الوقت- كما كان متوقعا، منع محمود عباس إجراء انتخابات فلسطينية. وسنذكر في هذا الصدد بعض النقاط:
1- كان محمود عباس يثير موضوع الحوار والالتقاء مع فصائل المقاومة، وكان يستخدم قضية المصالحة الفلسطينية لتقوية موقفه عند الحكومة الصهيونية والغرب كلما تجاهل الصهاينة وامريكا دوره أحياناً.
ومع وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض والتعبئة السياسية الأمريكية للأراضي الفلسطينية بناءً على احتياجاتها في سياق صفقة القرن، شعر محمود عباس بتهديد شديد. لأنه في التحركات الجديدة لامريكا تم حذف الجانب الصهيوني بناءً على احتياجات إسرائيل، وتم استبداله بالحكومات العربية في عملية التفاوض مع إسرائيل.
هذا الموضوع دفع أبو مازن إلى متابعة مسار المحادثات الوطنية، وكانت نتيجة هذه المحادثات إجراء انتخابات فلسطينية كخطوة أولى وأهم في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. لكن مع تغيير مستأجر البيت الأبيض الجديد وسياسات جو بايدن بإعلان الحكومتين وعودة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، من المتوقع أن يدخل محمود عباس في عملية إنتاج الأعذار والمضي قدما فيها لإلغاء الانتخابات. وعلى وجه الخصوص، أبرزت استطلاعات الرأي هزيمة حركة فتح من زاويتين أي تفوق حماس ونجاح الفصيل الانفصالي الذي قدم مروان البرغوثي كرئيس للدولة الفلسطينية وعرّضه لاختيار المجتمع الفلسطيني.
2- أكد محمود عباس في مرسومه بإلغاء الانتخابات الفلسطينية أنه طالما أن المجموعات الحاضرة في الانتخابات غير ملتزمة بالشروط الدولية فإنه سيلغي الانتخابات. يشير محمود عباس إلى البنود الدولية للالتزامات التي وقعها بموجب اتفاقيات أوسلو ولاحقا في محادثاته مع الصهاينة، وأهمها عودة اللاجئين إلى فلسطين، وتعليق المطالب الفلسطينية بالقدس وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في الحقيقة أن هذه الشروط التي يشير إليها محمود عباس تتعارض تماما مع حق تقرير المصير والديمقراطية وشرعية قادة المجتمعات المنتخبين، وهو بذلك يحاول تهدئة مخاوفه من الهزيمة والاستمرار في اغتصاب الرئاسة التي تم اغتصابها بشكل غير قانوني لأكثر من عقد من الزمان.
3- تؤكد كافة الفصائل الفلسطينية على وجوب إجراء الانتخابات في القدس أيضا، وعدم استبعاد القدس. لأن القدس هي الهوية الدينية والتاريخية والثقافية لفلسطين، وستكون أي دولة فلسطينية بلا معنى بدون القدس. ويبدو أن محمود عباس، بالتنسيق مع الحكومة الصهيونية، ألغى الانتخابات بحجة عرقلة إسرائيل للانتخابات في القدس. في غضون ذلك، قدمت الجماعات الفلسطينية مجموعة متنوعة من المقترحات، بما في ذلك استخدام مباني الأمم المتحدة في القدس، والسفارات الأوروبية، والانتخابات الإلكترونية، وإنشاء مراكز اقتراع في القدس، والتي تجاهلها محمود عباس جميعها.
4- يبدو أن إلغاء الانتخابات الفلسطينية هو قرار مشترك لمحمود عباس والكيان الصهيوني وامريكا، وجميعهم قلقون بشدة من فوز حماس في الانتخابات. ومن ناحية أخرى، حاول الكيان الصهيوني دائما إنكار قضية الهوية الإسلامية للقدس. حيث يمكن تقييم تحرك ترامب للاعتراف بالمدينة عاصمة لكيانالاحتلال، وكذلك نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلى جانب عدوان المحتلين المستمر لتغيير هويتها وتركيبتها السكانية في هذا السياق.
5- كما أكدت مجموعات المقاومة المنفصلة مرارا وتكرارا، انه لا يمكن استبعاد قضية القدس من أي حل فحسب، بل يجب أن تكون القضية المركزية في جميع الحلول. لهذا السبب، حذروا من أنهم سيستخدمون كل قوتهم لحماية القدس. كما يظهر وجود 70-80 ألف فلسطيني في المسجد الأقصى والصدام مع الصهاينة أن فلسطين قادمة على تغيرات كبيرة، كما يجب على العدو الصهيوني أن يقلق من الرد الانتقامي من المقاومة على مغامراتها فيما يتعلق بمحور المقاومة وخاصة إيران.