الوقت - أعلنت شركة المثلجات العالمية الشهيرة "بن آند جيري" (مقرها في مدينة ساوث برلنغتون الأمريكية)، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، التوقف عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، "لاعتبارات أخلاقية"، وذلك وفق ما جاء في بيان رسمي للشركة تشرح فيه دواعي هذا القرار.
وفي البيان نفسه، قالت الشركة إنها ستنهي بيع المثلجات (آيس كريم) في المستوطنات الإسرائيلية "لكون ذلك يتعارض مع قيمها". كما أضافت: "نسمع أيضاً ونعترف بالمخاوف التي يشاركنا بها معجبونا وشركاؤنا الموثوق بهم"، بشأن العمل في المستوطنات. وتابعت: "لدينا شراكة طويلة الأمد مع المرخص له (الوكيل)، الذي يصنع آيس كريم بن آند جيري في إسرائيل ويوزعه في المنطقة، لكننا عملنا على تغيير هذا، وأبلغناه بأننا لن نجدد اتفاقية الترخيص عندما تنتهي صلاحيتها في نهاية العام المقبل"، دون ذكر متى بدأت عملها هناك.
وسرعان ما أثار إعلان الشركة ردود فعل إسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي صفوف الساسة. حيث قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن “المقاطعة لم ولن تنجح، وسنكافحها بكل قوتنا”، مضيفا “لدينا الكثير من المثلجات، لكننا نملك بلدا واحدا”.
وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في شريط فيديو قائلا إن “قرار بن اند جيري استسلام مخجل لمعاداة السامية، لحركة المقاطعة ولكل ما هو سيء في الخطاب المعادي لإسرائيل واليهود”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في تغريدة “نحن الإسرائيليين صرنا نعرف المثلجات التي يجب عدم شرائها”.
وتقاطع العديد من الدول والشركات الغربية، الأعمال والشركات التي لها علاقة بالمستوطنات الإسرائيلية أو منتجات هذه المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، بالضفة الغربية والقدس الشرقية. إلا أن المقاطعة الكاملة لإسرائيل من قبل شركة غربية كبرى لم تحدث تقريبا في السنوات الأخيرة.
وفي الشهر الماضي، دعت مجموعة تطلق على نفسها اسم “فيرمونتيون من أجل العدالة في فلسطين” الشركة إلى “إنهاء التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان للفلسطينيين”.
وقال أيان ستوكس، من المنظمة، في بيان صحفي نُشر في 10 يونيو: “إلى متى ستسمح بن آند جيري ببيع منتجاتها من البوظة المصنعة في إسرائيل في مستوطنات لليهود فقط في حين تتم مصادرة الأراضي الفلسطينية، ويتم تدمير المنازل الفلسطينية، وتواجه عائلات فلسطينية في أحياء مثل الشيخ جراح الإخلاء لإفساح المجال للمستوطنين اليهود؟” وقالت المنظمة في بيان يوم الاثنين إن قرار بن آند جيري لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية.
وقالت كاثي شابيرو، من المجموعة التي تتخذ من فيرمونت مقرا لها إنه “من خلال الإبقاء على وجودها في إسرائيل، تواصل بن آند جيري التواطؤ مع قتل وسجن ونزع ملكية الشعب الفلسطيني والتباهي بالقانون الدولي”.
بدورها رحبت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، بالقرار «الأخلاقي» و«القانوني» لكبرى شركات الألبان الأمريكية «بن آند جيري» إنهاء مبيعاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.
وقالت الوزارة في بيان، الثلاثاء، إن «هذا القرار يتسق مع قواعد القانون الدولي، والشركة تحترم حقوق الإنسان والمبادئ والأخلاق الرافضة للتعامل مع منظومة الاستعمار غير القانونية وغير الأخلاقية التي ترسخها إسرائيل في أرض دولة فلسطين المحتلة، من خلال سياسات عنصرية، وجرائم مركبة، كالاستيلاء على الأراضي، وسرقة الموارد الفلسطينية، والاعتقالات، والإعدامات الميدانية، والتهجير القسري».
كما رحبت حركة «بي. دي. إس»، وهي حركة يدعمها فلسطينيون تدعو لمقاطعة إسرائيل، في تدوينة على «تويتر» قائلة: «نرحب ترحيبا حارا بقرارهم لكننا ندعو شركة بن آند جيري لإنهاء جميع العمليات في نظام الفصل العنصري في إسرائيل».
وبدأ الكيان الصهيوني، يوم الثلاثاء، أول تحرك فعلي لمواجهة قرار شركة مثلجات عالمية بوقف بيع منتجاتها في المستوطنات المقامة على أراض فلسطينية لاعتبارات أخلاقية.
وتوجه سفير إسرائيل لدى واشنطن والأمم المتحدة، جلعاد إردان، إلى 35 حاكم ولاية أمريكية وطالبهم بتفعيل قوانين معمول بها في ولاياتهم ضد حركة مقاطعة إسرائيل (BDS).
وتوعد إردان شركة "بن آند جيريز" بأن يكون هناك عواقب لقرارها "المشين" بحظر بيع منتجاتها داخل المستوطنات الإسرائيلية.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة بما فيها القدس المحتلة، يتواجدون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.
ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند هذا جزئياً إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.
ويعتبر مراقبون قرار الشركة قرارا مميزا لأنه صادر عن شركة أمريكية ذات امتداد عالمي ومؤلم جدا للإسرائيليين وانتصار جديد لحركة مقاطعة اسرائيل ومقاطعة التعامل معها عالمياً ونجاحاً فلسطينياً في الدخول الى مرحلة جديدة من مقاطعة الكيان الصهيوني من خلال كشف نظام الفصل العنصري، كما وصف فلسطينيون هذا الاعلان بالـ "مهم" ويأتي بعد سنوات من الضغط على الشركة لإنهاء تورطها في انتهاكات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني .