الوقت - عادت قوات الحشد الشعبي العراقية المسؤولة عن تأمين أمن العراق والتي حققت العديد من النجاحات ضد الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة، مرة أخرى للخدمة في ساحة ثقافية ودينية كبيرة. في حين بقيت بضعة أسابيع على يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، عززت قوات الحشد الشعبي بالفعل الإجراءات الأمنية في المدن الواقعة على طريق الأربعين. لذلك بدأت قوات من قيادة عمليات الفرات الأوسط التابعة للحشد الشعبي يوم الأربعاء عمليات أمنية وقائية قبل بدأ زيارة الأربعين الحسينية في العراق. وقال سجاد الأسدي، المسؤول عن هذه العملية الخاصة، إن هذه العملية تبدأ من سور بغداد في الشمال وتصل إلى الإسكندرية والمسيب جنوبا. وأكد أن هذه العملية من الجهة الشرقية تبدأ من طريق كربلاء ـ بغداد وتصل إلى نهر الفرات، والهدف من هذه العملية هو تفتيش المنطقة وتطهيرها بالكامل. كما قيل ان هذه العملية ستستمر أكثر من 20 يوما وستغطي جميع المناطق في شمال بابل وشمال كربلاء وغرب كربلاء وبادية النجف وتهدف الى استتباب الامن في كل هذه المناطق. ويتم في هذه العملية تنسيق رفيع المستوى مع القوات الأمنية، وتتم هذه العملية بالتنسيق مع الشرطة الاتحادية ومخابرات الحشد الشعبي والأمن الوطني والمخابرات العراقية.
كما عقدت قيادة الحشد الشعبي في البصرة، الثلاثاء، اجتماعا تنسيقيا امنيا لمراجعة الخطة الامنية الخاصة بزيارة اربعين الامام الحسين (ع). وعقد هذا الاجتماع بحضور قادة ألوية الحشد الشعبي ومديري المكاتب التنفيذية والاستخباراتية والرقابية والمساندة في تنظيم هذه الزيارة. وتم في هذا الاجتماع عرض خطة حماية زوار العتبات المقدسة ومراجعتها بالتفصيل. كما تم التأكيد في هذا الاجتماع على القوات المشاركة في مراسم الأربعين التنسيق مع كافة المؤسسات الحكومية ومواكب الحسيني في المجالات الأمنية والخدمية والصحية واللوجستية.
كل العراقيين في المشهد
نظرا لكون الملايين من زوار الحسين (ع) يشاركون في الأربعين، تحاول كل الفئات العراقية تنظيم هذه المناسبة على أفضل وجه ممكن، وفي هذا المجال تم تقسيم العمل بين جميع القوى، واتخذت كل جهة واجباتها الخاصة. وفي هذا الصدد، قال قيس سعيد المحمدي، رئيس أركان عمليات الجيش العراقي، إنه بناءً على قرارات كبار المسؤولين، فإن اللجنة الأمنية العليا لحجاج الأربعين الحسيني، برئاسة وزير الداخلية وبحضور قائد عمليات الجيش، سيتم التخطيط وتبادل وجهات النظر مع إدارات محافظات الزيارة والمحافظات التي يمر عبرها الزوار. وبناءً على ذلك، ستقوم هذه اللجنة بعمل مشترك مع المنافذ الحدودية للترحيب بالزوار والتأكد من سلامة جميع جوانب مراسم الأربعين. اعلنت منظمة المعابر الحدودية العراقية عن استعدادها لاستقبال زوار الاربعين في كربلاء.
وأكدت هذه المنظمة، من خلال إصدار بيان لها، أنه بالتنسيق بين المحافظات ومقر العمليات المشتركة، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستضافة زوار الأربعين. وبناء على ذلك، ومن أجل استكمال وتنسيق عمل جميع المؤسسات المشاركة في المهام المتعلقة بحفل الأربعين، تم تشكيل مقر إشرافي من قبل قيادة العمليات المشتركة لتعزيز وتقوية أمن الحدود، كما تم تشكيل لجان من مقر قيادة المعابر الحدودية، والتي تخطط بشكل مشترك لإنجاح الخطة، والتي تم رسمها لزيارة الأربعين.
تسهيل حركة الحجاج الإيرانيين على الحدود مع العراق
وبما أن إيران والعراق قريبان من بعض، فإن العديد من الإيرانيين يتوجهون إلى العراق كل عام للمشاركة في مراسم الأربعين، لذلك وقع البلدان على محضر اجتماع التنسيق الفني لزيرة الأربعين. كما ذكرت مصادر عراقية أن محافظتي البصرة وخوزستان خططتا لتسهيل حركة زوار أربعين الإمام الحسين (ع). وبحسب البيان الصادر عن لجنة الأربعين في العراق، فإن كل ما كان لازمًا من تفتيش الأشخاص وفحص الجوازات والتدابير الأمنية سيتم جراؤه حتى لا يدخل أي زائر إلى البلاد دون المرور بالإجراءات الإدارية اللازمة. ويؤكد هذا البيان أنه من أجل زيادة التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، فقد تم تشكيل مقر تحت إشراف قيادة العمليات المشتركة التي تم تشكيلها بالتعاون مع منظمة المعابر الحدودية لتنفيذ الإجراءات المعتمدة.
زيارة مشي الأربعين الحسينية، التي بدأت منذ عقود، تقام بشكل أكثر روعة في السنوات الأخيرة، ويزداد عدد الزائرين الذين يشاركون في هذا الحفل كل عام. هذا بينما تحاول الولايات المتحدة ووكلائها الإقليميين تهميش هذا الحدث، الذي يطلق عليه "أكبر تجمع عالمي"، من خلال إثارة أعمال الشغب وانعدام الأمن في العراق. ولكن مع تزايد انخراط الجبهة العبرية - العربية - الغربية في العراق وضرب الوحدة بين الشيعة، فإن زوار الأربعين بحضورهم الكبير في هذا الاحتفال، يحبطون هذه المؤامرة. بالنظر إلى أنه في العامين الماضيين بسبب وباء فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، فُرضت قيود كثيرة على دخول الزوار الأجانب إلى العراق، ولكن هذا العام مع انخفاض مخاطر هذا الفيروس، فمن المرجح أن يشارك العديد من الزوار في مراسم الأربعين.
الحشد الشعبي هو الضامن لأمن العراق
على الرغم من مرور ثماني سنوات فقط على تشكيل قوات الحشد الشعبي في العراق واعتباره حراكًا ناشئًا، إلا أن هذه المجموعات تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات في هذه الفترة الزمنية القصيرة، ولهذا السبب أخذوا في السنوات الأخيرة على عاتقهم مسؤولية إرساء الأمن داخل العراق، وفي مراسم الأربعين عملوا بقوة لمنع أي تهديد إرهابي ضد الزوار من جميع أنحاء العالم. ومنذ أن تم تكليف قوات الحشد الشعبي بأمن زوار الحسين (ع)، انخفض مستوى التهديدات الإرهابية في طرق مواكب الأربعين، كما أن مستوى الإجراءات الأمنية لهذه القوات واسع لدرجة أن التكفيريين لم يجدوا مكانًا للهرب.
لا تقتصر خدمات القوات الشعبية على موكب الأربعين فقط، بل تعمل هذه القوات كل يوم لإرساء الأمن في جميع أنحاء العراق، وفي العام الماضي نفذت عمليات واسعة النطاق ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي يخطط مرة أخرى للاستحواذ على السلطة واجعل العراق غير آمن، في هذه العمليات، تم اعتقال أو قتل العشرات من التكفيريين الخطرين. لأنه إذا أتيحت الفرصة للإرهابيين لتنفيذ عملية على طريق موكب الأربعين، فقد يقتل العشرات بسبب كثرة الزوار، ولهذا السبب يراقب الحشد الشعبي جميع التحركات المشبوهة قبل أسابيع من انطلاق مراسم الأربعين الحسيني للقضاء أي عمل محتمل.
انتشرت في السنوات الأخيرة تقارير عديدة عن قيام قوات الحشد الشعبي بإحباط عشرات الهجمات الإرهابية على ممر الزوار، ما يدل على أن أجهزة مخابرات الحشد الشعبي أصبحت أقوى من ذي قبل وخنقوا أي تحرك من قبل الإرهابيين. وكما بعد مسيرة الأربعين، كانت السلطات العراقية تقدر على الدوام جهود القوات الأمنية، وخاصة الحشد الشعبي، في توفير الأمن للزوار ووصفتها بأنها ناجحة. وكلما زاد توفير الأمن لزوار الحسين (عليه الصلاة والسلام)، سيزداد أيضًا عدد الأشخاص الذين يأتون إلى هذه الزيارة من بلدان أخرى. كما أن وجود عدد كبير من الزوار، بالإضافة إلى إظهار مستوى الارتباط بسيد الشهداء حول العالم، سيكون شوكة في عيون أمريكا وحلفائها الذين يحاولون إضعاف هذا الدين. لأنهم يعتبرونها علامة وحدة بين الشيعة مما يشكل خطورة على مصالح الغرب والكيان الصهيوني. كما اعترفت السلطات الصهيونية مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة أنه إذا اتحدت قوى المقاومة في المنطقة، فيمكنها تدمير الأمن في الأراضي المحتلة، ويتعزز هذا التحالف أيضًا يومًا بعد يوم، ومن اليمن إلى لبنان وغزة، فقد شكلت فكرة مشتركة وهذا الموضوع خلق الخوف والذعر بين سلطات تل أبيب.
