الوقت- في حديث سابق حول دور التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش يقول أمين عام منظمة بدر والنائب في البرلمان العراقي "هادي العامري": "لو اردنا ان نحسن الظن به فهو عاجز عن تحقيق النصر، لانه يريد ان يحقق النصر من خلال ضربات جوية، والضربات الجوية لا تحقق النصر" معتبرا ان "من يحقق النصر هو من يمسك الارض، والقادر علي مسك الارض واخذ المنطقة من العدو هو ابناء الحشد الشعبي بدعم من الجيش والشرطة الاتحادية".
منذ بدأت ضربات التحالف الذي أنشأته أمريكا بالتعاون مع حلفائها العرب والغربيين للقضاء على تنظيم داعش الارهابي، لم تتقدم خطوة واحدة في هذا المجال بل على العكس من ذلك كان التنظيم يوسع حدود انتشاره على مرأى من الطائرات الأمريكية التي لم تمارس عليه أكثر من عملية تقليم أظافر للتأكد من أن انتشار قواته لم تخرج عن الخطة أو الخطط الموضوعة مسبقا، واذا كان العامري قد أحسن الظن بهذا التحالف فنحن كما كل متابعي الشأن العراقي شاهدوا بأم العين أكثر من مرة كيف رمت طائرات التحالف السلاح والعتاد لداعش عندما كان محاصرا.
وبعودة سريعة الى الوراء والى المناطق التي استعادتها الحكومة العراقية من أيدي تنظيم داعش، كجرف الصخر وآمرلي، وناحية السعدية وجلولاء وطوزخرماتو، فانه كما هو واضح وموثق لم يكن للتحالف الدولي أي دور في تحرير تلك المناطق، بل كان الحشد الشعبي بمختلف فصائله في مقدمة تلك المعارك مُشكلاً رأس الحربة في جميع المواجهات تلبية لنداء المرجعية في النجف الأشرف. وقد صنفته موخرا مجلة نيوزويك الامريكية على أنه رابع أقوى قوة ضاربة في العالم. واعتبرت المجلة الامريكية أن تلك القوات العراقية تخوض معارك مميزة ضد تنظيم داعش الارهابي خاصة في الاشهر الاخيرة حيث حققت انتصارات مميزة وكدس عناصرها خبرات من المعارك السابقة، وزاد تسليحهم كما ونوعا، وقد انضم الى قوات الحشد الشعبي اكثر من ۱۰۰۰ مقاتل من ابناء العشائر العراقية في محافظة الانبار غربي العراق لتساهم في المعارك القائمة ضد تنظيم داعش الارهابي ولتحرير المناطق التي سيطر عليها.
وبالعودة الى التحالف الدولي الذي لم توقف ضرباته الجوية الاستعراضية تقدم داعش في تكريت واحتلالها، كذلك لم تمنع التنظيم الارهابي من احتلال الرمادي الذي توكد مصادر مطلعة على سير المعارك في العراق أنه لم يكن لداعش أن يحتل الرمادي لو كان الحشد الشعبي موجودا فيها. من جهتها وصفت صحيفة الـ"تليغراف" البريطانية، سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرمادي بـ"الكارثة"، فيما اعتبرت أن ذلك أثبت "عدم جدوى" جهود الساسة في الغرب و"فشل" ضربات التحالف الدولي والتدريبات العسكرية المقدمة للقوات العراقية من قبل أمريكا، وعدم جدوى جهود الساسة في الغرب، لاسيما في كل من بريطانيا وأمريكا لمحاولة إيقاف زحف ميليشيات التنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات كبيرة من شمال العراق العام الماضي" .وأضافت أن "تحول التنظيم إلى استراتيجية الهجوم مرة أخرى يمثل فشلا للضربات الجوية التي قادتها أمريكا معتقدة نجاحها في إضعاف قدرة التنظيم الإرهابي، ويثبت فشل التدريبات العسكرية المقدمة لقوات الجيش العراقي وعدم جدواها".
وحتى على صعيد التسليح العسكري فقد كان النفاق الأمريكي واضحا بعد تلكؤ الحكومة الأمريكية بارسال الأسلحة التي كانت مقررة للحكومة المركزية في بغداد، وفي سياق مشروعها لتقسيم العراق قررت الحكومة الأمريكية ضمن موازنة 2016 مساعدات بقيمة 715 مليون دولار الى العراق 75% منها مخصصة لبغداد و 25% لحكومة كرستان والسنة بشكل خاص دون غيرهم، وهذا ما رفضته الحكومة العراقية عبر البرلمان. وفي مقابل السلوك الأمريكي فان ايران أعلنت أكثر من مرة وخلال أكثر من مناسبة عن استعدادها لتزويد العراق بكل ما يلزم لمواصلة حملته وتحرير المدن والمحافظات العراقية كما وضعت في تصرف القوات الأمنية والحشد الشعبي ثلة من خيرة ضباطها كخبراء ساهموا في التخطيط في جميع المعارك ولم يعد ذلك خافيا على أحد بعد تناقل وسائل الاعلام صورا للواء قاسم سليماني على الجبهات والاعلان عن استشهاد العميد تقوي وتشييعه بشكل رسمي.
معركة تحرير الرمادي يتم التحضير لها على قدم وساق، وهي معركة يتوقع المراقبون أن تنتهي سريعا لصالح قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي، الذي استدعي على عجل، بعد أن صار تواجده حاجة ملحة في كل المعارك الكبرى، والكل أصبح على قناعة تامة بأن النصر يصنعه العراقيون بأنفسهم، وأمريكا بترسانتها وطائراتها لم تسترد مدينة بل لم تسترد شارعا صغيرا.