الوقت - قال الدکتور سعد الله زارعي إن إيران تسعى إلى تجنب الحرب، لكن بعد الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق، فسّر الصهاينة هذه السياسة الإيرانية على أنها ضعف، وأصبحوا متغطرسين بسبب عدم وجود رد واضح وصريح من جانب إيران، ولذلك، قررت طهران معاقبة الکيان الصهيوني بشکل كبير.
إن الهجوم الإيراني جعل الصهاينة يدركون القوة العسكرية الهائلة لإيران، من خلال هجوم واسع النطاق بطائرات دون طيار وصواريخ على الأراضي المحتلة.
خطأ الكيان الصهيوني في الحسابات
وقال هذا الخبير في القضايا الإقليمية عن أنظمة الدفاع الجوي للكيان الصهيوني: إن هذا الکيان لديه أنظمة دفاع جوي متنوعة، كما أن داعميه الغربيين لديهم العديد من أنظمة الدفاع في المنطقة.
وبشكل عام، اعتقد الصهاينة أن هذه الأنظمة الدفاعية يمكن أن تشكل رادعًا لهم، وتمنع الأطراف الأخرى من الدخول في الحرب ضدهم.
وأضاف الدکتور زارعي إن إيران أثبتت من خلال هجوم واسع النطاق على الکيان الصهيوني، أن أياً من هذه الأنظمة غير قادر على تحييد الهجوم الإيراني على الرغم من تكلفتها الباهظة، وكان ينبغي على الکيان الصهيوني أن يدرك أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الهجوم الإيراني.
وتوصلت تل أبيب إلى نتيجة مفادها بأنه إذا دخلت إيران في الصراع، فلن يكون هناك أي عائق في طريق طهران، وعليها أن تفكر كثيراً في مواجهة القوة العسكرية الإيرانية.
كان لديهم فرصة لأسبوعين!
وأوضح الدکتور سعد الله زارعي، أن النقطة الأساسية في عملية الوعد الصادق، هي أنها لم تكن مفاجئةً، في حين أن مبدأ المفاجأة هو النقطة المهمة في كل عملية عسكرية، ولكن هذه العملية استخدمت بشكل عكسي، حيث أعلنت إيران رسمياً أنها ستنتقم لشهداء الهجوم على القسم القنصلي، كما تم التأكيد عليه في رسالة المرشد الأعلى للثورة.
إن الرد على هذه الجريمة تم من الأراضي الإيرانية، وكان أمام الکيان الصهيوني أسبوعان للتفكير في حل ضد العمل العسكري الإيراني، بمساعدة أمريكا وبريطانيا وفرنسا بقواعدهم العسكرية في المنطقة، لكن القيادة العسكرية الإيرانية صممت العملية بطريقة تمكن الطائرات دون طيار والصواريخ من المرور عبر أنظمة الکيان الصهيوني وداعميه.
قيادة العمليات الإعلامية
وقال هذا الخبير في شؤون غرب آسيا، عن دور أمريكا: إن واشنطن أرسلت ثلاث رسائل إلى طهران بين الـ2 من أبريل/نيسان وقبل يومين من عملية الوعد الصادق، وشددت الحكومة الأمريكية في هذه الرسائل على أن واشنطن لا تدعم توسيع نطاق الحرب وانعدام الأمن.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف بأن 10 دول كانت إلى جانب الکيان الإسرائيلي، وأن الولايات المتحدة هي التي تتولى القيادة، والآن بعد أن انتهت العملية، تقود أمريكا عمليات نفسية وإعلامية ضد إيران.
وزاد الأمريكيون عدد الطائرات دون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران ثلاثة أضعاف، ومن ناحية أخرى، خفضوا عدد الصواريخ التي تصيب أهدافاً داخل فلسطين المحتلة إلى أقل من 10%.
وأضاف الدکتور زارعي إن إيران اشتبکت مع الولايات المتحدة في عملية "الوعد الصادق"، وأن الطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية تجاوزت كل العقبات ووصلت إلى الأهداف المقصودة، وهذا يعني تغييراً في معادلات المنطقة، لكن الغربيين يخافون جداً من التعبير عنه.
صمت الدول التابعة لأمريكا في المنطقة
وقال الدکتور سعد الله زارعي: إن الغربيين يزعمون أن حكومات المنطقة ليست مع إيران، ولکن تبيّن في عملية الوعد الصادق أنه يمكن لإيران أن تتمتع بدعم حكومات المنطقة مثل تركيا والسعودية والدول الخليجية وباكستان، بالإضافة إلى قدراتها الشعبية والجهادية.
وهذا يدل على قدرة إيران على استغلال قدرات دول المنطقة، کما أن صمت الدول التابعة لأمريكا في المنطقة عن تنفيذ الوعد الصادق، يعني عدم الانحياز لأمريكا.
دور الأردن!
وحول دور الأردن، قال الدکتور زارعي، هناك نقطة واحدة تم إهمالها في هذا الصدد، وهي أن إيران استخدمت المجال الجوي الأردني في عملية الوعد الصادق، في حين لا توجد علاقة عسكرية بين إيران والأردن.
وأثير في وسائل الإعلام اعتراض الدفاعات الفرنسية للطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، فيما لم يثر في وسائل الإعلام عدم اعتراض الأردن على استخدام إيران للأجواء الأردنية.
إنها مسألة جديدة بالنسبة لإيران أن تستخدم سماء الأردن لمهاجمة الکيان الصهيوني، وهذا يدل على أنه في حال نشوب صراع، فإن إيران لن تستخدم إمکانات محور المقاومة فحسب، بل ستعتمد أيضًا على دول مثل الأردن.
إن قيام الحكومة الأردنية بشيء من أجل الکيان الإسرائيلي ليس بقضية جديدة، لكن القضية الجديدة هي أن السماء الأردنية تستخدم كمساحة لعمليات إيران لمهاجمة الکيان الصهيوني.
على غرار سقوط جدار برلين!
وقال خبير القضايا الإقليمية عن رد الکيان الصهيوني: إذا أقدم الکيان الإسرائيلي علی أي رد، فإنه بالتأكيد لن يكون الرد على الهجوم الإيراني، لأن هذا الهجوم كان مشابهاً لسقوط جدار برلين، ومن غير المرجح أن يقوم الکيان الإسرائيلي بمهاجمة إيران.
إن استهداف الکيان الإسرائيلي لنقطة ما في دولة ما ليس بالأمر الجديد، فالهجوم على نقطة واحدة في إيران لن يعوض هزيمة "إسرائيل"، ولن يتمكن الصهاينة من إعادة الوضع إلى ما قبل الهجوم الإيراني.
وإذا أخطأ الصهاينة وقاموا بالهجوم فسوف يواجهون رداً حاسماً من إيران، وقد انتقد أعضاء حكومة الحرب التابعة للكيان الصهيوني نتنياهو بشدة بسبب الهجوم الإيراني، وذلك بسبب المأزق الجديد الذي يعيشه هذا الكيان.
