الوقت – الصمت الدولي والتعتيم الاعلامي عالمياً وعربياً على ما يقوم به التحالف من جرائم بحق الأبرياء من اليمنيين، بعدوان ما انفك يقصف ويقتل دون توقف وبغياب أي رحمة أو حتى مجرد تعاطف قد يسمعه اليمن الفقير من دول عربية طالما قيل بأنها شقيقة، جاءت أصوات التنديد والاستنكار والتعفف أمام المال السعودي الذي اشترى معظم الذمم العربية، من منظمة العفو الدولية التي كسرت حاجز الترهيب الذي خلقه التحالف في وجه دول العالم واعلامها.
العفو الدولية تحقق بهجمات العدوان السعودي
قامت منظمة العفو الدولية بالتحقيق في عشرات الهجمات التي وقعت في اليمن، من قبل قوات ما يسمى التحالف العربي بقيادة السعودية، وناشدت المنظمة الدولية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق بشكل مستقل وحيادي في ما اعتبرته جرائم حرب، تحدُث من جراء العدوان على اليمن، المتسبب باستشهاد الآلاف من المدنيين اليمنيين، وفقاً للمفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى جانب تدمير الكثير من المنشآت المدنية والبنية التحتية في اليمن.
أدلة موثّقة عن استعمال قنابل عنقودية وانشطارية أمريكية الصنع
وأوضحت المنظمة أنها تمتلك أدلة تثبت أن التحالف الذي يقوده نظام ال سعود، ألقى مجددا قنابل عنقودية محرمة دوليا على العاصمة اليمنية صنعاء، الأمر الذي نفاه التحالف قبل فترة قصيرة، وقالت في بيان إنها جمعت أدلة تؤكد معلومات تفيد بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية قد ألقت قنابل انشطارية أمريكية الصنع على صنعاء .
اذ أن بقايا الأسلحة التي استُخدمت في الهجوم ووجدت في احدى المدارس هي زعنفة من قنبلة أمريكية الصنع من طرازMK80، ذات أغراض عامة، شبيهة بتلك التي وُجدت في العديد من المواقع التي طاولتها ضربات التحالف.
برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: احتمال تفشي المجاعة في اليمن
في ظل الحصار البري والبحري الكامل الذي يفرضه العدوان السعودي على اليمن ومنع وصول أي مساعدات انسانية وطبية وغذائية للمدنيين، واستهداف احتياطيات الدولة والمؤسسات اليمنية من المواد الغذائية لأهداف لم تعد مجهولة، يتعرض الشعب اليمني لحملة تجويع واستنزاف وهو امام أزمة انسانية جادة، فقد حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، من احتمال تفشي المجاعة في اليمن، التي ستطال الملايين، ومعظمهم من النساء والأطفال. وغالباً ما كانت قنابل الحملة الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية تسقط على المدنيين، مما أسهم في التسبب بهذه الكارثة الإنسانية.
دوناتيلا أوفيرا: قصف المدارس والمصلين في المساجد بأسلحة أمريكية
هذا وذكرت "دوناتيلا أوفيرا" كبيرة مستشاري الأزمات بمنظمة العفو الدولية أن الأهداف المعلنة للحملة الجوية التي ما انفكَّ التحالف ينفذها منذ أشهر غير حقيقية، إذ أن المدنيين من الصغار والعائلات، هم الذين غالباً ما يدفعون ثمن ضربات التحالف. فقد قُتل في مثل هذه الضربات مئات الأشخاص الأبرياء وهم نيام في منازلهم، أو أثناء قيامهم بأنشطتهم اليومية، أو في الأماكن نفسها التي كانوا قد حاولوا اللجوء إليها هرباً من أتون الحرب. وفي تلك الأثناء ما فتئت أمريکا تزود التحالف بالأسلحة التي جعلت قتل العديد من البشر أمراً ممكناً.
وأضافت: "تحت أنقاض مدرسة مصعب بن عمير عُثر بين المقتنيات القليلة للعائلات التي كانت تنشد المأوى في المدرسة على بعض ملابس الأطفال والبطانيات وأواني الطبخ. ولم يوجد أية علامة على وجود أي نشاط عسكري يشير إلى أن الموقع ربما كان هدفاً عسكرياً".
وأكملت "كان ذلك بعيداً عن أن يكون الحادثة الوحيدة التي أدت فيه الأسلحة الأمريكية إلى قتل مدنيين يمنيين. ففي قرية "الوهط"، أدت ضربة جوية أخرى إلى مقتل 11 شخصاً من المصلين في أحد المساجد قبل يومين من ذلك الحدث. وهناك أيضاً تساءل الناجون وعائلات الضحايا باستهجان عن سبب استهدافهم. ولم تنفجر إحدى القنبلتين اللتين أُلقيتا على المسجد، وكانت لاتزال على حالها تقريباً عندما زرتُ الموقع. كانت القنبلة من صنع الولايات المتحدة من طراز MK82 ذات أغراض عامة، وموصولة بنظام تشغيل مصنوع في الولايات المتحدة كذلك. وكانت القنبلة التي تزن 500 باوند مختومة بكلمات "قنبلة متفجرة" و"ثلاثية".. والكلمة الأخيرة تحدد نوع المتفجرات التي تحتوي عليها".
واعتبرت دوناتيلا أوفيرا "أن الأخطاء في تحديد الأهداف وفي تنفيذ الهجمات عادةً ما تقع في الحروب. وفي مثل تلك الحالات، يتعين على الأطراف المسؤولة عنها اتخاذ الإجراءات التصحيحية الضرورية فوراً من أجل تفادي تكرار الأخطاء نفسها. ولكن ليس ثمة من علامة على حدوث ذلك في اليمن. فبعد مرور أشهر على بدء الحملة الجوية للتحالف، لا يزال الأبرياء يتعرضون للقتل والتشويه كل يوم، الأمر الذي يثير بواعث قلق خطيرة بشأن الازدراء الواضح لحياة المدنيين وللمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي. وإن الضربات التي تُنفذ بعلم مسبق من منفذيها، فإنها ستتسبب في وقوع خسائر بين صفوف المدنيين والأهداف المدنية، وتعتبر غير متناسبة وعشوائية وتشكل جرائم حرب".