الوقت- إنتشار التشيع في البلدان الإسلامية، تحولَ من كونه ظاهرة وقتية إلى حركة مستمرة، نتيجة إظهار الحقائق التي غيبتها الأنظمة الدكتاتورية، منذ الأمويين و العباسيين وصولاً لحكومات صُنعت في تأبيب.
واضح للعيان مدى العداء الذي يكنهُ الصهاينة للشيعة، كونهم يشكلون خطراً على بقاء الکیان الاسرائیلي، في قبال رضا يهودي على حُكام الخليج، لأنهم نجحوا بتحريف الفكر الإسلامي في دولهم، وأستخدموه وسيلة لشراء الحُكم.
عام ٢٠١٣ دعم النظام السعودي حكومة مصر المنتخبة، والتي رأسها "محمد مرسي "زعيم حزب العدالة والحرية و دولارات الأنظمة الوهابية دفعت مُرسي لمحاربة التشيع في مِصر، فأستهل الأمر بتصعيد الخِطاب الطائفي ضد الشيعة، وإصدار أمر منع الشيخ "حسن شحاته" من السفر، ليترتب بعدها عملية أغتياله بطريقة وحشية، أمام أنظار الأجهزة الأمنية!
رحل الشيخ "شحاته" مُعبراً عن مظلومية الملايين من الشيعة، ليكون الرد على "مرسي" قاسياً، فبعد أقل من ثلاثة أشهر أحالت النيابة العامة المصرية المخلوع "مرسي"، لمحكمة الجنايات بتهمة التحريض على القتل!
حادثة الشيخ "حسن" تكررت بنفس السيناريو في نيجيريا قبل أيامٍ، فالسلطات النيجرية سربت صوراً لزعيم الحركة الإسلامية، الشيخ "أبراهيم زكزكي" وهو يتعرض للإهانة والدماء على طرفي وجهه، مربوط الأيدي والأرجل ويتعرض لجرٍ في شوارع الطغاة.
قبل عدة أشهر، أستبدلت السعودية سفيرها بنيجيريا، وأستلم "فهد الصفيان" الذي شغل مناصبٍ عدة، في دولٍ تتعرض لضغط الجماعات التكفيرية كباكستان والسودان، أستلم؛ مهامه كسفير المملكة في نيجيريا، وبعد فترةٍ قصيرة أستقبل الرئيس النيجيري "بخاري"، وفداً يمثل الشورى السعودية، لتبدأ بعدها حملات المداهمة والأعتقال لشيعة نيجيريا، حتى وصلت ل"الشيخ الزكزكي".
الأحداث تتشابه؛ النوايا أيضاً متشابهه، القلق الأسرائيلي- الوهابي من التمدد الشيعي، يُكرر خطأ المعزول "محمد مرسي"، فتقرير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان عقب حادثة "الشيخ شحاته"، كان صريحاً بأتهامه مصدري الفكر المتطرف، جاء فيه:"يأتي أعدام أربعة من الشيعة على نحوٍ وحشي وطائفي، عقب عامين من الخطاب بالتحريض ضد هذه الأقلية الدينية".
الیوم سلطات السعودیة تجاهلت آلاف الدعوات المُطالبة، بإيقاف حكم الإعدام بحق الشيخ النمر، داخلياً وأقليميا ودولياً و طالبت العديد مِن الدول والمنظمات، التخلي عن فكرة أعدامه، في وقت تستمر السعودية بمحاكمات صورية بعيدة عن أسس القانون المقبولة، لتحكم ثم تُصادق وتنفذ حُكم الأعدام غير الشرعي.
غباء آل سعود ساقهم لتوجيه تهمة؛ "تبني أفكار مُتشددة" بحق الشيخ النِمر، في وقت يعرف القاصي والداني تبني النظام لأفكار مُتشددة، والعمل على نشرها وتسويقها عالمياً، كانت نتاجاتها تنظيم القاعدة وداعش والنصرة، هذه الجماعات التي ذاقَ العالم ويل أفعالها.
يبدو مما لا شكَ فيه؛ أن النظام السعودي يتهاوى، وقد وصلَ الحضيض.. بَعدَ تولي المُحمدين (بن نايف وبن سلمان) ولاية العهد، فصراعهما بدأ لا يحجبه غربال الإعلام السعودي، أما الملك الذي يُعاني من "الزهايمر" فهو مُجرد، برواز لصورة مُخزية من القرارات.
مُراهانات "الملك سلمان" على أبنه "محمد"، ورطته بغزو اليمن، إذ حاول الأمير المراهق أثبات امكانياته في وزراة الدفاع التي يقودها، وما أن وصلت قواته أسوار اليمن، حتى تحطمت مع أحلامه ورهانات أبيه.
هذه الخسارة التي تلقفها "بن سلمان"، أستغلها منافسه في الصِراع، "محمد بن نايف" ولي العهد، مُحاولاً تسويق نفسه الرجل الحديدي القادر على حفظ النظام في المملكة، كونهُ وزيراً للداخلية، حتى أرتكب حماقة مثل تلك التي فعلها مُنافسه، بإعدام الشيخ النمر.
واقعاً؛ مَن يعتبر قتل "الشيخ النمر" نهاية الأمر فهو واهم، فبعد أكثر من مائة عام على أقصاء وتهميش الأقلية الشيعية في السعودية، وسط سكوت وصمت دولي مُخزي، بادر آل سعود بأذكاء الفتنة المذهبية، هذا الأمر الذي سيجعلهم بمواجهة الآلاف مِن الشيعة، الذين لن يمروا الجريمة بسهولة!
تَذكر التسريبات الداخلية عن تواجد خمسة ألاف مُسلح، من مُحبي "الشيخ النمر" و كُل التوقعات باتت قريبة، ليسَ للثأر لدماء الشيخ و آلاف المظلومين فحسب، بل للإجهاز على نظام أقل ما يقال عنه، انهُ بات منخوراً مِن الداخل. فلا شك ان الانتقام الالهي سيطال حكام السعودية.