الوقت - بمناسبة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان والذي أعلنه الإمام الخميني يوما عالميا للقدس، كان لموقع الوقت الإخباري حوار مع إمام مسجد القدس والأمين العام لاتحاد علماء المقاومة في لبنان، فضيلة الشيخ ماهر حمود أكد فيه على رمزية هذا اليوم، معتبرا أن "قصد الإمام الخميني كان أن يربط أقدس الأيام المتمثلة بشهر رمضان بأقدس قضية، التي هي فلسطين، وهذه إشارة واضحة بأن فلسطين أو القدس لن تعود إلا بعد أن تعود الأمة إلى إسلامها وإلى دينها. وإن الإمام الخميني والثورة الإيرانية بشكل عام لم تكتف بإحياء يوم القدس بمظاهرات وبحفلات خطابية بل هي تدعم القضية الفلسطينية أيضا دعما حقيقيا، وهذا لا يخفى على أحد. مما يجعل ليوم القدس بعدا عمليا بعيدا عن الضجيج الإعلامي الذي دأبت كثير من الأنظمة العربية على المتاجرة به، وأوهمت الجمهور بأنها متمسكة بالقضية الفلسطينية، إلا أنها في الواقع لا تقدم لها شيئا بل وصل الأمر إلى الإستسلام الذليل الذي وقع في كامب دايفد ووادي عربة وأوسلو وغير ذلك من العلاقات العربية - الصهيونية، العلنية والسرية."
وأضاف سماحته: "الأنظمة العربية بعيدة عن روح الإسلام وعن نص الدين والقرآن، وبالتالي لا يشكل التصالح مع إسرائيل عندها أي شعور بالذنب أو البعد عن الحقائق الدينية الدامغة. بالتالي وللأسف الشديد إن أغلب الأنظمة قد سارت وتسير في خيار التطبيع مع العدو الصهيوني، وفق شروط العدو أيضا، مما يجعل الموضوع أكثر سوءا. مع العلم بأن الكثير من الأنظمة العربية لا تملك قرارها، بل يأتي أصلا من واشنطن."
وحول المساعي الحثيثة للغرب لاستنزاف المقاومة في حروبها مع الإرهاب التكفيري لحرف أنظارها عن فلسطين وتسهيل المهمة أمام الکيان الإسرائيلي قال: "لن ينجح الغرب في ذلك، إلا أن الجمهور في أيامنا هذه متأثر بالدعاية الغربية والعربية، وهو يضم بعض المتدينين وبعض علماء الدين للأسف، وبعض الذين يدعون أنهم دعاة للإسلام."
وتابع: "لا يجوز أن ننكر بأن حجم المؤامرة على فلسطين وعلى كل من يقاوم ويتبنى حقيقة زوال إسرائيل كبير، ولا يجوز أن نخفف من هولها أو من قدرتها على تزوير الحقائق، لكن هذا الصراع انشاء الله سينتهي إلى فضح المتآمرين، والتأكيد على صوابية المقاومة ومحورها وموقفها الواضح من القضايا الكبرى."
وأكد إمام مسجد القدس أنه "حتى هذه اللحظة المؤامرة استنزفت ولم تستنزف المقاومة، طبعا تعبت المقاومة إلى حد ما لكنها لم تستنزف. وبالعكس، فحسب العدو الإسرائيلي وإعلامه، إن المقاومة اكتسبت خبرات جديدة من خلال مقاومتها للإرهابيين في سوريا والعراق، وهذا يشكل تهديدا جديدا للكيان الصهيوني. هذا كلامهم، ونحن نرى والله أعلم أن هذا صحيح، لأن المقاومة بدون شك هي أقوى بكثير مما كانت عليه منذ ست أو سبع سنوات."
وختم قوله: "كنا نخاف فعلا من أن تنجح المؤامرة في حرف المقاومة عن خطها وجعلها تغوص في أوحالها، لكن حتى هذه اللحظة لم يحصل سوى العكس بحمد الله، وقد بدأت المؤامرة تنكشف، وأكبر دليل على ذلك هو الخصومة الحاصلة بين قطر والسعودية. مؤكدا أن أمريكا استطاعت إشعال هذه الحروب واستفادت من أمرين، أولهما تدمير بلادنا الإسلامية، والثاني هو المبالغ الطائلة التي تأخذها من الدول العربية."