الوقت- قالت صحيفة لوس انجلس تايم على لسان الكاتب "نبيه بولو" أنه والآن هناك إجماع دبلوماسي متزايد على أن الأسد، طبيب العيون البالغ من العمر 51 عاما خصومه بحاجة إلى التوصل إلى شروط مع بقائه السياسي.
الحرب متعددة الجوانب، ففي منتصف الطريق من خلال السنة الوحشية السابعة، التي لم تنته بعد، قال مراقبون منذ فترة طويلة من الصراع إن توطيد الأسد للسيطرة في أجزاء رئيسية من البلاد، واستمرار المساعدات الحاسمة من الحلفاء روسيا وإيران، قد جعل من المستحيل عمليا للمتمردين الذين كانوا يتمتعون مرة واحدة بالدعم الأمريكي بدفعه إلى خارج السلطة.
وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق الذي شهد أول أيام الانتفاضة: "لقد فازت حكومة بشار الأسد بالحرب عسكريا". وأضاف "لا أستطيع أن أرى أي احتمال بأن تتمكن المعارضة السورية من إجباره على تقديم تنازلات جذرية في مفاوضات سلام".
ولم تتمكن الحكومة بعد من تأمين المناطق المحيطة بالعاصمة بشكل كامل، ويستمر القتال في جيوب مختلفة في شرق سوريا، فضلا عن محافظة إدلب الشمالية الغربية، لكن حتى خصوم الأسد الدوليين الأقوياء يرون أن استمرار حكمه أمر واقع، وحثوا المتمردين على أن يحذو حذوه.
وقال أسامة أبو زيد المتحدث باسم المعارضة: "الدول التي دعمتنا أكثر من غيرها إنهم جميعا يتحولون عن موقفهم"، وأضاف "إننا نتعرض لضغوط من جميع الأطراف لرسم رؤية أكثر واقعية لقبول الأسد.
أرسلت روسيا الطائرات الحربية ووحدات النخبة "سبيتسناز" في عام 2015 لوقف تقدم المعارضة، تماما كما كان تحالف من المتمردين الإسلاميين المتشددين على أعتاب تجاوز المعاقل الحكومية الرئيسية، وساهمت إيران في العتاد وكذلك القوى العاملة، لتعزيز قوات الرئيس الأسد المستنفدة.
ومن الناحية الدبلوماسية، تمارس روسيا مرارا حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لحماية دمشق، وعملت على إعطاء الجيش مساحة للتنفس لشن هجمات في مقاطعة دير الزور الشرقية، وفي الوقت نفسه، وجدت المعارضة نفسها مع الداعمين الدوليين بعيدا عن الإرادة السياسية لإزالة الأسد.
وأصبحت تركيا، التي كانت منذ فترة طويلة القناة الرئيسية للمعارضة تثبت الآن وقف تقدم وحدات حماية الشعب، وهي فصيل كردي سوري وقد وضع ذلك تركيا على مسار تصادم مع الولايات المتحدة، التي قامت ببناء وحدات حماية الشعب باعتبارها نواة لقوة مناهضة لدولة إسلامية، كما أن رعاة المعارضة في الخليج الفارسي هم أيضا في حلق بعضهم البعض، حيث تتشاجر السعودية والإمارات العربية المتحدة مع قطر حتى في مواجهة مستنقع اليمن، حيث أدت حملة جوية قادتها السعودية منذ 29 شهرا إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، كما أثارت أزمة إنسانية ملحمية، بما في ذلك انتشار وباء الكوليرا.
وفي الوقت نفسه، تشير حكومة الأسد إلى ثقتها في جميع الطرق الكبيرة والصغيرة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أقيم معرض دمشق الدولي - الذي كان يوما ما قطعة من الباقة الاقتصادية والتكنولوجية، لجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم العربي وما بعده - لأول مرة منذ أن أغلق في وقت مبكر من الحرب.
في الوقت نفسه، حققت دمشق مكاسب في ساحة المعركة التي عززت قبضة الأسد، دمشق وحلب وحمص ومدن طرطوس واللاذقية الساحلية في البحر الأبيض المتوسط في أيدي الأسد.
وقال يحيى العريضي الناطق باسم المعارضة وعضو لجنة المفاوضات العليا التي تدعمها السعودية، إن "كل هذه العوامل أدت إلى حملة واسعة النطاق تهدف إلى" إعادة تنظيم النظام ".
وقال أندرو باراسيليتي من مركز المخاطر والأمن العالميين في شركة راند: "لا يبدو في هذه المرحلة أي خيارات واقعية لمغادرة الأسد، أو غياب تصعيد دراماتيكي للصراع".