الوقت- بعد الورطة السعودية في الحرب اليمنية وانعدام الرؤية لدى السعوديين في اليمن اختارت فرنسا إيفاد وزير خارجيتها لوران فابيوس الى الرياض من اجل إجراء مباحثات مع الملك السعودي ووزير خارجيته وإبداء الدعم للسعوديين كما ان لفرنسا مآرب واهدافاً اخرى من هذه الزيارة .
وبعد مباحثات أجراها فابيوس مع نظيره السعودي سعود الفيصل أعلن الوزير الفرنسي عن دعم بلاده للسعودية في حربها ضد حركة انصارالله في اليمن من أجل ما أسماه إعادة "الشرعية" مضيفا أن فرنسا تقف في صف شركائها في المنطقة لإعادة الاستقرار إلى اليمن .
وأكد فابيوس أن فرنسا حريصة على إيجاد حل سياسي للصراع في اليمن على أساس احترام الشرعية في هذا البلد، خاصة أن باريس تعترف بشرعية عبد ربه منصور هادي فقط .
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية السعودي الفيصل إيران إلى وقف دعمها لانصارالله ووقف إمدادهم بالأسلحة وقال: لسنا في حرب مع إيران، نحن نحارب إلى جانب دولة طلبت منا أن نساعدها، دولة لها رئيس شرعي، طلبت منا أن نتدخل للحفاظ على الشرعية وإيقاف الحرب التي شنتها انصارالله لاحتلال كل اليمن .
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد قبل القيام بهذه الزيارة أن محادثاته الأحد في الرياض مع المسؤولين السعوديين وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز ستتناول "كل القضايا الإقليمية من إيران إلى اليمن مرورا بسوريا وفلسطين والعراق ومحاربة الإرهاب وتعزيز شراكتنا الاقتصادية ".
ومن خلال دراسة تصريحات فابيوس والفيصل يمكن ان نستشف بأن الدول الغربية قد عرفت بان السعودية الآن هي في ورطة كبيرة ولا تدري كيف يجب ان تنهي الحرب على اليمن بعدما عرفت الرياض ان الافق مسدودة امامها في اليمن من اجل تسجيل انتصار عسكري وهكذا هرعت الدول الغربية الى إرسال مسؤولين وموفدين عنها الى الرياض لإبداء الدعم للسعودية التي تعتبر الحليفة الكبرى للغرب ومشاريعه في المنطقة بعد الكيان الاسرائيلي المحتل لفلسطين الذي يعتبر جزءا من الغرب .
إن قول فابيوس بأن فرنسا حريصة على الحل السياسي في اليمن يعني ان فرنسا ومن ورائها الغرب يسعون الى إيجاد حل سياسي ينقذ السعودية من مأزقها لأن حركة انصارالله لم تتأثر بالعدوان السعودي بل زادت من تسجيل الانتصارات والسيطرة على مناطق ومحافظات جديدة في اليمن بعد بدء العدوان السعودي على اليمن .
ان التحرك الفرنسي الغربي حاليا يهدف الى إيجاد مكاسب للسعودية في اليمن بعدما تبين للجميع بأن الحرب السعودية في اليمن هي خاسرة فأراد الغرب الحيلولة دون الهزيمة السعودية في حرب لم يبدأ بعد جانبها الاهم وهو الحرب البرية التي اذا بدأت سيعلم الجميع حينها هشاشة نظام آل سعود .
اما تعزيز الشراكة الاقتصادية مع السعودية والذي أعلن فابيوس بأنه يسعى الى تحقيقه في زيارته الى الرياض فيعني بيع المزيد من الاسلحة الفرنسية والغربية للنظام السعودي وهي اسلحة تتكدس ولا تستخدم في سبيل خدمة قضايا الامة الاسلامية بل تستخدم لتكرار مشاهد قتل الفلسطينيين على يد الاحتلال الاسرائيلي في اليمن .
ومن الممكن ان يكون الوزير الفرنسي قد حمل معه افكارا لحل سياسي في اليمن وهو ما يفسر قول وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع فابيوس بأن السعودية ليست في حالة حرب مع ايران ولكن يجب ان نستذكر ان السعودية قالت منذ بدء العدوان وطوال الاسبوعين الماضيين بأنها تحارب المشروع الايراني في اليمن فكيف اكتشف السعوديون الآن بأنهم ليسوا في حالة حرب مع ايران؟
ان تواصل الانتصارات التي تسجلها حركة انصارالله والجيش اليمني على الارض ربما دفع الرياض ايضا الى الاستنجاد بالأطراف الدولية من أجل إرساء حل سياسي في اليمن لأن الرياض باتت مدركة الآن في اي مستنقع قد وقعت .
ومن الممكن ان يكون الحل السياسي الذي تحدث عنه فابيوس هو حل يحفظ ماء الوجه السعودي فقط لكن يجب على فرنسا ومن ورائها كل الدول الغربية ان يعلموا بأن حرق اطفال اليمنيين بقنابل النابالم لن يمر مرور الكرام .
