الوقت- حاولت قوات الكيان الصهيوني التسلل إلى بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، لكن ذكرى 2006 عادت إليهم من جديد وواجهوا رداً قوياً من حزب الله في غابة حد عيتا، وبالتزامن مع تبادل إطلاق نار كثيف نسبياً من قبل وحدات المدفعية والصواريخ التابعة لجيش الكيان الصهيوني وجبهة المقاومة لحزب الله، نفذ عدد من القوات الصهيونية عملية صباح يوم الاثنين الماضي ال 29 من آب/أغسطس من الحدود الشمالية للأراضي المحتلة للتوغل في جنوب لبنان.
وحسب عدد من المصادر الاخبارية، فقد أشار مصدر ميداني يتابع تطورات الأحداث في جنوب لبنان عن كثب، إلى تفاصيل العمليات العسكرية الصهيونية، وقال: "عناصر الكيان الصهيوني كانوا يحاولون دخول بلدة عيتا الحدودية من المحور الشمالي للبلدة المحتلة، شتولا وشرق قاعدة الشعب العسكرية في جنوب لبنان".
وذكر هذا المصدر الميداني أن مقاتلي حزب الله المتمركزين في المنطقة كانوا في حالة استنفار وقاموا برصد تحركات الجنود الصهاينة عند نقطة الصفر الحدودية في الوقت المناسب، مضيفاً: "إن قوات المقاومة نجحت في دحر قوات جيش الكيان الصهيوني في المنطقة، محور غابة حدب عيتا في الضاحية لتحديد جنوب بلدة عيتا الشعب".
وأوضح أن المقاومين سارعوا إلى تقديم الإحداثيات الدقيقة لوحدة المدفعية، وأضاف: تم استهداف جنود الصهاينة بالصواريخ وقذائف الهاون في هذا المحور، وقد قتل خلال هذه العملية عدد منهم وأصيب عدد آخر، ولم يعلن هذا المصدر الميداني العدد الدقيق للقتلى والجرحى الصهاينة بسبب الظلام وقال: "إن جنوداً صهاينة آخرين نجوا من نيران وحدة المدفعية تراجعوا عن المنطقة وتوجهوا بمحاذاة شمال الأراضي المحتلة".
وأشار هذا المصدر الميداني إلى أهمية هذه المنطقة الحدودية (أطراف مستوطنة عيتا الشعب) وقال: "لدى الكيان الصهيوني عدد من القواعد المهمة في هذه المنطقة الحساسة (راميه، شتولا، الآزوريت، بي راني) وهذا المحور هو الطريق الاستراتيجي لطريق نهاريا- بينا المتصل وهذه المشكلة زادت من أهميته".
وحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فإن الكيان الصهيوني حاول من خلال تنفيذ هذه العملية تقييم مستوى جاهزية مقاتلي المقاومة في المناطق الحدودية في الخطوة الأولى، لأنه كان قلقاً جداً من الرد المحتمل والوشيك من حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر.
وحسب هذا المصدر الميداني، فإن الصهاينة حاولوا خلال الهجوم الذي نفذ في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين الماضي الدخول إلى الحدود الجنوبية للبنان في حالة وجود ثغرة أمنية وجعل بلدة عيتا الشعب غير آمنة من أجل فتح الطريق لكسب النقاط، لكنهم فشلوا ولم يحققوا أي نتيجة.
وتقع بلدة عيتا الشعب في مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان على الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، وتبعد عن الحدود كيلومترا واحدا فقط، ولدى كيان الاحتلال ذكرى مريرة جدا عن هذه المنطقة لأنها تذكر بمحاولة استيلاء الجيش الصهيوني عليها عام 2006.
وحسب هذا التقرير فإن عيتا الشعب هي إحدى البلدات الـ 75 التي حاول الصهاينة احتلالها في حرب 2006، إلا أنهم واجهوا مقاومة السكان ومقاتلي حزب الله وتعرضوا لهزيمة قاسية، حيث سقط أكثر من 100 قتيل وجريح، وقد أصيبوا وانسحبوا من المنطقة بعد 12 يوما من القتال العنيف.
40 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الأحد، أكثر من 40 غارة إسرائيلية استهدفت مناطق بجنوب لبنان في أعنف هجوم منذ بدء المواجهات في ال 8 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وشنت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 40 غارة بشكل متزامن نحو 17 منطقة وبلدة في جنوب لبنان، وذكر أن سيارات الإسعاف هرعت إلى بعض الأماكن المستهدفة، وفي المقابل، أفاد شهود عيان بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات الهجومية من الأراضي اللبنانية تجاه "إسرائيل".
وأعلن “حزب الله” اللبناني، قبل عدة أيام، إطلاق 320 صاروخا تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي فيه فؤاد شكر، وقال الحزب، في بيان، إنه “بعون الله تعالى لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل” من الرد على اغتيال شكر، وأضاف: “المرحلة الأولى كانت مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان الإسرائيلي، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر”.
وتابع: “عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الان تجاوز ال 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو”، وأشار الحزب في بيانه إلى استهداف 11 موقعا إسرائيليا عسكريا هي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، ونفح، ويردن، وعين زي تيم، وثكنات كيلع، ويو أف، وراموت نفتالي، ومربضي نافي زيف، والزاعورة، وجميعها في شمال "إسرائيل"، فيما أعلن “حزب الله” اللبناني، بدء المرحلة الأولى من الرد على اغتيال شكر، نهاية يوليو/ تموز الماضي.
