الوقت - تعيش العاصمة الهولندية على صفيح ساخن منذ ليلة يوم الخميس الـ7 من نوفمبر 2024، بعدما أثار مشجعو فريق “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي لكرة القدم، فوضى وأعمال تخريب في العاصمة الهولندية عقب المباراة التي جمعت فريقهم مع “نادي أياكس أمستردام” الهولندي ضمن الدوري الأوروبي، بعد هزيمة قاسية.
أدى قيام مشجعين متطرفين لفريق كرة قدم صهيوني في مباراة أقيمت في أمستردام بهولندا وترديد شعارات ضد الشعب الفلسطيني وإحراق العلم الفلسطيني، إلى ردود فعل وصراع بين أنصار فلسطين.
واشتدت هذه الاشتباكات بعد أن أهان المتفرجون الإسرائيليون العلم الفلسطيني ورددوا شعارات ضد الأطفال الفلسطينيين وغزة وحاول الإسرائيليون إنزال هذا العلم من أعلى أحد المباني، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 5 مشجعين أصيبوا إثر الإشكال في العاصمة الهولندية أمستردام بعد انتهاء مباراة كرة القدم.
وأرسلت حكومة بنيامين نتنياهو طائرات لإجلاء الصهاينة الذين يعيشون في هولندا.
وأعرب العديد من النشطاء في هولندا عن غضبهم من وجود الفريق الإسرائيلي في العاصمة، بسبب حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في غزة، والعدوان على لبنان.
فقد أثارت الهجمات العنيفة التي شنها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة في العام الماضي احتجاجات من مواطني معظم الدول الغربية.
وطالب العديد من المتظاهرين في الدول الغربية، بما في ذلك هولندا، حكوماتهم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني احتجاجًا على أعمال العنف هذه.
ونقلت وسائل إعلام هولندية عن مسؤولة في الشرطة قولها إن الشرطة تعمل على التعرف على المنخرطين في تلك الأعمال رغم أن العملية معقدة وتتطلب وقتا طويلا.
وأضافت المسؤولة: إن الشرطة مصممة على معرفة هويات الأشخاص الذين ظهروا في هذه الفيديوهات وقد شكلت فريقا خاصا لجمع الأدلة من كاميرات المراقبة في المدينة وسواها.
ومن جهة أخرى، قال وزير العدل الهولندي دافيد فان فيل، في رسالة إلى البرلمان: إن الحكومة تجري تحقيقا في احتمالية ورود إشارات تحذيرية من "إسرائيل" لم يتم الانتباه إليها تتعلق بالأحداث التي أدت إلى اعتداءات على مشجعي كرة قدم إسرائيليين الأسبوع الماضي.
وأوقفت الشرطة الهولندية 57 شخصا على خلفية توترات وأعمال شغب بالعاصمة أمستردام فجرتها هتافات عنصرية لمشجعي فريق "مكابي تل أبيب" لكرة القدم ضد العرب خلال لقائه يوم الخميس ضد أياكس الهولندي.
وذكرت الشرطة أن توقيف الأشخاص جاء بتهم "حيازة واستخدام الألعاب النارية والإخلال بالنظام العام"، وفقا لمراسل الأناضول.
وبعد المباراة التي انتهت بنتيجة 5-0 لمصلحة أياكس، وقعت توترات فجرتها هتافات عنصرية ونابية أطلقها مشجعو "مكابي تل أبيب" ضد فلسطين والعرب، وفوضى وتخريب واعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه بأمستردام.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة، بأن توترا تصاعد بين مشجعي "مكابي تل أبيب" ومتضامنين مع فلسطين بعد أن قام مشجعو الفريق الإسرائيلي بإنزال العلم الفلسطيني من على إحدى المباني وتمزيقه واستفزاز سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي.
فيما أظهرت مقاطع مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي قيام عدد كبير من المشجعين الإسرائيليين بترديد شعارات معادية للعرب وفلسطين.
وقبل انطلاق المباراة، أظهرت مقاطع مصورة أخرى استفزاز المشجعين الإسرائيليين، الجماهير الهولندية بالمدرجات، برفضهم الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، بل أشعلوا الألعاب النارية خلال الدقيقة وبقية الجماهير صامتة.
فيما اعتبر ناشطون هذا السلوك ردا على موقف إسبانيا المعترف بدولة فلسطين والمندد بالإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة والرافض لبيع وشراء الأسلحة مع "إسرائيل".
وأظهرت مشاهد أخرى مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، ترديد عبارة: "لا توجد مدرسة في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال"، في هتافات جماهير النادي الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، طالبت رئيسة الدائرة القانونية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، كاترينا بيجيتلوفيك، في بيان على منصة "إكس"، باستبعاد الفرق الإسرائيلية من البطولات الأوروبية.
وأضافت بيجيتلوفيك: "كانت حادثة أمستردام متوقعة وكان بالإمكان تفاديها".
وأردفت: "حذر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مارس/آذار من هذا العام الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) من أن السلامة والأمن لا يمكن ضمانهما لأي شخص يدخل أو يخرج من الملاعب التي تشارك فيها الفرق الإسرائيلية".
وأصيب 10 إسرائيليين خلال هجوم من قبل مؤيدين للقضية الفلسطينية، جاء ردا على قيام مشجعي فريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي لكرة القدم بفوضى وأعمال تخريب وتمزيق أعلام فلسطينية بأمستردام.
وقالت الشرطة يوم السبت: إن 4 أشخاص ما زالوا قيد الاحتجاز من إجمالي 63 شخصا تم القبض عليهم في البداية.
وقال فان فيل، النيابة العامة أكدت أنها تهدف إلى تطبيق العدالة السريعة قدر الإمكان، مضيفا: إن الأولوية المطلقة هي تحديد هوية كل مشتبه به.
فيما أدانت وزارةُ الخارجية الفلسطينية الاعتداءَ على رمزية العلم الفلسطيني والهتافات الإسرائيلية المعادية للعرب خلال أحداث يوم الخميس بأمستردام، داعية السلطات الهولندية للتحقيق مع مثيري الشغب.
وجاء في بيان للخارجية الفلسطينية على منصة "إكس": "تدين وزارةُ الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين الهتافاتِ المعاديةَ للعرب، والأعمال الهمجية التي قام بها جمهور من المشجعين المُبتَعثين المناصرين لأحد أندية كرة القدم العنصرية الإسرائيلية في العاصمة الهولندية أمستردام على مدار ثلاثة أيام متواصلة، والتي تضمّنت الاعتداء على رمزية العلم الفلسطيني وإنزاله عن بعض الأماكن التي ترمز إلى دعم الحقّ الفلسطيني في وجه جرائم الاحتلال والإبادة المستمرة في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "تدعو وزارةُ خارجية دولة فلسطين حكومةَ هولندا إلى التحقيق مع مثيري الشغب، وحماية الفلسطينيين والعرب في هولندا من هؤلاء المستوطنين، والجنود الإسرائيليين الذين ذهبوا إلى هولندا لنقل أفكارهم العنصرية وجرائمهم للعواصم الأوروبية، مشددة على رفضها للعنف بكل أشكاله".
وحذرت الوزارة في بيانها "من تصاعد الفكر والممارسات العنصرية التي تحاول تمريرها هذه المجموعات العنصرية؛ وهو ما يشكل عداء للهوية والرمزية الفلسطينية.