الوقت- إن الله سبحانه وتعالى زرع في كل طفل من أطفالنا قدرة طبيعية وغير إرادية على الإبداع والتخيل. هذا الإبداع يبدأ بفكرة معينة (قديمة أو جديدة)، ومهما كانت صغيرة، ينتج عنها عمل متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله وذلك بشروط إن تحققت. وعادة ما يكون الطفل المبدع لديه حب الاستطلاع، والرغبة في فحص الأشياء وربطها معاً وطرح الأسئلة باستمرار، واستعمال كل حواسه في استكشاف العالم المحيط من حوله. إلا أنه للأسف، تأثر بالبيئة المحيطة به بشكل كبير فإما أن تنمو أو تكبت هذه القدرة.
إن الإبداع هو أساس العلم، وهو يدفعنا لنسأل أسئلة كثيرة ويجعلنا نبحث عن إجاباتها. وتنطوي هذه المهارة على الشكوك، التخمينات، والبحث والخبرات، والتعرف على كيفية عمل الأشياء المختلفة والتي لا تأتي إلا إن قمنا بتنميتها عند أولادنا وذلك عن طريق اختبارهم.
ومن أجل تنمية قدرة الإبداع لدى طفلك لمساعدته في تحسين فهمه للدروس المدرسية لا يلزمنا الخروج من المنزل، إذ إن التجارب التي سيجريها الأطفال في المنزل ستشكل أثراً كبيرا على مستقبلهم في القادم من السنوات.
فمثلا عندما نكون في المطبخ، نقوم باختبار أولادنا في العلوم كأن نعلمهم عند أي درجة حرارة يغلي الماء ونتساءل عن البخار الذي يخرج بعد الغليان، ويمكننا أيضاً أن نقوم بقياس درجة غليان الماء عندما نضيف المعكرونة إليه ونتساءل عن سبب الاختلاف مع المرحلة السابقة، ونقوم باختبار الوقت اللازم لذوبان قطعة الثلج في الشمس او في الظل، ونقوم باختبار وضع ملعقة مصنوعة من الحديد وأخرى من الخشب ونضعهما في الماء الساخن وبعد الغليان نقوم بلمس الملعقتين ما يدخل في عقولهم الاستغراب والتخيل والتساؤل حول الفرق بين هاتين الملعقتين وفارق درجة السخونة بينهما وغيرها من الأمور التي يمكن أن نبحثها داخل المطبخ.
إن الأنشطة التي سنذكرها فيما يلي هي بشكل خاص لأطفال المدارس الابتدائية. ولكن يمكن للأطفال الأكبر سنا (الأطفال الذين لم يفعلوا هذه الأشياء) أن يطبقوها وستدخل المتعة إلى قلوبهم.
-استفد من المنزل، انتقل إلى الطابق السفلي وألق نظرة مع طفلك إلى نظام التدفئة في المنزل، وتساءل معه حول كل هذه الأنابيب؟ لا تنسى الأنابيب العمودية. ومن المؤسف أن بعض الانابيب غير واضحة بحيث لا يمكن للأطفال رؤيتها.
-المطبخ بطبيعته مكان يدعو للإبداع. أعط ابنك بعض عجينة البسكويت واتركه يقطعها بصورة مبتكرة ويزينها بقطع الشوكولاتة والفاكهة، ثم ضعها في الفرن لدقائق وتأكلون ما أبدعتم!
-هناك ضجة تأتي من المطبخ، اسأل طفلك ما هو هذا الصوت؟ طنين الثلاجة، أم صوت الموقد، أم صوت غليان الماء على الغاز...
-نلقي نظرة على الدراجة.. ونتساءل حول أهمية العجلة.. نرفع غطاء السيارة ونسمي أجزاء مختلفة منها كالمحرك و ...
-نلقي نظرة على جميع الأجهزة في المنزل حيث من الممكن أن نجيب على أسئلة كثيرة مثل: من أين ينشأ هذا التيار الكهربائي؟ ...
- تنمية قدرة التخيل عنده وذلك عبر الطلب من الطفل إغماض عينيه وتخيل مكان رائع يود زيارته في العطلة ويحكي لك عنه. وعندما تنتهي العطلة ستكون قد تعلمت الكثير عن اهتمامات ابنك وأحلامه ومخاوفه وغير ذلك.
-الكلمات المتضادة، بأن يعطى الطفل مفردات لغوية متفرقة أو موضوعة في جمل مفيدة وعليه أن يعرف ما يخالفها في المعنى.
-الرسم، اعط ابنك الحرية في رسم ما يشاء عبر إعطائه أدوات الرسم ليبدأ رحلته الفنية. يمكنك استخدام الأوراق والألوان والطباشير ثم اتركه ينطلق.
- اللعب معه ألعاب الذكاء، كلعبة اللغز حيث يخرج المتسابق خارج الحجرة. ويحدد بقية اللاعبين كلمة ما ويدخل المتسابق ويسأل عدة أسئلة حول هذا الشيء المتفق عليه حتى يكتشف ما هو. وهذه الأسئلة مثل: هل هو حيوان أم نبات أم جماد؟ ما لونه؟ هل يؤكل؟ ... ومن فوائد هذه اللعبة أن الطفل يتدرب بصورة عملية على الاستخدام الجيد للسؤال والإجابة. كما يتعود على التفكير المنطقي المتسلسل. وذلك بربطه بين المعلومات التي يخبرونه بها ليصل إلى الحل.
-الأحاجي، حل مع طفلك الألغاز والأحاجي. حيث تنمي عند طفلك القدرة الإبداعية على الملاحظة وحل المشكلات.
- قوموا ببناء خيم مع اطفالكم وذلك من أكثر الاشياء والألعاب التي يحبها الأطفال بشكل عام. وعادة ما تكون هذه الخيم من الملاءات والوسائد. واستغلوا هذه اللحظات في قراءة القصص على ضوء خافت واسألوا ابناءكم أن يحاولوا التفكير في طرق إبداعية لتحسين تجربة التخييم داخل المنزل.
إذاً، أمور كثيرة يمكن القيام بها من أجل تطوير قدرة الابداع عند أطفالنا والتي ستنعكس بشكل إيجابي على الاسرة بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، ولكي يكون الطفل مبدعاً يكفي أن يتمتع بقدر من الذكاء، ومعنى ذلك أن الإبداع لا يعتمد على الذكاء وحده بل يعتمد على الكثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دوراً أساسياً في تكوينها.
