الوقت – حينما هاجم النظام البعثي البائد في العراق الجمهورية الإسلامية الايرانية في شهر سبتمبر عام 1980 اعتبر آل سعود ذلك فرصة لهم لممارسة العداء ضد ايران جنبا الى جنب صدام، وطوال 8 سنوات من الحرب لم تتوانى السعودية عن تقديم كافة أنواع الدعم السياسي والمالي والإستخباراتي والتسليحي لصدام وهذه حقيقة اعترف بها الملك السعودي فهد حينما غزا صدام الكويت.
السعودية تدير اللعبة السياسية لإلحاق الهزيمة بايران
لقد إستخدم المسؤولون السعوديون كامل قدراتهم الدبلوماسية لفرض العزلة على ايران ودعم النظام البعثي في العراق وقام السعوديون بالتشاور في سبيل ذلك مع الامريكان والمصريين والاردنيين والمغاربة وغيرهم.
كما استولى السعوديون على منظمة المؤتمر الإسلامي وغيروا ميثاقها وقوانينها للضغط على ايران، ومن جهة أخرى استخدمت السعودية منظمة مجلس التعاون في الخليج الفارسي ايضا كأداة للضغط على ايران فعمدت الى تعزيز القدرات العسكرية لدول هذا المجلس ومارست الضغط على سوريا التي وقفت وحيدة الى جانب ايران.
وبعد ان استولى الايرانيون على ميناء الفاو العراقي في عام 1985 بادر مجلس التعاون الى اتخاذ موقف ضد ايران ومن ثم ابلغت السعودية تركيا بانها ستدفع الاضرار التي تتحملها أنقرة اذا قطعت علاقاتها التجارية والإقتصادية مع ايران، أما الخيانة السعودية الكبرى فكانت التعاون مع زمرة منافقي خلق الإرهابية لارتكاب مجزرة بحق الحجاج الايرانيين في عام 1987 والتي راح ضحيتها مئات الحجاج برصاص الغدر السعودي وقد إعترف متزعم هذه الزمرة مسعود رجوي انه تلقى دعوة من الملك فهد لزيارة السعودية بالتزامن مع تلك الاحداث الدامية.
كما اعترف مساعد الأمين العام لمجلس التعاون هاشم المسكري في مقابلة مع صحيفة البيان الإماراتية ان ما وقع في مكة المكرمة (قتل مئات الحجاج الايرانيين) هي من تداعيات وتبعات الحرب العراقية الايرانية.
ولم يكتفي آل سعود بهذا وشنوا حينها حربا نفطية أيضا على ايران و خفضوا أسعار النفط ليصيبوا الإقتصاد الايراني بالشلل وأوصلوا سعر برميل النفط الى 6 دولارات واستمر هذا الأمر لعامين متتاليين.
دولارات النفط السعودية تحرك آلة الحرب الصدامية
شكلت دولارات النفط السعودية المصدر الرئيسي لتمويل آلة الحرب الصدامية ضد ايران وفي عام 1982 تم الكشف عن مساعدات مالية بقيمة 20 مليار دولار قدمتها السعودية وباقي مشيخات الخليج الفارسي الى نظام صدام، وبين عامي 1984 و1987 قدم هؤلاء 29 مليار دولار لصدام كما لعب السعوديون دور الوسيط لشراء الأسلحة لصدام واعلنوا إنهم سيدفعون فاتورة مشتريات الأسلحة العراقية من فرنسا والتي بلغت 10 مليارات فرنك طوال الحرب.
التعاون الإستخباراتي الذي فاق حتى تصور العراقيين
قبل شهر ونصف من هجوم صدام على ايران قدم السعوديون هدية الى صدام هي عبارة عن معلومات جمعتها الأجهزة السرية الأمريكية عن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والعسكرية الايرانية كما وضع السعوديون طوال الحرب طائرات الآواكس الأمريكية والمعلومات التي تجمعها في تصرف صدام بموافقة الأمريكيين حيث كانت هذه الطائرات ترصد تحرك القوات الايرانية على طول الحدود وقد اعترف صدام في شهر مايو 1984 شخصيا بتلقي هذه المعلومات.
وفي هذا السياق يقول السفير السعودي في أمريكا في تلك الفترة بندر بن سلطان ان السعودية كانت وسيطا بين أمريكا والعراق لنقل المعلومات الإستخبارية العسكرية عن القوات الايرانية وخططها وكذلك النصائح الأمريكية الى الجانب العراقي.
حرب آل سعود المباشرة مع ايران عبر تزويد جيش صدام بالسلاح
لم يكتفي آل سعود بشراء الأسلحة لحساب العراق بل قدموا الدعم اللوجستي والتسليحي المباشر للعراق ايضا، وقد اعترف الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر انه وافق على ارسال طائرات الآواكس ومقاتلات اف 15 الى السعودية لمعالجة القلق السعودي من ايران.
ان الدعم التسليحي السعودي للعراق طوال تلك الحرب لم يقتصر فقط على ذلك بل تعدى الى تزويد العراق بأسلحة الدمار الشامل المحرمة وبناء البنى التحتية في العراق لصنع تلك الأسلحة وكان نقل هذه الاجهزة والاسلحة والمعدات الى العراق يتم عبر ميناء الدمام السعودي.
وقد استخدم النظام الصدامي احد المطارات في شرق السعودية لشن هجوم على منصات وآبار النفط الايرانية في الخليج الفارسي ولم تفند السلطات السعودية هذا النبأ حين إنتشاره كما اعترف سعود الفيصل ايضا بدور السعودية في تنامي القدرات العراقية، وبعد مضي عامين على انتهاء تلك الحرب اعترف الملك السعودي فهد بالدعم الشامل الذي قدمته السعودية للنظام البعثي وأعرب بكل وقاحة وصلافة عن أمله في "ان تنسى ايران هذه الأحداث المحزنة التي خيمت في السابق على العلاقات الايرانية مع الدول الخليجية!"
