الوقت- ناقشت صحيفة هآرتس في تقرير تحليلي المكاسب الصغيرة التي حققها الجيش الإسرائيلي من الغزو البري لجنوب لبنان، وأكدت أنه على الرغم من النجاح في تدمير البنية التحتية للبنان، إلا أنه من غير الممكن تحقيق أحد أهم أهداف الحرب، والذي هو طمأنة سكان المستوطنات الصهيونية في الشمال، حيث إن العودة إلى هذه المستوطنات غير متاحة بعد، وهذا العمل لن يتحقق في يوم أو يومين.
بعد مرور عام وشهرين على بدء الحرب، يبذل الجيش الإسرائيلي الآن قصارى جهده لاستعادة ثقة المستوطنين المفقودة وإقناعهم بالعودة إلى مستوطناتهم، لكن لإثبات هذه القضية، لا يعرض سوى الدمار الذي أحدثه في قرى جنوب لبنان، لكن عندما نجلس مع المستوطنين يسألون عن الموعد الذي يمكنهم العودة فيه.
ونقلت صحيفة هآرتس عن العميد شاي كلابر، قائد الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي، قوله: إن انعدام الثقة هذا بدأ في قطاع غزة في الـ7 من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).
وأكد أن الأمر الأهم بالنسبة للمستوطنين الإسرائيليين، استعادة الثقة التي لا بد أنها تضررت بشدة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ولا أعرف متى سيعود المستوطنون إلى مستوطناتهم، لكن بالتأكيد إعادة بناء الثقة لا تتم في يوم أو يومين.
وبعد ذلك تتحدث وسائل الإعلام العبرية عن الأضرار التي لحقت بإحدى قرى جنوب لبنان وتكتب في هذا الصدد: في الأيام العادية يبلغ عدد سكان قرية كفر مسكرة حوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا الرقم يتضاعف في الصيف، فمنذ أيام كنا في طريقنا إلى القرية عندما شاهدنا آثار القرية، حيث لم يبق من هذه القرية أي شيء تقريبًا، ويمكن القول إنه لا يوجد منزل سليم يمكن سكنه في هذه القرية، ومن بين أنقاض المنازل يمكنك أن ترى سيارات سحقتها الدبابات الإسرائيلية، وأعمدة كهرباء سقطت على الأرض على طول الطريق، ومياه الصرف الصحي تتدفق في الشارع والرائحة الكريهة تنبعث منه، هذا الطريق الذي لا يوجد فيه أي شيء، ولم نلتق بسكان هذه القرية، فقد تم نقلهم إلى بيروت وصور وصيدا خلال الحرب، وحتى اليوم لا يسمح لهم الجيش الإسرائيلي بالعودة.
ومع ذلك، لا يمكن السير في هذه المنطقة دون وجود القوات العسكرية، وقد رافقتنا عدة مدرعات وعدة ناقلات جند للوصول إلى بنت جبيل، وقد لفتت الكهرباء انتباهنا، ولا تزال صور قادة حزب الله تظهر على الساحة على جدران هذه المنطقة، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى استخدام 3 ألوية احترازية للاستيلاء على هذه المدينة، وهذا يشير إلى حرب قاسية، وكان من الرائع أن يحدث ذلك.
وفي النهاية، يؤكد الكاتب، أنه على الرغم من كل الدمار الذي أحدثناه في هذه المناطق، إلا أننا لا يمكن أن نغفل أبداً عن العظمة التي حققها حزب الله في هذه الحرب، فقد مرت بسهولة، فقد تمكن حزب الله من إفراغ الشمال (فلسطين المحتلة)، ويستمر هذا الوضع على نفس المنوال، كما يعترف كلابر ويؤكد على هذه القضية، وهي أن الشمال (فلسطين المحتلة) ظل خاليا منذ عام و3 أشهر، وهو بالتأكيد إنجاز لحزب الله ويجب أن نكون مسؤولين عنه.
