الوقت- ناقش السياسي الصهيوني أورييل لين التوترات الحالية بين إيران والكيان الصهيوني في تقرير، وأشار إلى أن الدخول في صراع مباشر وواسع النطاق مع إيران سيكون خطأ تاريخياً ويجب على الحكومة الصهيونية ألا تسمح بمثل هذا الأمر أن يحدث.
وكتب هذا السياسي الصهيوني: "آمل بشدة أنه على الرغم من رضا "إسرائيل" عن مهاجمة أهداف في إيران، فإن جزءًا كبيرًا من الشعب الإسرائيلي سيدرك أن المصلحة الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، على المدى المتوسط والطويل، هي تقليل مستوى المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران، لا ينبغي لنا أن نرى أنفسنا في وضع مثالي، فالمعركة في قطاع غزة مستمرة، وما زال الجنود الشباب يُقتلون، وما زال بعض الإسرائيليين أسرى لدى حماس، وليس هناك أفق واضح للحرب المقبلة، الوضع ليس أفضل على الجبهة الشمالية أيضًا، الصراع مستمر ونحن مستمرون في تقديم التضحيات، لقد تضررت سيادة "إسرائيل" بشدة لأن قسماً كبيراً من سكان الشمال لا يستطيعون العودة إلى منازلهم، لقد أصبح قصف حزب الله بالصواريخ والطائرات من دون طيار في شمال "إسرائيل" وحتى في وسطها أمرًا طبيعيًا".
وأضاف: "أهداف حربنا واضحة للغاية: إطلاق سراح الأسرى، وإنهاء القتال في غزة، وإقامة بنية تحتية إدارية في قطاع غزة من دون حماس، وعودة مهجري الشمال إلى منازلهم بضمان حقوقهم، ولكن ماذا نفعل؟ نحن نعمل على توسيع تعقيد جبهة القتال وندخل إيران حرفياً في مواجهة مباشرة معنا"، ولفت هذا السياسي الصهيوني إلى أن إدخال إيران إلى مواجهة مباشرة ومكثفة سيكون خطأ تاريخياً.
وأضاف قائلا: "بررت إسرائيل أن إيران استهدفت أراضينا بشكل مباشر من أراضيها ويجب علينا الرد، ولكن الحقيقة يجب أن تقال: "إسرائيل" هي التي استفزت إيران لتنفيذ هذه الهجمات، وأظهرت إيران أنها لا تريد الدخول في حرب مع إيران، إن أصحاب فكرة أن اغتيال الناس في صفوف العدو هو الطريق الصحيح لخوض الحرب، لا يأخذون لحظة في إدراك أننا لا نستطيع اغتيال من نريد، أينما نريد".
وأشار إلى أن اغتيال الجنرال الإيراني في دمشق في نيسان/أبريل الماضي واغتيال إسماعيل هنية في طهران عندما كان ضيفا على الإيرانيين، أجبر إيران على الرد، وإذا لم تفعل ذلك فسترى في أعين مواطنيه وفي نظر العالم بأنها دولة ضعيفة غير قادرة على حماية شعبها أو ضيوفها، ومن المؤكد أن إيران ليست قادرة على القبول بأمر كهذا، وآمل أن يكون أصحاب القرار الذين أمروا بهاتين العمليتين قد فكروا بالفعل في عواقب أفعالهم.
وأضاف: "إن إنجازات الهجوم الإسرائيلي على إيران هي إنجازات مؤقتة، ومن الممكن إصلاح كل الأضرار وإعادة بنائها، وسوف تدفع غاراتنا الجوية القوات الإيرانية إلى بناء أنظمة دفاع أقوى، كما حدث في مصر بعد حرب الأيام الستة. ولا ينبغي لنا أن نكون سعداء لأننا دخلنا في دائرة التوتر.
إن جر إيران إلى صراع مباشر وشديد وتوسيع جبهة الصراعات الحالية سيكون خطأ تاريخيا، إن حديث رئيس الوزراء في الكنيست عن مدى خطورة الأضرار التي لحقت بالمنشآت العسكرية في إيران هو خطأ استراتيجي. كل النيران التي أطلقناها على إيران كان ينبغي أن تمطر على حزب الله، لأن حزب الله هو الذي ضرب سيادة "إسرائيل" في الشمال، ومن واجب المجلس السياسي الأمني أن يجد طريقة لتهدئة المواجهة المباشرة مع إيران وعدم تصعيدها وإلا فإن قدرتنا وإمكاناتنا على تحقيق الأهداف الحقيقية للحرب الحالية في غزة ولبنان ستتضرر.
إيران تتوعد "إسرائيل" وأمريكا
توعدت إيران قبل عدة أيام ما سمتها "جبهة الشر" برد قاس على الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، في حين دعا وزير إسرائيلي إلى ضربة استباقية تشمل استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي: إن المقاومة في المنطقة لديها اليد العليا، وإن طهران والمقاومة ستجهزان أنفسهما بكل ما هو ضروري لمواجهة العدو.
وأضاف: "تعلمنا كيف نكبد عدونا الضربات القاصمة وأن نقف بوجه القوى الشيطانية ونصمد أمامها"، متابعا "سنلحق الهزيمة بالعدو وسيتم إثبات هذا الأمر في الساحات وسننفذ كل ما نقوله".
وحذر سلامي "إسرائيل" والولايات المتحدة من أن المقاومة الإسلامية في المنطقة ستوجه ردا قاسيا لما سماها جبهة الشر كما قال القائد العسكري الإيراني: إن أمريكا فشلت في كسر شوكة الشعب الإيراني من خلال فرض العقوبات عليه، مضيفا: إن "واشنطن استخدمت كل أدواتها للانتصار على الشعب الإيراني لكنها هزمت"، وانتقد سلامي السياسات الأمريكية، قائلا: إن واشنطن تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في حين أنها مصدر الفوضى السياسية والحروب في العالم.
وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني قال يوم أمس: إن الرد الإيراني على "إسرائيل" أمر حتمي وسيكون حاسما وقويا ومدروسا وأبعد مما يتصوره العدو. و
أكد نائیني، أن ايران ستستخدم عنصر المفاجأة في عملياتها ضد الصهاينة، فيما بين أن الكيان لن يستطيع استقراء تصرفات إيران، وقال نائيني في بيان له: إن "الكيان الصهيوني متأكد من أن إيران سترد على العمليات العسكرية وبنفس المستوى بالضبط وهذا ما تريده حكومة نتنياهو"، لافتاً إلى أن "عملية الوعد الصادق أثبتت بأن ايران ليست مستعدة للعب بالمستوى الذي يتوقعه الصهاينة".
وأشار إلى أن "إيران قادرة على تغيير نظرة العدو بما يتماشى مع استراتيجية طهران في تأديب ومعاقبة المتطاولين على الأمن القومي الايراني، والحقيقة أن عملية الوعد الصادق 2 كانت بداية لمسار مفاجأة الصهاينة".
وبين نائيني أن "ايران ستستخدم عنصر المفاجأة في عملياتها ضد الصهاينة، وستظهر أن الكيان لن يستطيع استقراء تصرفات إيران"، مشيراً إلى أن "عملية الوعد الصادق أظهرت أنه على الرغم من امتلاك الكيان المحتل مختلف التقنيات والأسلحة وافتخاره بدرعه الدفاعي وحلفائه، إلا أنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية".
وأضاف إن "الأمر الأهم في الخطأ الحسابي لديهم هو أن الكيان الصهيوني يعتقد أن إيران تخشى المواجهة المباشرة والحرب العسكرية وستترك موضوع الهجمات الأخيرة دون رد"، موضحاً أن "لدى الصهاينة افتراض خاطئ بأن الشعب الإيراني سئم المقاومة وأن الرأي العام في إيران لا يرحب بالحرب مع الكيان، وإن طريقة تفكير النظام الصهيوني هذه سببها التواصل مع وسائل الإعلام المعارضة في الخارج وأصحاب المشاريع التخريبية، وهذا بالتأكيد أحد الأمثلة على سوء تقديرات الكيان الصهيوني".
وتابع: إن "عمليات الوعد الصادق الأولى والثانية التي قامت بها إيران كشفت وبشكل واضح أن إيران لا تخشى المواجهة المباشرة أو الرد العسكري على العدوان الصهيوني، وفي الوقت نفسه تؤكد أنها ستستخدم قوتها العسكرية ومعداتها بشكل جيد لمعاقبة المعتدي".