الوقت- أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بشدة خطة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، خلال شهر رمضان، حيث أكدّت حماس أن هذه الإجراءات تمثل اعتداءً سافرًا على حق الفلسطينيين في أداء عباداتهم بحرية، واصفة هذه المخططات بأنها "تصعيد جديد" يستهدف المساس بحرية العبادة في أقدس الأماكن الإسلامية، وكانت "إسرائيل" قد أعلنت عن مجموعة من القيود التي تحد من أعداد المصلين الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى الأقصى خلال الشهر الفضيل، وهو ما يعتبره الفلسطينيون محاولة للتضييق على وجودهم في مقدساتهم.
توصيات شرطة الاحتلال... قيود شديدة على المصلين في رمضان
في محاولة أخرى لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى، أوصت الشرطة الإسرائيلية بمنح تصاريح دخول للحرم القدسي لعشرة آلاف فلسطيني فقط من سكان الضفة الغربية المحتلة، يشمل ذلك الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا والنساء فوق 50 عامًا، بالإضافة إلى السماح للأطفال حتى سن 12 عامًا بدخول الأقصى برفقة بالغين، هذه الإجراءات تُعد بمثابة محاولة فاشلة لإضفاء الطابع السياسي على ما هو ديني، وذلك من خلال تحديد عدد المصلين الذين يستطيعون الوصول إلى أقدس الأماكن لدى المسلمين، التوصيات الجديدة تأتي في وقت حساس يتزامن مع اقتراب شهر رمضان، ما يجعلها خطوة استفزازية ضد مشاعر المسلمين في العالم أجمع.
حماس.. الأقصى خط أحمر ولن نسمح بأي مساس به
حركة حماس أكدت في بيان رسمي لها أن المسجد الأقصى "لن يتمكن الاحتلال من تغييره أو المساس به مهما كانت الظروف"، وأشارت الحركة إلى أن الأقصى كان وسيظل وقفًا إسلاميًا خالصًا، لا مكان فيه للاحتلال، كما شددت على أن "الشعب الفلسطيني وأمة الإسلام" سيظلون على استعداد لدفع الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على الأقصى وحمايته من التهديدات والاعتداءات المستمرة، وأضافت حماس إن أي محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى ستكون محكوم عليها بالفشل، وستواجه بكل قوة من الشعب الفلسطيني وأمتهم.
حركة حماس... دعوة للتحرك الدولي ضد انتهاكات الاحتلال
في إطار دعم حقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، دعت حركة حماس منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ووجهت الحركة دعوة للمؤسسات الدولية والمؤسسات الحقوقية للتدخل الفوري ضد إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى، والعمل على ضمان حقوق الفلسطينيين في الوصول إلى أماكن عباداتهم.
كما حذرت حماس من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى مزيد من التصعيد ويشكل تهديدًا للأمن والسلام في المنطقة، وأضافت إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه حماية المسجد الأقصى من التعديات الإسرائيلية.
شعب فلسطين يدعو لتكثيف الوجود في الأقصى والرباط فيه
في مواجهة مخططات الاحتلال، وجهت حركة حماس دعوة إلى الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 لتكثيف وجودهم في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وقالت الحركة في بيانها: "إن الوجود المستمر في الأقصى والرباط فيه سيكون الرد الأبلغ على محاولات الاحتلال السيطرة على المسجد".
وحثّت الفلسطينيين على عدم التراجع أمام الضغوط التي يمارسها الاحتلال، وضرورة التصدي بكل الوسائل لمحاولاته تدنيس الأقصى، الحركة أضافت إن "المسجد الأقصى لن يكون وحيدًا، بل سيبقى محط أنظار المسلمين في جميع أنحاء العالم".
القدس والأقصى.. تحديات مستمرة في ظل الاحتلال
تعتبر مدينة القدس والمسجد الأقصى من أكثر القضايا حساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة لتغيير الواقع في المدينة المقدسة وتهويد المعالم الإسلامية فيها.
الحملة الأخيرة ضد المسجد الأقصى تتصاعد مع كل موسم رمضان، ما يزيد من تعقيد الموقف الفلسطيني ويدفع الشعب الفلسطيني للتصدي لكل محاولات التغيير، وقد ثبت من خلال السنوات الماضية أن أي محاولة للاحتلال بفرض السيطرة على الأقصى ستواجه بمقاومة كبيرة من قبل الشعب الفلسطيني وأمتهم الإسلامية التي لن تسمح بتغيير واقع الأقصى كرمز إسلامي كبير.
الاحتلال الإسرائيلي وحملات التضييق.. سياسة ممنهجة
تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج إلى تفريغ مدينة القدس من هويتها الإسلامية من خلال فرض سياسات عنصرية تهدف إلى تقليص وجود الفلسطينيين في مقدساتهم.
التقييدات المستمرة على الوصول إلى المسجد الأقصى، بما في ذلك تحديد أعداد المصلين، تعد جزءًا من مخطط أكبر يهدف إلى تكريس واقع سياسي جديد في المدينة المقدسة، "إسرائيل" تستخدم هذه السياسات كأداة لتثبيت هيمنتها على الأماكن الإسلامية، مع تصعيد واضح ضد الفلسطينيين الذين يرفضون هذه الإجراءات، ولا تقتصر ممارسات الاحتلال على التضييق فقط، بل تشمل أيضًا الاعتداءات المستمرة على الأوقاف الإسلامية والمقدسات في القدس، وهو ما يعكس سياسة إسرائيلية منظمة لطمس معالم الهوية الفلسطينية.
في ظل هذه الهجمات المستمرة، يبقى الشعب الفلسطيني ثابتًا في تمسكه بحقوقه، ولن يتوقف عن الدفاع عن القدس والأقصى مهما كانت التحديات.
القدس والأقصى.. معركة السيادة والمقدسات
القدس، المدينة التي تمثل قلب العالم العربي والإسلامي، أصبحت اليوم مركزًا للصراع على السيادة والوجود. في ظل الاستفزازات المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تتصاعد المحاولات لتغيير الواقع الديني والثقافي في المدينة.
المسجد الأقصى، الذي يعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أصبح الهدف الرئيس للانتهاكات الإسرائيلية، من خلال فرض القيود على دخول المصلين، وخاصة خلال شهر رمضان، ما يمثل حلقة جديدة في سلسلة محاولات الاحتلال للسيطرة على الأقصى وتغيير هويته.
هذا الهجوم الممنهج لا يعكس فقط نية الاحتلال في الهيمنة على المقدسات، بل هو أيضًا استهداف مباشر للشعب الفلسطيني بكل أطيافه، في ظل هذه الانتهاكات، تظل المقاومة الفلسطينية في القدس مستمرة، والشعب الفلسطيني يرفض الاستسلام، متمسكًا بكل جزء من أرضه المقدسة.
في ختام البيان، أكدت حركة حماس مجددًا على التزام الشعب الفلسطيني الثابت بمواصلة نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن المعركة ضد الاحتلال لن تتوقف طالما أن الاحتلال قائم، وأنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى المضي قدمًا في هذه المعركة العادلة التي تستهدف تحرير الأرض والمقدسات. وأوضحت الحركة أن الشعب الفلسطيني سيظل موحدًا في صف واحد لحماية المسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية في فلسطين، حيث لا يمكن لأي محاولات تهويد أو تقييد لحرية العبادة أن ترسخ هيمنة الاحتلال أو تمنعهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية.
وأضافت الحركة إن العدوان على المسجد الأقصى المبارك، وما تتضمنه هذه الانتهاكات من محاولات لتقليص عدد المصلين أو تقييد وصولهم إليه، ليس إلا محاولة يائسة من الاحتلال لفرض سياسة الأمر الواقع وإحداث تغييرات ديموغرافية في المدينة المقدسة، ولكن الفلسطينيين سيظلون ثابتين على أرضهم مدافعين عن حقوقهم الدينية والوطنية بكل الوسائل المشروعة، فالشعب الفلسطيني يدرك جيدًا أن الطريق إلى تحرير القدس والأقصى ليس سهلًا، لكنه يمر عبر الصمود المستمر والتضحية الغالية من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلامية للأرض المقدسة.
وأكدت الحركة أن الأقصى سيظل قلب النضال الفلسطيني، ولن يتخلى عنه أبناء الشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات، وتوجهت حركة حماس إلى الأمة العربية والإسلامية، من خلال هذا البيان، محذرة من خطر المحاولات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي في تغيير واقع القدس والأقصى، مطالبة الجميع بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المعركة المصيرية.