الوقت- يأتي العدوان على اليمن ضمن سلسلة اعتداءات يشنها حكام المطامع والمصالح على شعوبهم، فهو لم يعد بالأمر الجديد، والعراق وسوريا وغيرهما خير دليل وشاهد على افظع المجازر وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب بحق الشعوب. فحكام المطامع والمصالح لم يعرفوا في قاموسهم مكاناً للإنسانية، وبعض هذه الحروب تشن بالوكالة كما يحدث في سوريا من خلال جماعات التكفير والسيارات المفخخة في العراق، واخرى تشن مباشرة كما في اليمن وتبقى الجهة واحدة، امريكا وأعوانها في المنطقة.
أمام كل مشاهد القتل والدمار التي تخلفها الحروب والإعتداءات على الشعوب، تبقى جهات ومنظمات ودول تضع كل وسائلها المتاحة السياسية والإنسانية الخدماتية في نصرة الشعوب ومساعداتهم، واليمن يحتل اليوم صدارة المشهد السياسي أمام حجم الإعتداءات الهائل على الشعب اليمني والذي تديره امريكا وأعوانها في المنطقة. فبعد مضي ما يقارب شهرين على بدء العدوان على اليمن، سجلت آخر الإحصاءات تخطي عدد الضحايا حاجز 7000 بين شهيد وجريح. وفي الطرف المقابل ومنذ بدء العدوان لا تزال الدول والمنظمات الحقوقية وعلى رأسها ايران مستمرة في مساعيها الحثيثة لمساندة الشعب اليمني انسانيا بكافة الوسائل المتاحة، كان آخرها سفينة "شاهد" والتي تعمل ايران وبالتنسيق مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلي الشعب اليمني بأسرع وقت ممكن ومتاح.
المساعدات الإنسانية التي تحملها السفينة الإيرانية "شاهد" والتي كانت لتصل بشكل أسرع لولا الإجراءات المعيقة التي فرضتها "حكومات العدوان"، سبقتها طائرتان مدنيتان تحملان مساعدات ايضا وكانتا تملكان التصريح اللازم للهبوط في مطار صنعاء لكن طائرات العدوان قد اعترضتها. هذه المعوقات التي تفرضها دول العدوان على المساعدات المرسلة للشعب اليمني، والتخوف من وصول المساعدات تعود لأسباب عديدة يمكن ذكر بعضها كالتالي:
1 - العدوان الذي شنته "حكومات العدوان" على الشعب اليمني في ماهيته وأصله إعتداء صريح وواضح على الإنسان والإنسانية، وهو ما يتعارض بشكل كامل مع أي مسعى مبذول لإيصال مساعدات انسانية للشعب اليمنى.
2 - في لمحة موجزة علي جميع الأهداف التى طالها العدوان على اليمن، كانت الحصيلة ما اشتملت على تدمير المستشفيات والمدارس ومراكز التغذية والمساعدات التي عملت على تقديمها لجان خيرة في اليمن، وهو ما يوضح الطابع والهدف من هذا العدوان المتمثل بالقضاء على مقومات الحياة في اليمن وافقار وإذلال وإركاع الشعب اليمني، اما المساعدات فهي تعطي زخما وقوة له.
3 - دور ايران السلمي في المنطقة وصداقتها التي تزداد يوما بعد يوم مع شعوب المنطقة من خلال مبادراتها في مساعدة الشعوب، يخالف مطامع ومصالح "حكومات العدوان" التي قامت منافعها على ضرب الشعوب وإرادتهم.
4 - سفينة المساعدات وكما هو معلوم، تضم اعلاميين وحقوقيين ومناضلين، ومما لا شك فيه أن وصولهم إلى الأراضي اليمنية من شأنه ان يفضح العدوان ويوثق الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بحق الشعب اليمني.
5 - المساعدات الإنسانية بطبيعتها تفرض جوا بضرورة إيقاف العدوان، وتوضح رسالة للعالم بأن هذه المساعدات ما جاءت إلا في إطار ضرورة ملحة نتيجة الوضع المزري الذي يخلفه العدوان على الشعب اليمني.
المساعدات التي تبذلها إيران وغيرها من المنظمات الفاعلة على المستوى الإنساني ليس بالأمر الجديد، فهم كانوا حاضرين وعلى الدوام أمام أي اعتداء وحالة إنسانية تعيشها شعوب المنطقة، وما يؤسف عليه في هذا الإطار تخلي وإنكفاء الكثير من الدول بل وأغلبها الكبير من تحرك أي جهد ومسعى بل أكثر من ذلك دعمها للعدوان الذي ما حصد سوي القتل والدمار.
الجهود التي تعمل عليها "حكومات العدوان" لمنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى، تأتي في إطار الأهداف السابقة الذكر، لكن ما لم يدركوه هو أن منعهم لإيصال المساعدات وبحسب التجربة يثبت العكس تماما، فهم بإجراءاتهم التعسفية سلطوا الضوء أكثر على هذه المساعي الإنسانية، وأهداف العدوان فشلت والحكومات المعتدية نحو مزيد من الإنعزال، فالشعوب ثارت للمطالبة بكرامتها وعزتها ولن تتراجع.