الوقت- أينما ولوا وجوههم تقصفهم نيران التحالف بشقيه الدولي والعربي، نساء وأطفال وعجزة من اليمن وسوريا يواجهون الموت بأجسادهم أمام كل العالم الصامت عما يحدث لهم، وما شهدناه خلال اليومين الماضيين يظهر كمية الحقد والإجرام بالهجمات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا وبالتحديد في مدينة الرقة ضد المدنيين هناك من جهة، والهجمات التي يشنها تحالف العدوان بقيادة السعودية على المدنيين اليمنيين من جهة أخرى.
العدوان على سوريا
البداية من سوريا وما حدث في مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين من قصف على أحياء المدنيين وقتل العشرات منهم، حيث تعرضت المدينة ليل الاثنين إلى قصف مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي، استخدمت خلاله "قنابل الفوسفور".
وقالت مصادر محلية من المدينة أن "التحالف قصف مركز مدينة الرقة مساء الاثنين بـ "الفوسفور الأبيض"، لتصل حصيلة الصواريخ والقذائف المدفعية التي ضربت الرقة خلال يوم الثلاثاء إلى 35، جميعها مصدرها التحالف الدولي، واستهدفت هذه الصواريخ أحياء الدرعية والنهضة وسيف الدولة واليرموك، فضلاً عن وقوع عشرات الجرحى من المدنيين ". وقتل على اثر هذه الضربات 8 مدنيين وجرح العشرات جراء القصف على المدينة.
وخلال الأيام القليلة الماضية قتل أربعة وخمسون مدنيا في مدينة الرقة السورية وريفها الشرقي، في غارات شنتها قوات التحالف الدولي على المدينة، وبحسب مصادر مطلعة فقد تعرضت المدينة خلال الأيام الماضية إلى أكثر من سبعين غارة جوية.
إلى ذلك ذكرت مصادر محلية أنه خلال يوم الأربعاء الماضي قتل أكثر من 20 مدنيا في إحصائية غير دقيقة وأصيب العشرات منهم، جراء قصف جوي من قبل طيران التحالف الدولي قرية زور شمر في ريف الرقة الشرقي.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين الماضي قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ خمسة مدنيين من عائلة واحدة؛ هم رجل وزوجته وثلاثة أطفال، قتلوا جراء قصف جوي من طيران حربي مجهول الهوية، على بلدة الكشكية في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
وبحسب المصادر فقد أسفر القصف عن جرح مدنيين بينهم أطفال ونساء، ولا تزال الحصيلة مرجحة للارتفاع، نتيجة وجود مصابين بحالة حرجة، فضلاً عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
العدوان على اليمن
لا يكل هذا العدوان الذي تقوده السعودية ولا يمل عن قصف المدنيين منذ بداية عدوانه في العام 2014 حاصدا معه آلاف الأرواح مسببا أكبر كارثة إنسانية بالتاريخ الحديث، وخلف الصراع في اليمن حتى الآن نحو 21 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، مما أدى إلى وجود أكبر حالة طوارئ من حيث توفير الغذاء في العالم، وإلى انتشار مرض الكوليرا الذي يعتقد أنه أصاب 330.000 شخص منذ أبريل/نيسان.
وفي جديد التطورات الميدانية في اليمن، فقد لقي أكثر من 20 مدنيا حتفهم وأصيب آخرون جراء غارة، شنها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، يوم الثلاثاء الماضي، على إحدى المناطق في محافظة تعز اليمنية.
وبحسب الأمم المتحدة فإن الغارة استهدفت مجموعة من النازحين المشردين، بينهم نساء وأطفال، في مديرية موزع، مضيفا أن معظم الضحايا ينتمون، حسب مصادر محلية، إلى عائلة واحدة.
من جانبها صرحت مفوضية اللاجئين أن تقارير قتل المدنيين والمصابين منهم في غارة الثلاثاء التي شنت على قرية العطيرة أصابتها "بالصدمة الشديدة والحزن"، أما التحالف الذي تقوده السعودية لم يصدر أي تعليق أو بيان بشأن هذا الحادث.
وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أن المأساة الأخيرة تظهر بوضوح الأخطار الهائلة التي يواجهها المواطنون المدنيون في اليمن، وخاصة الذين يحاولون الفرار من مناطق القتال المستمر في البلاد منذ العام 2014.
ومن جهة أخرى قال مصدر محلي لموقع "المشهد اليمني" الإخباري إن غارة لمقاتلات التحالف على منطقة الهاملي بمديرية موزع (غرب تعز) شمال معسكر "خالد بن الوليد" أودت، بالخطأ، بحياة 20 من المدنيين، بينهم 7 نساء، بحسب المصدر.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصدر محلي قوله إن المخيم يضم ثلاث أسر نازحة شمال غربي معسكر "خالد بن الوليد".وأضاف المصدر أن القصف أسفر عن مقتل وجرح 20 شخصا، وأن أربع جثث تفحمت تماما جراء القصف.
من ناحية أخرى كشف قائد حركة انصار الله أن العدوان على اعتاب مرحلة تصعيد عسكري جديد ضد الشعب اليمني وأن ذلك يأتي بإيعاز من وزير الحرب الأمريكي عندما قدم إلى المنطقة الأسبوع الماضي حيث شدد على ضرورة التصعيد حتى نهاية العام.
يذكر أن أكثر من 8160 شخصا لقوا حتفهم، وأصيب 46300 آخرون في غارات جوية وفي القتال الذي يدور في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.