الوقت - سجّل شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي زيادة ملحوظة في انتهاكات الاحتلال بحقّ المسجد الأقصى في القدس المحتلّة، أبرزها ارتفاع نسبة المستوطنين المقتحمين للمسجد بـ130% عن الشهر الذي سبقه، حيث اقتحم المسجد 10822 مستوطنًا.
وبحسب تقرير لمحافظة القدس، أمس الاثنين، فقد رصدت المحافظة، اقتحام (10822) مستوطناً باحات المسجد الأقصى، إلى جانب (8704) آخرين دخلوا تحت غطاء ما يُسمى “السياحة”، في إطار سياسة تهويدية ممنهجة تهدف إلى فرض سيادة الاحتلال على المسجد ومحيطه.
وقال رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام في المحافظة، معروف الرفاعي، إن هذه الأرقام تُعتبر من بين الأعلى منذ سنوات، مشيرًا إلى أنّ الجمعيات الاستيطانية تعمل يومياً على تنظيم الاقتحامات وتكثيف وجودها داخل باحات المسجد، بهدف فرض سيادة وسيطرة إسرائيلية فعلية عليه، ومنع المسلمين من البقاء فيه بين الصلوات الخمس.
وأضاف أن شرطة الاحتلال، المتمركزة على أبواب المسجد، تمنع المسلمين من دخوله خارج أوقات الصلاة، في محاولة لفرض واقع جديد يُقوّض الوجود الإسلامي في المكان.
وأشار المسؤول الفلسطيني في المحافظة إلى أنّ تكثيف الاقتحامات “يهدف أيضًا إلى ترسيخ صورة ذهنية لدى الرأي العام الإسرائيلي والعالمي مفادها أنّ المسجد الأقصى مكان مقدّس لليهود”.
وبين أنه أنّه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بات المستوطنون يقيمون طقوسًا وصلوات تلمودية علنية داخل ساحات المسجد، ويتعاملون معه وكأنه كنيس يهودي، خصوصًا في الجهة الشرقية منه.
وبيّن الرفاعي أن الزيادة الملحوظة في عدد المقتحمين ترتبط مباشرة بفترة الأعياد اليهودية، إذ شهدت الأيام الواقعة بين بداية الشهر الماضي والسابع عشر منه سلسلة من المناسبات الدينية مثل رأس السنة العبرية وعيد العرش، ما جعل المسجد الأقصى هدفًا رئيسيًّا للاقتحامات المتواصلة.
وذكر أن هذه الأعياد بدأت فعليًّا منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي واستمرت حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار الرفاعي إلى أنّ “من أبرز ملامح هذه الاقتحامات أنّها سبقتها اقتحامات لأحياء البلدة القديمة في القدس، في خرقٍ واضح للقانون الدولي”.
