الوقت – يدخل الصراع في سوريا عامه السادس بعد ان احدث التدخل الروسي تغييرا في المعادلات الميدانية لصالح الجيش السوري وهذا ما يثير حفيظة الكيان الاسرائيلي الذي يريد استمرار حرب الاستنزاف هذه، لكن ما هي غايات تل ابيب وما هي هواجسها وخططها لمستقبل سوريا؟ أسئلة نحاول ان نجيب عليها من خلال هذا التحليل.
الف – خطوط الكيان الاسرائيلي الحمراء في سوريا
تشير تصريحات المسؤولين الاسرائيليين إلى ان هناك عدداً من الخطوط الحمراء الاسرائيلية في سوريا تتعلق بحزب الله والجولان ومكانة ايران، وان هذه الخطوط هي:
- شريان امدادات حزب الله
ادرك الاسرائيليون من هزائمهم المتتالية امام حزب الله اهمية خط الامداد الايراني للحزب عبر سوريا والان وبعد ان تم حل الملف النووي الايراني وتم اضعاف النظام السوري يعتبر الاسرائيليون ان الوقت قد حان للضغط على حزب الله.
2. زعزعة الاستقرار في المناطق المحيطة بالجولان
سعى الاسرائيليون الى ابعاد الجيش السوري عن الجولان طوال سنين الازمة السورية عبر دعم الجماعات المسلحة بشتى الوسائل ويبدو ان وصول الجيش السوري الى حدود الجولان هو خط احمر بالنسبة للكيان الاسرائيلي.
3. دعم النظام السوري خط احمر ايضا
ان دعم النظام السوري للمقاومة الفلسطينية واللبنانية جعل الاسرائيليين يترصدون الفرصة لتحطيم النظام السوري ولذلك لاتريد تل ابيب للنظام السوري ان يستعيد عافيته.
4. تزايد قدرات ايران
يعتبر الاسرائيليون تزايد قدرات ايران بعد رحيل نظام صدام وحل الملف النووي خطرا عليهم فلذلك يريدون اطالة أمد الازمة في سوريا لاستنزاف موارد ايران.
ب – التكتيكات والأساليب
يتبع الكيان الاسرائيلي عدة تكتيكات واساليب لتحقيق اهدافه وهي كالتالي:
- وضع حزب الله تحت السيطرة
يستهدف الاسرائيليون قوافل الاسلحة الموجهة الى حزب الله عبر سوريا كما يريد الاسرائيليون اطالة الحرب في سوريا لاستنزاف حزب الله والهائه عن المواجهة مع الكيان الاسرائيلي، ويعمد الاسرائيليون ايضا الى اغتيال كوادر الحزب في سوريا ولبنان كما يطلق الاسرائيليون تهديدات بالحرب ضد لبنان مرارا وتكرارا.
2. الحفاظ على امن الحدود في الجولان
يقول الاسرائيليون ان اي اتفاق في سوريا يجب ان يضمن أمنهم ومصالحهم ولذلك اعلن الاسرائيليون انهم يريدون ترتيبات امنية في جنوب سوريا.
3. إضعاف النظام السوري
الحرب السورية اوجدت فرصة لحرف الصحوة الاسلامية وابعدت الخطر عن الكيان الاسرائيلي ولذلك يريد الاسرائيليون استمرارها.
4. إضعاف ايران
يريد الاسرائيليون اضعاف ايران عبر حرب استنزافية في سوريا وكبح جماح حزب الله ويستعين الاسرائيليون في هذا المجال ايضا بتحالفاتهم مع بعض الدول العربية ومنها السعودية.
ج – الكيان الاسرائيلي وشكل الحكومات السورية القادمة
من الممكن ان تنقسم سوريا او تتحول الى نظام فيدرالي او برلماني او رئاسي او تلفيقي، والموقف الاسرائيلي من كل هذه الانماط هو كالتالي:
- تقسيم سوريا
من المعروف ان هناك خطة اسرائيلية لتقسيم دول المنطقة والسيطرة عليها مثل تقسيم العراق الى 3 دويلات وكذلك سوريا ولبنان والسعودية وفي الحقيقة تسعى تل ابيب الى "بلقنة" منطقة الشرق الاوسط ويبدو ان تقسيم سوريا هي أفضل خطة اسرائيلية في الوقت الراهن حيث يتم تشكيل دولة كردية مناهضة لتركيا.
- حكومة فيدرالية
ان تطبيق الفيدرالية امر خطير في سوريا نظرا لوجود نزعات انفصالية وتدخلات خارجية لكن هذا هو المطلوب بالنسبة للاسرائيليين.
3- التقسيم السياسي أو اللبننة
حسب هذا النمط يتم تقسيم السلطات في البلاد وتطبيقه في سوريا امر يستسيغه الاسرائيليون لأن ذلك يجعل من سوريا دولة مفلسة ومنكوبة وغارقة في هموم داخلية وعاجزة عن معالجة القضايا الخارجية.
الخلاصة:
لدى الاسرائيليين سيناريوهات متعددة فيما يخص مستقبل سوريا التي يراد لها ان تصبح كالاردن ومصر "أي في بيت الطاعة"، واذا لم يخضع السوريون فعندئذ هناك سيناريوهات التقسيم والفيدرالية وما شابه، ورغم هذا نرى ان الاسرائيليين مستمرون في الوقت الراهن باطالة حرب الاستنزاف في سوريا لاضعاف محور المقاومة.