الوقت- يبدو أن التطور العالمي الذي وصلنا اليه اليوم وصل حدا لا حدود لسرعة التغييرات فيه، و بالتالي ما يضيفه و يغيره في نمط حياة الإنسان، فبتنا كل يوم أمام اختراع جديد، أو بالأحرى تطويرات جديدة لاكتشافات سابقة، و كل يوم امام تعديل جديد على الوسائل المخترعة المحيطة بنا و التي من المفترض أنها تسهل حياتنا و نمط عيشنا، و لكن سرعة هذا التحول و النمو الكبيرة بدأت تجعلنا نتخلف وراءها بسبب سرعة هذا التطور أولاً فضلاً عن ارتفاع كلفة هذه التحديثات.
هاتف بشاشة ثلاثية الأبعاد
في السياق نفسه يشهد قطاع الهواتف الذكية و الألواح المبرجة نشاطاً كبيراً من ناحة النمو والتطور، كما يشهد تنافساً حاداً بين الشركات العالمية التي تسعى كلٌ منها للإستحواذ على السوق العالمية و زيادة مبيعاتها فيها.
و في هذا الإطار كشف باحثون من "جامعة كوين الكندية" عن هاتف "HoloFlex" الجديد الذي يعملون على تطويره بشاشة جديدة كلياً قد تشكل مستقبل الهواتف المحمولة، و أشاروا الى أنها أوّل شاشة قادرة على عرض الصور ثلاثية الأبعاد دون الحاجة إلى نظّارات خاصة ولا إلى أية حسّاسات أو تقنيات تتبّع حركة الرأس.
ووصف الباحثون هاتفهم بأنه أول هاتف بشاشة مُجسّمة، كما أنه مرن وقابل للانحناء من أجل توفير تجربة تفاعل أفضل مع العناصر الظاهرة على الشاشة.
واضاف الباحثون أن الهاتف "HoloFlex" الجديد يمتلك شاشة تتألف من عدسات بالغة الصغرة مُدمجة ضمن شاشة مرنة من نوع "OLED" بدقة 1920×1080 بيكسل تتيح لعدة مستخدمين مشاهدة العناصر ثلاثية الأبعاد التي تظهر بشكلٍ بارزٍ عن الشاشة. ويمكن التفاعل مع ما يظهر على الشاشة من خلال لمسه وتحريكه ومشاهدة تفاصيله من جميع الزوايا والجهات.
و أوضحوا أن إنشاء التأثير ثلاثي الأبعاد يتم عبر استخدام 16 ألف عدسة صغيرة من نوع عين السمكة Fisheye دائرية الشكل بقطر 12 بيكسل لك منها مدمجة ضمن الشاشة، بحيث تقوم كل عدسة من هذه العدسات بإظهار لقطة مختلفة قليلًا من العنصر ثلاثي الأبعاد. وتظهر الصورة النهائية بدقة منخفضة تبلغ 104×160 بيكسل، إلا أن الباحثين قالوا بأن دقة العرض ستتحسن مستقبلًا بتحسّن الإمكانيات التصنيعية لعمل عدسات ذات حجم أصغر.
ويمكن إمساك الشاشة من أطرافها وثنيها لتسهيل التعامل معها والتفاعل مع الأجسام الظاهرة عليها، حيث تمتلك الشاشة محورًا ثالثًا وحساسات خاصة تستطيع قياس نسبة الانحناء ومعالجة الصورة وفقًا لذلك.
وقد استعرض الباحثون بعض التطبيقات المحتملة للشاشة، مثل إمكانية استخدامها لتصميم المنتجات ثلاثية الأبعاد ومعاينتها بشكل فوري، ولمشاهدة الصور والأفلام والألعاب.
عتاديًا، يعمل الهاتف الذي تم تطويره بنظام أندرويد 5.1 ويتضمن معالج شركة كوالكوم Snapdragon 810 مع 2 غيغابايت من الذاكرة العشوائية والمعالج الرسومي Adreno 430.
يُذكر أن الأبحاث المتعلقة بتطوير هذه التقنية ستبقى مستمرة دون أن يحدد الباحثون موعدًا متوقعًا للتوفر التجاري لها.