الوقت- أعلنت كوريا الشمالية للتو أنها اختبرت صاروخًا باليستيًا جديدًا عابرًا للقارات، وهو أقوى صاروخ في العالم، وقدمت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الصاروخ باسم هواسونغ-19 ووصفته بأنه "أقوى صاروخ استراتيجي في العالم" و"نظام أسلحة كامل".
ويقال في هذا التقرير أيضًا: إن "كيم جونغ أون" راقب عن كثب إطلاق هذا الصاروخ ووصفه بأنه تعبير عن تصميم كوريا الشمالية على الرد على التهديدات الخارجية ضد أمن كوريا الشمالية.
وقال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني أيضًا: إن الصاروخ، الذي سقط على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب جزيرة أوكوشيري اليابانية بالقرب من منطقة هوكايدو في شمال البلاد، كان أطول اختبار صاروخي أجرته بيونغ يانغ في الماضي.
المواصفات الفنية للصاروخ الجديد لكوريا الشمالية
إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى من مسافات طويلة يعني إطلاق الصاروخ عموديًا، وتتيح طريقة الإطلاق هذه إطلاق الصاروخ على ارتفاع عالٍ جدًا ثم الهبوط على مسافة أفقية قصيرة من موقع الإطلاق، ويقال إن مثل هذه الإطلاقات تسمح لبيونغ يانغ باختبار هذا النوع من الصواريخ لفهم التحديات التي ستواجهها بشكل أفضل عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.
وفقًا للخبراء الأمريكيين الذين تحدثوا إلى ABC News، استنادًا إلى لون وشكل لهب العادم الذي شوهد في صور وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية وقت الإطلاق، فإن الصاروخ الذي تم إطلاقه استخدم وقودًا صلبًا تم تحميله مسبقًا، وهذا الوقود يجعل الأسلحة المطلقة أكثر مرونة وأصعب في اكتشافها من الصواريخ التي تستخدم الوقود الدفعي السائل.
ويعتقد لي سانجمين، الخبير في المعهد الكوري الجنوبي للتحليل الدفاعي، أنه مع زيادة حجم منصات الإطلاق، ستقل قدرتها على الحركة.
ويعتقد تشانغ يونغ كيون، خبير الصواريخ في معهد سيول للأبحاث، أن طول صاروخ هواسونغ-19 لا يقل عن 28 مترًا (92 قدمًا)، على الرغم من أن النماذج الأمريكية والروسية المتقدمة يبلغ طولها أقل من 20 مترًا (66 قدمًا)، وحسب الخبير، فإن حجم الصاروخ الكبير لكوريا الشمالية ربما ساعد مسؤولي المخابرات الكورية الجنوبية على اكتشاف إطلاقه قبل أن يصبح جاهزا للعمل.
وقال "لي إيلو" الخبير في شبكة الدفاع الكورية الجنوبية لرويترز: إن كوريا الشمالية ربما تكون قد صنعت صاروخا أكبر لحمل رؤوس حربية أكبر وأكثر تدميرا أو رؤوس حربية متعددة، وقال الخبير إنه إذا كان الأمر كذلك، فقد تستخدم كوريا الشمالية الوقود الدفعي السائل لأنه يوفر قوة دفع أعلى من الوقود الصلب، ويمكن تخزين بعض الوقود السائل في الصواريخ لأسابيع قبل إطلاقه، وقال لي أيضًا إن كوريا الشمالية ربما تكون قد وضعت رأسًا حربيًا وهميًا فارغًا على صاروخ هواسونج-19 لتعزيزه واختبار مدى الصاروخ.
الوضع الحالي للقدرات الصاروخية لكوريا الشمالية
وفي السنوات الأخيرة، أعلنت كوريا الشمالية عن تقدم مطرد في برنامجها الصاروخي المزود برؤوس نووية، ويعتقد العديد من الخبراء الأجانب، وخاصة في الولايات المتحدة، أن كوريا الشمالية ربما تمتلك صواريخ يمكنها شن هجمات نووية على كامل أراضي كوريا الجنوبية، لكن كوريا الشمالية لا تزال تمتلك صواريخ نووية يمكنها استهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وحسب الخبراء، تواجه كوريا الشمالية بعض العقبات الفنية لتطوير برنامجها الصاروخي والتي يجب عليها التغلب عليها، ومن هذه العقبات الفنية: التأكد من بقاء الرؤوس الحربية لصواريخ الإطلاق سليمة ضد الحرارة والضغط عند عودتها إلى الغلاف الجوي، وكذلك من الضروري تحديث أنظمة التوجيه الصاروخي لتكون قادرة على استخدام رؤوس حربية متعددة على صاروخ واحد لهزيمة أنظمة الدفاع.
وباعتبار أن الصواريخ الباليستية تخرج من الغلاف الجوي للأرض عند إطلاقها وتعود بها إلى الغلاف الجوي قبل إصابة الهدف على الأرض، فإن الحصول على تقنية عودة الصواريخ الباليستية إلى الأجواء هو أهم هدف لكوريا الشمالية في تطوير قوة صاروخها.
وذكرت الإذاعة الوطنية الأمريكية أن كوريا الشمالية ركزت فقط على زيادة مداها فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM)، وأن تقنية إعادة هذه الصواريخ إلى الأرض بعد خروجها من الغلاف الجوي لم تكتمل بعد بالنسبة لكوريا الشمالية.
رسالة بيونغ يانغ السياسية
ومن ناحية أخرى، يبدو أن إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي الأخير يحمل أيضًا رسائل سياسية:
رسالة إلى واشنطن: إن إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي الأخير هو الأول للبلاد منذ ما يقرب من عام، وهو مصمم إلى حد كبير لجذب انتباه أمريكا قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، ويبدو الأمر كما لو أن بيونج يانج تعتزم إظهار أنه حتى مع تغير الحكومة في أمريكا، فإن سياسات كوريا الشمالية ستظل كما هي.
الرد على التحذيرات بشأن أوكرانيا: من ناحية أخرى، رافق نشر الأخبار حول نشر قوات عسكرية كورية شمالية في أوكرانيا إدانة الدول الغربية والأوروبية، وفي هذه الأثناء قد يعتقد المسؤولون الكوريون الشماليون أن ذلك من الضروري لإظهار ضبط النفس في مواجهة هذه التهديدات، كما أكدت كوريا الشمالية مرارا وتكرارا أنها ستقف إلى جانب روسيا.
مخاوف أوروبا: يجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن كوريا الجنوبية واليابان حاليًا تشعران بقلق بالغ بشأن تغيير الحكومة في البيت الأبيض وإمكانية أن يصبح ترامب فعالاً في جعل الحكومة اليابانية تفكر في التعاون الدفاعي والأمني مع الاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات، فإن ظلال عودة ترامب إلى البيت الأبيض والعلاقات الوثيقة المحتملة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية قد أرعبت بالفعل الأوروبيين ودول شرق آسيا، كما أن إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي الأخير سيضاعف هذا الخوف لدى الأوروبيين ودول شرق آسيا.