الوقت- قبل يومين، اعترف خبير إسرائيلي معروف بأن بنيامين نتنياهو يشعر بالقلق من وزيره إيتمار بن غفير بشكل أكبر من قلقه من جو بايدن، وفقًا لتقرير نشرته وسائل إعلامية عبرية، بأنه في حين يُركز بن غفير جهوده على الضغط على بايدن، يظل نتنياهو، الذي يفترض أن يكون رئيس الوزراء، يعمل جاهدًا للتظاهر بالثبات والبحث المستمر عن النصر الكامل، ما يُظهر تراجعًا في دوره السياسي، وفي الوقت نفسه، يواصل يحيى السنوار استغلال الموقف لصالحه، وإن "إسرائيل" تمثل كيانًا متعدد الأحزاب، ولكن هذا لا يعني تآمر الأعضاء في الكنيست، بل يُشير إلى حالة من التصادم والفساد الذي يكشف عنهما أمام الرأي العام، ما يعكس قوة التحدي التي تواجهها الحكومة.
صراع شديد
يتناول جزء آخر من المذكرة الشخصيات السياسية المختلفة في "إسرائيل"، مثل إيتمار بن غفير وبيتسليل سموتريتش وبيني غانتس وغادي آيزنكوت ويائير لبيد، بالإضافة إلى التشابه والاختلاف في أساليبهم وسلوكياتهم، ووصف الصراعات بينهم بأنها تشبه صراع الثيران، ما يُظهر التعقيدات السياسية والشخصية في الداخل الإسرائيلي، وفي هذه الحالة، يُقدم بن غفيرنفسه للعدو، ويخون صديقنا، ويضرب في الظهر، وهذا يُماثل موقف الصديق الذي كان أقرب إلينا، ويضع إصبعه في عينه، بينما كان موثوقًا به لسنوات.
ولماذا لم يُذكر اسم نتنياهو في هذا السياق؟ لأنه يتقدم ويتراجع في الوقت نفسه، ويؤدي دور الفزاعة دون أن يعلن صراحة، بينما يستولي يحيى السنوار على السيطرة الكاملة، و"إسرائيل" تجد صعوبة في التصريحات، وعلى أي حال، اختار نتنياهو إرسال "آري درعي" لتهدئة غضب بايدن، وفي نسخة عام 2024 من نتنياهو، يظهر كشخصية تخاف من إيتمار بن غفير أكثر من جو بايدن، وفي الواقع، حكومة الكيان تبدو وكأنها حكومة بن جاور، وهي تسبب أذى للصهاينة، باعترافهم.
وبخصوص الدعم الواسع وغير المسبوق الذي تقدمه أمريكا ل"إسرائيل"، يتهم الإسرائيليون بايدن بالتواطؤ مع نتنياهو، والواقع يتحدث عن توتر في العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الحالي إيتمار بن غفير، بالإضافة إلى أن نتنياهو يشعر بالقلق من نفوذ بن غفير أكثر من قلقه من العلاقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتشير المعلومات إلى أن بن غفير يتخذ إجراءات وينفذ سياسات تجاه الولايات المتحدة دون الرجوع إلى نتنياهو، ما يؤثر على دوره وسلطته كرئيس وزراء سابق.
تأثيرات مهمة للتوترات
يترتب على هذا التوتر بين نتنياهو وبن غفير عدة تأثيرات خطيرة على الكيان أولها تضعيف سلطة نتنياهو، حيث يظهر التوتر هنا دورًا في تضعيف سلطة نتنياهو كزعيم سابق، حيث يشعر بأنه يفقد السيطرة على بعض القرارات والسياسات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية، مع تغيير في الديناميات السياسية الإسرائيلية، وتشير الوقائع إلى تحول في الديناميات السياسية داخل الكيان، مع تزايد النفوذ والتأثير السياسي لبن غفير والمتحالفين معه، وهو ما قد يؤدي إلى تحولات في السياسات الداخلية والخارجية.
أيضا، تأثير على العلاقات مع الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤثر هذا التوتر على العلاقات بين الكيان والولايات المتحدة، وخاصة إذا استمر بن غفير في تنفيذ سياسات مستقلة تجاه الولايات المتحدة دون تنسيق مع الإدارة الأمريكية، ما قد يؤدي إلى توترات إضافية في العلاقات الثنائية، وبشكل عام، إن التغيير في الديناميات السياسية داخل الكيان وتحول في العلاقة بين القيادة السياسية الحالية والسابقة، والتي قد تؤدي إلى تأثيرات متعددة على السياسة الداخلية والخارجية للعدو وعلى العلاقات مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
كذلك، فضح كذبة الديمقراطية الإسرائيلية، يمكن أن يؤدي التوتر بين نتنياهو وبن غفير إلى تأثيرات على الديمقراطية الإسرائيلية، حيث قد يرى البعض أن التحركات غير المنسقة والقرارات الفردية قد تضعف من مبادئ الحوكمة الديمقراطية وتؤثر على استقرار الحكومة، وقد يؤدي التوتر داخل الكيان إلى تأثيرات على العلاقات مع الجيران الإقليميين، حيث يمكن أن تستغل الدول المجاورة هذه الفجوة في السياسة الإسرائيلية لتحقيق مصالحها الخاصة، ما قد يزيد من التوترات الإقليمية، ناهيك عن تأثير على الاستقرار السياسي الداخلي، وقد يؤدي التوتر بين نتنياهو وبن غفير إلى تأثيرات على الاستقرار السياسي الداخلي في الكيان، ما يمكن أن يؤثر على الاقتصاد والأمن والحياة اليومية للمستوطنين.
وبشكل شامل، يترتب على التوتر بين نتنياهو وبن غفير عدة تأثيرات سلبية على السياسة الإسرائيلية والعلاقات الدولية للكيان، ويبرز عدم حاجة المسؤولين الصهاينة إلى استقرار سياسي وتوافق داخلي للتصدي للتحديات المستقبلية بكفاءة وفعالية، ويمكن أن يؤدي التوتر السياسي وعدم اليقين إلى تأثيرات سلبية أكبر على الاستقرار الاقتصادي في الكيان، حيث قد يتردد المستثمرون والشركات في اتخاذ القرارات الاستثمارية الكبيرة بسبب عدم اليقين السياسي، ما يؤثر على نمو الاقتصاد وفرص العمل، ويمكن أن يزيد التوتر بين نتنياهو وبن غفير من الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل الكيان، حيث يمكن أن يشعل الجدل بين الفئات المختلفة حول السياسات والقرارات الحكومية، ما يؤثر على الوحدة والاستقرار الاجتماعي وخاصة في ظل التفكك الحالي.
ويمكن أن يؤثر التوتر السياسي داخل الكيان على العلاقات مع الفلسطينيين، حيث يمكن أن يؤدي الانشغال بالشؤون الداخلية والتوترات السياسية إلى انتصار المقاومة بشكل أكبر في مختلف المجالات، كما يمكن أن يؤثر التوتر السياسي على الأمن القومي للعدو، حيث قد يشعر بعض القادة الإسرائيليين بالتحديات الأمنية المتنامية بشكل أقلية نتيجة الانشغال بالمشاكل السياسية الداخلية، ما يعني أنه يترتب على التوتر السياسي بين نتنياهو وبن غفير تأثيرات كبيرة على جوانب متعددة من الحياة في الكيان الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة.