکن فی هذا المشروع إلا هذه المادة، وکانت باقی النقاط الأخرى ایجابیة، لانهارت جمیع تلک النقاط الایجابیة أمام هذه النقطة التی أشرنا إلیها.
فإن معنى منح الضمان التام للکیان الاسرائیلی، هو أن تمنح إسرائیل الأمان الکامل، والحق فی الوجود والبقاء. وکلنا یعرف أن إسرائیل هی التی اغتصبت الأراضی الإسلامیة منذ سنین طوال، وارتکبت المجازر الجماعیة فی فلسطین ولبنان وغیرهما من بلاد المسلمین، وشردت المسلمین من منازلهم، وعرضت أعراض وأرواح المسلمین للأخطار المحققة، من أجل الوصول إلى اهدافها الخبیثة، فبعد کل ذلک.. کیف یأتی المسلمون الیوم لیعترفوا بها رسمیاً؟!."[13]
"لولا وجود هذا المشروع الأمریکی (مشروع کامب دیفید)، والمشروع الأمریکی الثانی الذی طرحه فهد، والمشاریع التی ستطرح فی المستقبل، لما تجرأت إسرائیل فی إعلان انضمام الجولان إلى أراضیها فی هذا الوقت.
إن مسألة إلحاق مرتفعات الجولان بالأراضی المغتصبة من قبل إسرائیل، هی بدایة القضیة، حیث إن إسرائیل وبمساندة أمریکا تعمل ما ترید " .[14]
" لماذا لا تتخذوا (مخاطباً حکومات البلدان الإسلامیة) إیران قدوة لکم، وتوحدوا کلمتکم وتهادنوا شعوبکم ؟! لماذا تتخاذل حکومات البلدان الإسلامیة، لیسمحوا لاسرائیل بالانتصار علیهم ؟!
وقد رأیتم کیف ضمت إسرائیل الجولان إلیها، ولم تهتم بأی منکم، وأعلنت بعد ذلک عن عدم قدرة أیة قوة فی العالم، فی الضغط علیها، لکی تدفعها إلى التراجع عن قرارها المتخذ ."[15]
"لاحظوا هؤلاء الأطفال القادمین من لبنان، من جنوب لبنان، والذین یعتبرون ورثة لشهداء الإسلام.. ما هو جوابنا لهؤلاء الأطفال، وما هو الجواب الذی أعده الضمیر الإنسانی الحی والمسلمون لهؤلاء الأطفال، الذین جاءوا إلى هنا لیدعموا الإسلام بقلوبهم الرقیقة، وهم الذین یتعرضون دوماً فی مناطقهم إلى ظلم وتعدی إسرائیل الغاصبة .
فقد جاء فی الحدیث النبوی الشریف، أنه لو نادى أحد المسلمین بنداء " یا للمسلمین "، ولم یلبی نداءه أحد، فهؤلاء لیسوا بمسلمین.. إنهم یصرخون الآن، وأنا معهم، من هذا المکان: یا للمسلمین، یا مسلمی العالم، أیتها الحکومات التی تدعی الإسلام، أیتها الشعوب المسلمة فی العالم، لبوا نداء الإسلام، لبوا نداء المظلومین الرازحین تحت ضغط القوى العظمى، أعینوا هؤلاء الأطفال الصغار الذین فقدوا آبائهم وأمهاتهم، ساعدوا هذه البلدان التی تعرضت لهجوم القوى العظمى، أعینوا انفسکم، أعینوا شعوبکم.
ما الذی دهى المسلمین، وما الذی حل بالمسلمین، لکی یضحوا بکرامتهم وشرفهم من أجل إرضاء أمریکا، ما الذی أصاب هؤلاء الذین یقدمون الثروات الإسلامیة العظیمة ــ التی تعتبر ملکاً للضعفاء والحفاة ــ هدیة إلى أمریکا، وفی مقابل ذلک تعلن أمریکا عن حمایتها ودعمها اللامحدود لاسرائیل، وتقول بأنها لا یمکن أن تبیع إسرائیل لهم .
ما الذی أصاب المسلمین، ولماذا یجب أن یکون المسلمون على هذا الحال الذی هم فیه ؟
ما الذی حدث، لکی یقوم بعض من وعاظ السلاطین بتکفیر إیران، إن القرآن یصرح بأنه إذا ادعى شخص بالإسلام، فیتوجب علیکم اعتباره مسلماً، ولا ترفضوا إسلامه، ما الذی یعرفه هؤلاء عن الإسلام؟ إننا نصرخ عالیاً بأننا مسلمون، ونرید تطبیق القرآن الکریم، وتعالیم الرسول الأعظم، فی هذا البلد. ونحن أعلنا عن معارضتنا لاسرائیل وأمریکا منذ أکثر من عشرین عاماً. ومع کل ذلک، یتهمنا محرروا المجلات والصحف الأجنبیة، ومذیعوا الإذاعات العالمیة، بوجود علامات ودیة تربطنا مع إسرائیل!!، هل إننا نرتبط ودیاً مع إسرائیل، ام أولئک الذین یشاهدون بأم أعینهم ما ترتکبه إسرائیل ضد المسلمین ؟.
انظروا ماذا عملت إسرائیل فی لبنان، وما تقوم به إسرائیل ضد سوریا، وکیف أنها ألحقت مرتفعات الجولان المحتلة بأراضیها، وارتکبت أکثر من ذلک."[16]
" إننی اعتبر مساندة المشروع، الذی یمنح الاستقلال والاعتراف الرسمی لاسرائیل، فاجعة کبرى للمسلمین، وانتحار للحکومات الإسلامیة، واعتبر معارضة ذلک فریضة إسلامیة کبرى ".[17]
" إننا نکرر مرة أخرى، توجیه حدیثنا للحکومات الإسلامیة، و بالأخص حکومات المنطقة، ونطالبهم أن ینهضوا، من أجل حفظ شرف وکرامة وأرواح وأموال الشعوب المسلمة، وأن یتحدوا معنا ومع سوریا وفلسطین للدفاع عن عزة وشرف الإسلام والعرب، لقطع الأیادی الأثیمة، وإبعادها عن بلادهم الغنیة وإلى الأبد، وأن لا تفوت الفرصة المتاحة الآن للقیام بذلک، فلن ینفع الندم غدا."[18]
[1] من خطاب له، خلال لقائه مع السفیر الصومالی فی 9/3/79 م.
[2] مخاطباً القادة الفلسطینی، آذار، 79م.
[3] مع المطران کابوجی، 30/3/79 م.
[4] من نداء لسماحته إلى الشیعة، 9/6/79 م.
[5] بمناسبة یوم القدس 16/8/79 م.
[6] مع وزیر الخارجیة السوری، 19/8/79 م.
[7] توجیهات للإمام ( قدس سره) 19/8/ 79م.
[8] إلى حرکات التحریر العالمیة 25/11/79م.
[9] مقابلة مع مراسل الإذاعة والتلفزیون ألمانیا الغربیة 10/11/79م.
[10] بمناسبة أسبوع الحرب 17 /9 / 81م.
[11] یوم القدس العالمی، 1 /8/ 81م.
[12] یوم القدس العالمی ، 1 /8/ 81م.
[13] مخاطباً الطلبة الجامعیین الباکستانیین والاندونیسیین ، 24/8/80م.
[14] مخاطباً مجموعة من المعوقین والمجروحین ،17/1/81م.
[15] مخاطباً خریحی کلیة الضباط ، 19/12/81م.
[16] مخاطباً أئمة جمعة اصفهان ،21/1/82م.
[17] بمناسبة تحریر مدینة خرمشهر، 25/5/82م.
[18] بمناسبة حملة اسرائیل على جنوب لبنان 7/6/82م.