الوقت- أثارت التصريحات المسيئة التي أدلى بها «إلياهو يوسيّان»، المحلل الصهيوني المعروف، غضبًا واسعًا على الصعيدين العربي والدولي، حيث وصف أطفال غزة بأنهم «أعداء المستقبل لإسرائيل»، مشددًا على ضرورة القضاء عليهم، تأتي هذه التصريحات في وقت تجاوز فيه عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة 15000طفل.
يرى محللون أن هذا الخطاب يعكس جزءًا من الاستراتيجية القديمة للنظام الصهيوني لتبرير الإبادة الجماعية الممنهجة وقمع الشعب الفلسطيني.
تفاصيل التصريحات المثيرة للجدل: من اعتبار الأطفال أعداء إلى تبرير القتل
في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي، أرفق «إلياهو يوسيّان» صورة لأطفال من غزة وكتب:
"أطفال غزة اليوم هم من سينفذون عمليات الـ 7 من أكتوبر في المستقبل، طالما لم يدرك العالم أنه لا يوجد شيء اسمه طفل في غزة، فالجميع هناك أعداء، ستظل إسرائيل معرضة للخطر."
انتشرت هذه التصريحات بسرعة في وسائل الإعلام العربية والدولية، وأدانت منظمات حقوق الإنسان هذه الكلمات ووصفتها بأنها «تحريض على الإبادة الجماعية» وانتهاك صارخ لاتفاقية حقوق الطفل.
السجل الأسود لـ"إسرائيل": الأطفال الفلسطينيون تحت نيران الاحتلال
لطالما كان الأطفال الفلسطينيون هدفًا مباشرًا للسياسات القمعية الإسرائيلية، ويتجلى ذلك في عدة مظاهر:
- الإحصاءات المرعبة 2023-2024: وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، قُتل أكثر من 15000 طفل في الهجمات الإسرائيلية، فيما يعاني عشرات الآلاف من الإصابات التي تشمل البتر، الحروق، والحرمان من الأدوية والغذاء.
- قصف المدارس والمستشفيات: في يناير 2024 وحده، أدى الهجوم على مدرسة «الفتح» في جباليا إلى مقتل 50 طفلًا، وأكدت الأمم المتحدة أن "إسرائيل" دمرت منذ عام 2008 أكثر من 50 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)
- الأطفال في السجون الإسرائيلية: يشير تقرير منظمة «الدفاع عن أطفال فلسطين» (DCIP) إلى أن "إسرائيل" تعتقل وتُحاكم سنويًا حوالي 700 طفل فلسطيني في محاكم عسكرية، حيث يتعرض العديد منهم للتعذيب وسوء المعاملة.
ردود الفعل الدولية: إدانات واسعة وصمت قاتل
- الأمم المتحدة: وصفت «كاثرين راسل»، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، تصريحات يوسيّان بأنها «صادمة»، مضيفة: "أطفال غزة هم ضحايا الاحتلال، وليسوا تهديدًا."
- جامعة الدول العربية: دعت الجامعة إلى فرض عقوبات دولية على "إسرائيل" وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
- ازدواجية الغرب: بينما تواصل الولايات المتحدة وألمانيا دعمهما المالي والعسكري لـ"إسرائيل"، كثفت المحكمة الجنائية الدولية (ICC) تحقيقاتها بشأن اتهامات «جرائم الحرب» التي ترتكبها "إسرائيل".
لماذا تستهدف "إسرائيل" الأطفال؟
يرى الخبراء أن هناك ثلاثة دوافع رئيسية وراء هذه السياسات:
- الخوف من مقاومة الأجيال القادمة: تدرك "إسرائيل" أن النضال الفلسطيني سيستمر عبر الأجيال، وتسعى لمنع هذه المقاومة من خلال القضاء على الأطفال قبل أن يصبحوا جزءًا من الكفاح.
- إضعاف البنية الاجتماعية الفلسطينية: يؤدي قتل الأطفال وآبائهم إلى تفكيك البنية الأسرية والمجتمع الفلسطيني بأسره، ما يسهل السيطرة على السكان.
- تطبيع الجرائم: من خلال تكرار خطاب «الأطفال = إرهابيون»، تحاول "إسرائيل" تهيئة الرأي العام الدولي لتقبل المزيد من العنف ضد الفلسطينيين.
هل أصبح العالم شريكًا في الجريمة؟
تصريحات يوسيّان ليست سوى قمة جبل الجليد لأيديولوجية عنصرية تعتبر قتل الأطفال «دفاعًا عن النفس». حتى الآن، أرسل صمت الغرب المتكرر وانتهاك قرارات الأمم المتحدة رسالة واضحة لـ"إسرائيل": «تصرفي بحصانة تامة!»، ومع ذلك، فإن ضغط الرأي العام العالمي والوثائق الحقوقية الموثقة قد تفتح آفاقًا لمحاكمة مجرمي الحرب، إن مستقبل أطفال غزة لا تحدده القنابل، بل تحدده ضمائر العالم الحية.