الوقت- منذ 189 عاماً لم تشهد الأراضي الأمريكية أي استهداف لها من قبل عدو اجنبي. إن هجوم 11 سبتمبر الغريب على برجي التجارة العالمي الشهير هو حقاً واحدة من الخطط الإرهابية الأكثر رعباً في العالم. ولكن السؤال هو كيف كان أداء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ودخولها إلى أفغانستان وكم نسبة نجاح ما أطلق عليه جورج بوش بـ"مكافحة الإرهاب" في ذلك الوقت؟ هل اختفى وقُضي على الإرهاب فعلاً طوال الـ17 عاماً من الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان ثم العراق؟ وهل انخفض عدد الهجمات الإرهابية المماثلة في العالم، ولا سيما في البلدان الغربية؟ هل انهار تنظيم طالبان الارهابي تختفي حقا؟ وهناك العديد من هذه الأسئلة التي يمكن أن تظهر نسبة نجاح أميركا في وجودها العسكري في أفغانستان.
قد غيرت نوع العمليات، وأدوات الهجوم، والمواقع المُستهدَفة والمستوى المرتفع للخسائر المالية والقانونية في حادثة 11 سبتمبر، السياسة والاقتصاد والثقافة في الولايات المتحدة، بحيث يمكن تقسيم تطورات أمريكا الى حقبة ما قبل 11 سبتمبر وحقبة ما بعد 11 سبتمبر. وبطبيعة الحال، لا تزال هناك الكثير من التكهنات حول كيفية تنفيذ العمليات ودوافع هجوم 11 سبتمبر، وبعض الأسئلة لم يتم الرد عليها. ومع ذلك، وبغض النظر عن ما حدث صباح 11 أيلول / سبتمبر، والذي كان وراء العملية، فإن عواقب الحادثة هذه لها أهمية كبرى بالنسبة للمجتمع الدولي.
مكافحة الإرهاب، ذريعة لإغتصاب أراضي الدول
بعد حادثة 11 سبتمبر، دخل العالم حقبة لم يسبق لها مثيل من الحرب والقتل وانعدام الأمن. وقد شنت الحكومة الامريكية آنذاك "حربا ضد الارهاب" ردا على أحداث 11 سبتمبر واحتلت كل من العراق وافغانستان. وفي الوقت نفسه، بدأت التدخلات والعمليات العسكرية بشكل محدود في بلدان أخرى بهدف مواجهة الشبكة الإرهابية العالمية. وفي الوقت نفسه، انتهكت الحكومات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، الحدود العرفية لإحترام خصوصية الأفراد ولم تتحترم لوائح حقوق الإنسان وقوانين الحرب وذلك بهدف مكافحة الإرهاب. غير أنه بعد مرور 17 عاما على حادثة 11 أيلول / سبتمبر، انتشر الإرهاب والتطرف بشكل أكبر من فترة ما قبل 11 أيلول / سبتمبر.
إتساع الجماعات الإرهابية مع وصول الولايات المتحدة الى غرب آسيا
عندما اقتحم الأمريكيون أراضي أفغانستان، لم تكن سوى جماعة إرهابية تسمى طالبان بقيادة بن لادن السعودي الجنسية تنشط في أفغانستان. تدريجيا، مع تفرع وتعدد هذه الجماعات الإرهابية، اصبحت البلدان والمناطق المستهدفة عديدة أيضا. فالأمريكيون الذين جاءوا إلى أفغانستان بهدف محاربة طالبان، لم يتفاعلوا مع ظهور القاعدة ولم يُظهروا ردة فعل تجاه ذلك. واستمر هذا السير حتى قبل 5 سنوات، إلى أن أنشأت الجماعات الإرهابية التي كانت قد أًصبحت الآن مُنظمة وثرية، فرع جديد وكبير بإسم داعش، وحدثت على اثرها تطورات جديدة في العراق وسوريا. إن الأعمال التي يقوم بها الإرهابيون حالياً في تنظيم داعش الإرهابي، وحتى الجماعات الصُغرى المرتبطة بهم، مثل بوكو حرام، في أنحاء أخرى من العالم، لا يمكن مقارنتها بأعمال تنظيم القاعدة الإرهابي. وفي هذه الفترة، كانت نصف دول الشرق الأوسط غارقة في الحروب الرامية إلى مكافحة الإرهاب وإنشاء حكومات ذات توجه غربي. في الوقت الراهن، قلما يوجد طرف في العالم يأمن من خطر الهجمات الإرهابية، وهذا يشير إلى أن العمليات الجراحية للولايات المتحدة الهادفة لإستئصال سرطان الإرهاب بعد حادث 11 سبتمبر، جعلت هذه الظاهرة المشؤومة أكثر عالمية. وعلى ضوء ذلك يمكن القول، ان كل ما يقال بإنه إنجاز لمكافحة الإرهاب بعد حادث 11 أيلول / سبتمبر، فهو لم يكن مثمرا.
دور السعوديون الدور الرئيسي في هجمات في 11 سبتمبر الإرهابية
نُشرت وثائق جديدة حول دور سفارة المملكة العربية السعودية في حادث 11 سبتمبر، في حين أن معظم المُدعى عليهم في هذه العملية الإرهابية كانوا أيضا لديهم أصل سعودي. وقد قُدمت سابقاً تقارير مختلفة عن الدور المباشر للمملكة السعودية في هذا الحادث الإرهابي. غير أن إزالة 28 صفحة من التقرير السابق عن هجمات 11 سبتمبر / أيلول، التي تكشف تلك الصفحات عن دور السعودية في هجمات 11 سبتمبر / أيلول، يشير إلى أن واشنطن تحاول بأي شكل من الأشكال تغطية وتكتيم دور السعودية في هذه الهجمات.