الوقت- اعترف البروفيسور دان بن دافيد، الخبير في القضايا الاقتصادية، في حديث مع زيمان يسرائيل، وقال: "أمام إسرائيل 4 سنوات كحد أقصى لإنقاذ نفسها من الانهيار"، ونقلت وسائل الإعلام العبرية هذه عن أحد الخبراء قوله: "إن حقيقة أن إسرائيل تمر حاليا بأخطر الأزمات على هويتها الاجتماعية والتاريخية وهذا ليس أمرا خفيا"، وأشار أيضًا إلى أنه على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة فيما يتعلق بعدد الهجرات العكسية، فمن الواضح أن هذه العملية اكتسبت سرعة كبيرة في العام الماضي.
ورغم أن حجم الهجرة والهجرة العكسية أصبحا مرحلة للثنائية السياسية، إلا أنه على أي حال فإن استياء الأجيال القادمة (الأحفاد) والجهود المبذولة للحد من تأثير أفكارهم، أدى إلى الادعاء بأن هذه العملية أدت إلى إلى تقوية "إسرائيل"، وأضاف هذا الأستاذ الإسرائيلي: "المسألة لا تتعلق بالخلافات المستمرة بين اليمين واليسار والمتشددين والعلمانيين، لكن الحديث اليوم يدور حول استمرار بقاء هذه الحكومة".
وحسب زيمان يسرائيل، فإن البروفيسور بن دافيد، الخبير الاقتصادي الذي أجرى منذ عام 1999 دراسات موسعة حول تأثير السياسات الرسمية على حياة الأجيال القادمة، يحذر من المخاطر الحيوية التي تسببها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في "إسرائيل".
وشدد هذا الخبير الذي تولى رئاسة معهد البحوث للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (RAT) في السنوات الأخيرة، على تشغيل جميع أضواء التحذير المتعلقة بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وقال لوسائل الإعلام إنه كان يحذر من هذه المشاكل منذ فترة طويلة منذ ما يقارب من 30 عاما، ولكن تحذيراته لم تأت بأي ثمار.
وأضاف في هذا السياق: "لقد وصلنا إلى وضع لم يبق لنا فيه الكثير من الوقت، شهدنا في العام ونصف العام الماضيين أسوأ وضع مر به تاريخ إسرائيل، لقد تقلصت الرموز عند كثير من الناس، وإذا لم نتمكن من حل هذه المشاكل فإنها ستصبح خطراً حيوياً على إسرائيل"، وقال هذا الخبير الإسرائيلي في جزء آخر من حديثه: "اليوم نقوم بأشياء لم يتم القيام بها في أي مكان آخر في العالم، فنحن نقصف مناطق بالصواريخ، ونفجر أجهزة النداء، وهي أعمال ربما تمت قبل سنوات قليلة أو حتى قبل بضعة أشهر، فعلنا ما كان مستحيلاً، لكننا لا نعرف بالضبط ما الذي نهدف إليه".
وادعى أن هذه المشاكل ستستمر في معاناة "إسرائيل" خلال العشرين إلى الثلاثين سنة القادمة، ويجب علينا تنشئة جيل قادر على التفاعل مع هذه التحديات، وحذر من الهجرة العكسية للصهاينة، وقال: "عندما تتركه نخب المجتمع من الأطباء والمهندسين وناشطي قطاع تكنولوجيا المعلومات، يزداد الضغط على المجتمع وهذا في حد ذاته يشجع بقية المجتمع على المغادرة، رغم أنهم غير قادرين على الهجرة بسهولة مثل النخبة، لكنهم سيفعلون ذلك على أي حال".
وأكد هذا الخبير الصهيوني بالقول: "إننا على وشك الانهيار، وهذه العملية بدأت منذ فترة طويلة، ولكن في الفترة الأخيرة ازداد زخمها، وكانت قيمة العملة تنخفض لسنوات عديدة، ولكن هذا لم يحدث، إلا في البنك المركزي ووزارة المالية، وفضل الناس قبول التفسيرات الرسمية عما رأيناه من تراجع حاد عما كان عليه قبل عام ونصف"، وأكد في جزء آخر من هذا الحديث أن لدينا وقت قصير لإجراء تغييرات، ربما في السنتين أو الثلاث أو الأربع سنوات القادمة، يجب إجراء هذه التغييرات.
اقتصاد "إسرائيل" ينهار
أعلنت صحيفة زيمان إسرائيل، النسخة العبرية لتايمز أوف إسرائيل، في مذكرة نشرتها على موقعها على الإنترنت مساء الإثنين، أن عمليات القتل والإرهاب (التي بدأتها إسرائيل) دفعت الاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الانهيار.
عيران هيلدسهايم، محلل في الدائرة الاقتصادية أكد لإحدى وسائل الإعلام أن استمرار هذه العملية يمكن أن يتسبب في خسائر لا يمكن تعويضها للاقتصاد الإسرائيلي وليس من قبيل الصدفة أن تحذر أكبر وكالة تصنيف ائتماني في العالم من الأوضاع السيئة لـ"إسرائيل".
وفي هذا التحليل، حذرت وكالة التصنيف الائتماني “ستاندارد آند بورز” التي عادة ما تكون حذرة للغاية في تقييماتها، الخميس الماضي من احتمال نشوب صراع مع "إسرائيل"، وحذرت المستثمرين حول تزايد مخاطر الاستثمار في "إسرائيل"، أحد أسباب هذا التقييم من قبل الوكالة المذكورة هو القلق من التراجع من الأنشطة التجارية في الاقتصاد الإسرائيلي، ولعل هذا هو التحذير الأخير قبل خفض مستوى الائتمان لـ"إسرائيل" مرة أخرى، في حين صدر تحذير مماثل في نيسان/أبريل الماضي.
ويرد في جزء آخر من هذا التحليل أن انعكاس هذه المخاوف يمكن رؤيته في انخفاض سعر الشيكل، الذي يرتبط بشكل مباشر بالانفلات الأمني الذي ارتبط بحاكم "إسرائيل"، على نحو ما بعد الاغتيالات، وفي بيروت وطهران، شهدنا انخفاضًا بنسبة 4.5% في قيمة الشيكل مقابل العملات الدولية.
هآرتس: نتنياهو قاد "إسرائيل" إلى نفق مظلم
برأي كاتب هذه المذكرة، على الرغم من أن الاقتصاد الإسرائيلي قد أظهر مراراً وتكراراً كيفية تفاعله مع هذه الاضطرابات… لكن أخباراً سيئة لعدم وجود أي نوع من الإستراتيجية الحقيقية أو السياسة الواضحة وأيضاً غياب أي نوع من الأفق يظهر أن هذه القضايا سيتم حلها على المدى القصير، وفي الوقت نفسه اليقين بالمشاكل التي ستواجهها الشركات الناشطة في الاقتصاد الإسرائيلي مع مرور الوقت والتركيز الإعلامي الواضح على العسكريين.
أسباب الصراعات السياسية: لقد تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير بها، ما جعل تقلبات الشيكل أسهل بكثير، وهناك الكثير من المخاطر التي تهدد "إسرائيل" اليوم، ومن أكبرها احتمال نشوب حرب كبيرة ومباشرة مع إيران فالمخاطر التي أثرت بشدة على اقتصاد "إسرائيل"، ربما تكون أحد المعايير التي استندت إليها وكالة موديز للتصنيف الائتماني في فبراير الماضي بتخفيض تصنيف "إسرائيل" من A1 إلى A2، وقد تسبب هذا القلق في توقعات سلبية لاقتصاد "إسرائيل" وأدى إلى خفض آخر لتصنيف "إسرائيل"، والذي سيكون مؤكدًا إذا تم فتح الجبهة الشمالية.
