الوقت- قبل ليلتين أعلن أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في خطاب مهم ومفاجئ، عن أسر ومقتل عدد من جنود جيش الاحتلال في جباليا، وبعد ذلك، أصدر المتحدث باسم الكيان الصهيوني، بطريقة غير معتادة، وبعد حوالي دقيقتين فقط، بيانًا أعلن فيه أنه لم تحدث أي حادثة اختطاف لأي جندي إسرائيلي.
لكن وسائل الإعلام العبرية، ردا على الخبر المفاجئ الذي أعلنه أبو عبيدة، ذكرت أن هذا الحدث غريب واستثنائي للغاية.
وأعلن أبو عبيدة بعد منتصف ليل الأحد أن مقاتلي القسام في مخيم جباليا تمكنوا من جر وحدة خاصة من جيش الاحتلال إلى أحد الأنفاق، واستخدموا في هذا النفق عبوات ناسفة واشتبكوا مع قوات العدو، وخلال هذه الاشتباكات، قتل وأُسر عدد من القوات الصهيونية على يد المقاومة.
ولتأكيد هذا الخبر، اقتصرت القسام على نشر مقطع قصير لجثة أحد الجنود الصهاينة، الذي لم يعرف إن كان حيا أو ميتا.
وهذا يدل على أن المعلومات الكاملة عن هذه العملية المهمة لم يتم نشرها بعد، وأن كتائب القسام تنتظر رد فعل كيان الاحتلال على هذه العملية، لتنشر معلومات حقيقية عن العملية بعد ذلك، الأمر الذي سيسبب خجلا لجيش الاحتلال كما سيكشف كذبه للجميع.
عندما لا تتعلم "إسرائيل" من أخطائها
ورغم أن كتائب القسام لم تنشر بعد التفاصيل الدقيقة للعملية الاستثنائية التي أدت إلى مقتل وأسر عدد من الجنود الصهاينة، وما زال الكيان الصهيوني يحاول إنكارها، إلا أن حدثا مماثلا حدث قبل 10 سنوات، حيث أعلنت كتائب القسام أسر الجندي الصهيوني شاؤول آرون، وهو أول جندي صهيوني تأسره المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006 بعد جلعاد شاليط.
في 20 يوليو 2014، أثناء حرب المقاومة مع الجيش الصهيوني في قطاع غزة، أعلن كيان الاحتلال عن مقتل 11 من جنوده خلال معارك غزة، إلا أن هذا الكيان لم يذكر تفاصيل هذه الحادثة وغيرها من الأضرار التي لحقت بالجيش الصهيوني؛ مع أن الخسائر التي لحقت بالمحتلين في هذه العملية كانت أكبر من ذلك بكثير.
وحينها، قبيل فجر 20 تموز/يوليو، تحدى أبو عبيدة، في خطاب مصور، الكيان الصهيوني أن يكشف عن خسائره الحقيقية في هذه العملية، وإذا أراد أن يكذب بشأن أعداد الضحايا التي تكبدها، فعليه أن يجيب الإسرائيليين عن مصير هذا الجندي (شاؤول آرون).
وفي هذا الفيديو، نشر أبو عبيدة أيضًا الرقم العسكري لشاؤول آرون ليثبت أن هذا الجندي الصهيوني أسير لدى المقاومة.
وكان شاؤول آرون أحد جنود الكيان الصهيوني الذين وصلوا مع جنود آخرين من هذا الكيان إلى حي التفاح شرق قطاع غزة، حيث وقعوا جميعاً في كمين أعدته قوات المقاومة لهم مقدما، ودخل هؤلاء الجنود إلى حقل ألغام أعده المقاومون، وخلال هذه العملية انفجرت الآليات العسكرية للجيش الصهيوني، وقتل خلالها 14 جندياً صهيونياً.
وحينها وفور نشر بيان كتائب القسام حول هذه العملية نفى السفير الصهيوني لدى الأمم المتحدة أسر جنود إسرائيليين في عملية القسام وادعى أن القسام يكذب وأنه لم يتم أسر جنود إسرائيليين.
في غضون ذلك، لم يبد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أي رد فعل، واكتفت وسائل الإعلام الصهيونية بمجرد إعادة نشر بيان كتائب عز الدين القسام بشأن أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول آرون في غزة.
لكن بعد يومين من هذه العملية، يوم الثلاثاء 22 يوليو، وعلى إثر الفضيحة الكبرى للكيان الصهيوني الذي كان يحاول إخفاء الحقيقة، كان على المتحدث باسم الكيان الصهيوني أن يعترف أنه بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت قبل يومين بين القوات الفلسطينية وجنود الاحتلال من لواء جولاني، لم يعرف مصير أحد الجنود، ويعتقد أنه قتل، لكن لم يتم العثور على جثته.
وفي اليوم نفسه، أعلنت القناة العاشرة للكيان الصهيوني أن الرقم العسكري للجندي الإسرائيلي المفقود شاؤول آرون، الذي أعلنته كتائب القسام، صحيح.
وقالت الشبكة الإسرائيلية: إن مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تعرضت لهجوم أدى إلى مقتل شاؤول آرون مع 6 جنود آخرين.
"هدار كولدن" و"أبراهام مانجستو" و"هشام السيد" هم جنود صهاينة آخرون تم أسرهم في هذه العملية مع شاؤول آرون، ومنذ وقت ليس ببعيد نشرت القسام صورهم مرة أخرى.
لكن بعد كلام أبو عبيدة الأخير عن العمليات المهمة لكتائب القسام وأسر وقتل عدد من الجنود الصهاينة، فإن التاريخ يعيد نفسه من جديد، ومن الواضح أن الصهاينة في غاية الحيرة، لكن عليهم أن يردوا على ذلك في الأيام المقبلة، وبعد ذلك علينا أن ننتظر تصريح القسام المهم والجديد، والذي سيكون بالتأكيد مفاجئاً للغاية.
