موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

في خطوة تدل على سعي الامارات للتشبه بالغرب استضاف هذا البلد قبل اسبوع اجتماعا تحت عنوان مؤتمر الاستراتيجية العربية بمشاركة شخصيات ونخب عالمية حيث ان عقد مثل هذه الاجتماعات يحصل في الدول الغربية مع قرب نهاية كل سنة .

وشارك في الاجتماع شخصيات مثل فرانسيس فوكوياما مؤلف كتاب نهاية التاريخ وبول كروغمان الفائز بجائزة النوبل في الاقتصاد ووزير الخارجية المصري السابق والامين العام لمنظمة اوبك وعدد من الشخصيات المعروفة لرسم صورة عن مستقبل العالم والعالم العربي في عام 2015 وذلك في وقت حولت التطورات في الشرق الاوسط هذه المنطقة الى احدى اكثر المناطق التي تضربها الازمات في العالم .

وشهد المؤتمر الكثير من المداولات السياسية والاقتصادية لكن الرسالة الافتتاحية التي بعث بها حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم كانت ملفتة للنظر حيث تنبأ بحدوث تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية في الدول العربية وقال انه ينبغي على الزعماء العرب ان يتهيأوا من أجل ذلك عبر اتخاذ سياسات مرنة وقرارات حكيمة ، كما اضاف محمد بن راشد ان على الشخصيات الاقتصادية والثقافية ان يتهيأوا ايضا من أجل حدوث هذه التغييرات .  

والسؤال المطروح هو لماذا يتوقع حاكم دبي حدوث تغييرات بالمنطقة العربية ؟ هل يتوقع محمد بن راشد كما الكثير من الحكام العرب حدوث موجة ثانية من الربيع العربي بعد مصادرته من قبل العسكريين في مصر ومصادرته ايضا من قبل الليبراليين في تونس والهزيمة في سوريا ؟ 

ويبدو ان حاكم دبي يتوقع حدوث هذه التغييرات على يد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش وهنا يمكن القول بانه صائب في ذلك .

من جهته تحدث فوكوياما حول هبوط اسعار النفط وتاثير ذلك على الدول المصدرة للنفط ، ولم يحمل فوكوياما مسؤولية هبوط اسعار النفط على السعودية التي اغرقت الاسواق بالنفط لكنه قال ان السعودية هي بمنأى عن الصعوبات المالية جراء هبوط اسعار النفط بسبب مدخراتها المالية الكبيرة .

ويضيف فوكوياما ان استمرار هبوط اسعار النفط يعتبر خيارا من اجل احداث تغييرات في ايران وروسيا وفنزويلا ويعتبر هذا الأمر جيد جدا ويقول ان هذا سيضرب الاستقرار ويسرع حدوث التغييرات .

اما بول كروغمان الحائز على جائزة نوبل للسلام فقد القى خطابا تناول فيه مسألة هبوط اسعار النفط وقضايا مثل الاقتصاد الصيني واقتصاد اوروبا وامريكا في عام 2015 وقال ان تنوع وارادت هذه الدول وعدم اعتمادها على النفط فقط عزز مكانة هذه الدول وانها ستقاوم قضية هبوط اسعار النفط ، واضاف كروغمان ان الامارات ودبي ستستفيدان من هذه القضية بسبب تنشيط التجارة العالمية .

وقال كروغمان ان هناك 3 أسباب رئيسية لهبوط اسعار النفط واولها خفض الطلب على النفط بسبب الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في آسيا واروربا وكذلك تزايد انتاج النفط وخاصة في الولايات المتحدة بالاضافة الى اسعار النفط المرتفعة في الولايات المتحدة والتي تسببت ببقاء انتاج السعودية من النفط في نفس المستوى الحالي وهذا ما ادى الى هبوط اسعار النفط .   

وردا على سؤال حول وجود مؤامرة سعودية امريكية لخفض اسعار النفط للضغط على روسيا قال كروغمان " صدقوني ، انني اعرف هؤلاء الاشخاص ، انهم ليسوا اذكياء الى هذه الدرجة ".  

وقد رسم كروغمان صورة كاملة عن الاقتصاد في العالم في عام 2015 وقال ان الازمة الاقتصادية التي حدثت في عام 2009 مستمرة في التاثير على الاقتصاد العالمي واضاف ان اوروبا اقتربت كثيرا من التضخم وان مستقبل البنك المركزي الاوروبي هو مستقبل مخيف .

ويعتقد كروغمان ان امريكا استعادت عافيتها بشكل افضل من عام 2009 وانها تمضي قدما بهدوء لكن اليابان والصين وروسيا مستعدتان لحدوث ازمة في اقتصادهما .

وتوقع كروغمان ان تجرب روسيا سباتا عميقا ويمكن ان يكون مستقبلها مستقبلا مخيفا واضاف : ان روسيا تبدو مخيفا ، ان روسيا تبدو كفنزويلا لكنها تمتلك السلاح النووي ، ان هذا الأمر مخيف حقا .

وهكذا يبدو ان الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة هي التي تستفيد من حدوث الازمات الاقتصادية والامنية في الدول الأخرى وان قيام واشنطن بالتسبب بهذه الازمات ليس امرا مستبعدا .