الوقت - شيئا فشيئاً، تقترب معركة حلب الاستراتيجية، "فرقة الحمزة" هذا هو الاسم الجديد لمجموعات ارهابية مقاتلة في سوريا قررت الاندماج فيما بينها من أجل محاربة "داعش" وقوات الجيش السوري في حلب وأريافها.
تتشكل هذه الفرقة من 5 فصائل ارهابية وهي لواء الحمزة، لواء ذي قار، لواء رعد الشمال، لواء مارع الصمود، لواء المهام الخاصة، حيث كان أول ظهور لهذه الفرقة نهار الأحد 24 نيسان 2016 مصدرةً أول بياناتها والذي جاء فيه أنه و"حرصاً على وحدة الصف ونظراً لأهمية المعركة التي تدور رحاها على أرض الوطن ومحاولة تقسيمه إلى دويلات ومشاريع من قبل عصابات الإجرام والإرهاب المتمثلة بقوات النظام وأعوانه ورأس الإرهاب تنظيم "داعش" نعلن نحن الألوية التالية (لواء الحمزة، لواء ذي قار، لواء رعد الشمال، لواء مارع الصمود، لواء المهام الخاصة) عن تشكيل "فرقة الحمزة" للقوات الخاصة بقيادة الملازم أول سيف أبو بكر".
تشكيل هذه الفرقة قد يظنه البعض عادياً، ويعزوه البعض الاخر الى المعاناة التي تعيشها التنظيمات الارهابية في الفترة الأخيرة والهزائم التي الحقها بها الجيش السوري في مدينة حلب وأريافها، أما البعض الاخر فيرى في الأمر خطورة، وخصوصاً في توقيت اعلان تشكيل هذه الفرقة والهدف المنشود منها، حيث أنها تشكلت بعد 3 أيام من اعلان الجيش السوري عن قرب بدء معركة حلب الكبرى. فما هو سر "فرقة الحمزة" وأخواتها؟ وما هو الهدف منها؟
اذاً، ها هو سباق الميدان العسكري السوري يعود الى الواجهة مجدداً، وذلك بعد النكسة التي منيت بها محادثات جنيف الأخيرة. وبعد انسحاب "المعارضة" منها، والتي طالبت بوقف المفاوضات "إلى حين تحسن الظروف لتصبح ملائمة للتفاوض"، ودعوة كبير المفاوضين وممثل "جيش الإسلام" في مباحثات جنيف3، جميع الفصائل الى إشعال الجبهات من جديد، واصدار بيانات من هنا وهناك لإيقاف المفاوضات والانتفال إلى العمل العسكري. فاستدعى الأمر رداً من الجيش السوري واعلانه عن قرب بدء معركة حلب والتي اذا ما سيطر عليها ستكون خاتمة الأعمال العسكرية وغلبة كفه على طاولة المفاوضات في جنيف.
ومن منطلق السيطرة ثم التفاوض، تسعى الجماعات الارهابية أيضاً الى السيطرة ميدانياً ثم الذهاب الى التفاوض، فأخذت تتحالف فيما بينها وتشكل الفصائل والجيوش، والتي كان آخرها "فرقة الحمزة". وتعود أهمية توحيد الفصائل الارهابية الى التالي:
1- محاولة لإعادة «تجميع ما انفرط» من أجل تشكيل قوة عسكرية ضخمة ربما تكون لها الغلبة في المعركة المقبلة التي سترسم خطوط الحل السياسي في سوريا.
2- كسب الشرعية الأممية، وذلك تحت مسمى قتال تنظيم داعش الارهابي، حيث تذكر هذه الفصائل الجديدة في بياناتها قتال داعش الارهابي الى جانب قتال قوات الجيش السوري.
3- توحيد العمل العسكري، حيث أصبح التحضير للمعارك ووضع الخطط العسكرية محصوراً بأعداد قليلة من القادة المتمرسين ذوي الخبرة والكفاءة.
4- حلب هي رمز صمود الجيش السوري وتعد عاصمة الشمال الصناعية السورية، وسيكون لسقوطها أثر كبير على معنويات الجيش السوري وحلفائه.
5- إعادة هيكلة الفصائل من قبل السعودية وتركيا حيث استغلتا وقف الأعمال العدائية لتزويد المعارضة "المعتدلة" بالسلاح النوعي والذخيرة استعداداً للمعركة الكبرى.
6- الخشية من نجاح الجيش السوري وحلفائه في إطباق الطوق، وتحويل أحياء حلب الشرقيّة إلى مُعتقل كبير للجماعات الارهابية، على نحو مماثل لما حدث في حمص سابقاً.
7- نجاح الجيش السوري في السيطرة على الريف الشمالي سيؤدّي إلى توقّف عمليات تجارة النفط البينيّة المستمرّة بين داعش وتركيا المستفيدة من نفط سوريا، ما دفع بتركيا الى توحيد هذه الفصائل الارهابية وتقديم الدعم لهم.
مما سبق، يبدو واضحا أن تعقيدات الحسابات الإقليمية تعود من جديد لتتصدر المشهد السوري رغم التفاهمات الروسية الأمريكية التي خلطت الأوراق في المنطقة. اليوم، ينتظر الجميع ساعة الصفر لبدء معركة حلب، لذلك يدرك الجميع أهميتها وتاثيرها على المفاوضات، لا سيما وأنها ستفتح الطريق أمام التحرك لاحقا نحو دير الزور، وبين النفي والتأكيد، تدور في الأفق معركة حلب الاستراتيجية، وما الخطوات التي تُتخذ على أكثر من اتجاه، إلا تكتيكية في إطار معادلة "حلب .. بين الهدنة وساعة الصفر".
