الوقت - بعد الانتکاسات التی تلقتها السعودیة فی الشرق الاوسط خلال السنوات الاخیرة لاسیما فی سوریا بسبب سیاستها غیر المنطقیة وتدخلها فی الشؤون الداخلیة لهذا البلد بادرت الریاض الی اتخاذ خطوات عدیدة لتغییر هذه السیاسة التی تجلت فی الاونة الاخیرة باستبدال رئیس الاستخبارات بندر بن سلطان المولود من أم کانت تعمل خادمة لدی العائلة المالکة والذی یعانی من عقدة الحقارة جراء ذلک والمعروف بمیله الشدید الی العنف وحب الانتقام والشراهة بتناول الخمور والولع باللهو والمجون ؛ استبداله بوزیر الداخلیة محمد بن نایف الذی اکمل دراسته فی الولایات المتحدة الامریکیة وکان یدیر احد الاقسام المهمة فی عهد تصدی ابیه لادراة الشؤون الامنیة بوزارة الداخلیة ویتمیز بعلاقات جیدة مع رجال الدین السعودیین .
وبعد اندلاع الازمة السوریة عمدت الریاض الی اعتماد الاسلوب العسکری للتعامل مع الازمة والذی سبب لها الکثیر من المشاکل وارغمها علی النزول عند رغبة الادارة الامریکیة بإیکال هذه المهمة الی بندر بن سلطان ودعمه بشکل کامل من قبل العائلة الحاکمة الی درجة انه أخذ یتصرف بشکل فردی دون استشارة الاطراف الاخری المؤثرة فی البلاد .
وبسبب المدة الطویلة التی استغرقتها الازمة السوریة واخفاق السعودیة فی تسویتها لصالحها بادرت الریاض الی تغییر سیاستها ازاء هذا البلد والتی تبلورت اخیرا باستبدال بندر وتعیین بن نایف بدلا عنه لتهدئة الرای العام العالمی وتبریر فشلها فی معالجة هذه الازمة .
ومن نافلة القول التأکید علی ان هذا التغییر لیس له أثر مهم علی علاقة السعودیة مع ایران؛ هذه العلاقة التی قد تتأثر فی المستقبل فی حال حصول تغییر جوهری فی الوضع السوری .
ومع مجیء بن نایف والقوانین الاخیرة التی اقرها الملک عبد الله بن عبد العزیز والتی اعتبرت المشارکة فی القتال الی جانب الجماعات المسلحة والتکفیریة فی سوریا علی انه مخالفة یحاسب علیها القانون السعودی، وجدت الریاض نفسها مضطرة للابتعاد عن نهجها السابق ازاء سوریا المتمثل بالتدخل المباشر فی شؤون هذا البلد والقیام بهذا الدور بالنیابة عن طریق دول اخری من بینها باکستان .
ومع الاخد بنظر الاعتبار الامکانات الهائلة التی رصدتها السعودیة للتدخل فی الشؤون اللبنانیة؛ من غیر المرجح ان تعمد الریاض الی تقلیص دورها فی هذا البلد؛ بل علی العکس من ذلک فإن جمیع القرائن تشیر الی انها ستزید من تدخلها فی شؤون هذا البلد للضغط علی حزب الله والجیش بهدف تحجیم دور لبنان فی سوریا .
