الوقت- مدعوماً بغطاء جوي سوري روسي وإسناد مدفعي مركز، يواصل الجيش العربي السوري تقدمه على الأرض محققاً انجازات ميدانية كبيرة تمكن خلالها من استعادة السيطرة على عدة بلدات وتلال كانت خاضعة لسيطرة المجموعات التكفيرية المسلحة خصوصاً على الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة حلب شمال البلاد. وفي التفاصيل تابع الجيش العربي السوري عملياته في محافظة حلب التي بدأها يوم الجمعة الماضي حيث تمكن الجيش السوري من السيطرة على تلتي حويز وقبلي وقرية الجابرية، وكذلك بسط الجيش السوري سيطرته على تلتي المحروقات والصنوبرات قرب بلدة الوضيحي، بعد أن كان سيطر على بلدات الوضيحي والبقشية في وقت سابق. وفي الريف الشرقي للمدينة استعاد الجيش السوري السيطرة على بلدات تل سبعين والمفلسة، وكذلك قام الجيش السوري ببدأ عمليات اقتحامه لبلدة خان طومان الواقعة إلى الجهة الجنوبية الغربية من مدينة حلب وسيطر على برج السيريتيل فيها فيما لاذ المسلحون بالفرار. وبهذا يكون الجيش السوري قد تمكن خلال هذه العملية المستمرة حتى الآن من تحرير مساحة 84 كيلومتراً مربعاً شملت عدة قرى وتلال مهمة.
يذكر أن الجيش السوري يواجه في عملياته هذه عدة تنظيمات إرهابية مسلحة من أهمها تنظيم داعش الإرهابي و"أحرار الشام" و"جيش المهاجرين"، ويهدف الجيش السوري من خلال هذه العملية إلى فك الحصار عن مطار كويرس العسكري وإلى استعادة السيطرة على طريق حلب دمشق الدولي، الذي يربط المدينة بالعاصمة السورية، ويعمل الجيش السوري على استثمار انهيار دفاعات التنظيمات الإرهابية في سوريا وانكسار روحهم المعنوية تحت وطأة الضربات المباشرة التي تتلاقها هذه المجموعات من سلاح الجو السوري والروسي، حيث وجهت التنظيمات المسلحة المتواجدة في حلب نداءات استغاثة إلى باقي الفصائل المسلحة للتوجه إلى مناطق الإشتباكات بهدف تقديم الدعم لها، يأتي هذا وسط حالات فرار جماعي باتجاه الأراضي التركية قدرت بعض وسائل الإعلام أعدادهم بالآلاف تحت ذريعة توفير ملاذ آمن لعائلاتهم وذويهم.
إنجازٌ جديدٌ لسلاح الجو السوري:
وفي إنجاز آخر يسجل له تمكنت مقاتلات تابعة لسلاح الجو السوري من القضاء على أكثر من 45 مسلحاً إرهابياً في غارة استهدفت رتلاً لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي، حيث أعلن مصدر عسكري سوري أن الغارة أسفرت عن تدمير 23 عربة متنوعة بمن فيها في مزرعة الرحيل قرب مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي وسط البلاد. وأضاف المصدر أن الطيران الحربي السوري نفذ ظهر الأحد "غارات على أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم داعش في قرى الروضة وجنى العلباوي وأبو العلايا بريف حماة الشرقي"، تزامنت هذه الغارات مع تقدم للجيش السوري باتجاه بلدتي المنصورة وتل واسط في سهل الغاب شمال غرب مدينة حماة.
إدخال مساعدات إنسانية إلى مدينتي الفوعة وكفريا المحاصرتين:
وعلى خط آخر شهد يوم أمس إدخال عشر شاحنات محملة بالمواد الإغاثية والطبية إلى أهالي مدينتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في الريف الشمالي لمدينة إدلب، دخلت هذه المساعدات برعاية الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري بعد إقرار اتفاق مع المسلحين تضمن إدخال 10 شاحنات إلى الفوعة وكفريا في مقابل إدخال 23 شاحنة مساعدات إلى بلدات مضايا وسرغايا وبقين في ريف دمشق ، واثنتين آخرتين إلى مدينة الزبداني.
روسيا مستمرةٌ في غاراتها ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة:
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الروسية في سوريا دمرت خلال الـ 24 ساعة الماضية 49 موقعاً للإرهابيين، إذ قامت بـ 39 طلعة قتالية في أجواء أرياف حلب ودمشق وحمص وإدلب واللاذقية وحماة حيث شملت الغارات استهداف مواقع المسلحين في بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي وأطراف بلدة تلبيسة الواقعة إلى الشمال من مدينة حمص، وكذلك مقرات للمسلحين في مدينة حلب وفي بلدة كفر زيتا في ريف محافظة حماه. موقع روسيا اليوم الإخباري نقل عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير مركزي قيادة و3 مخازن للذخيرة والأسلحة ومخبأين تحت الأرض و32 مربضاً للمدفعية في مناطق جبلية وغابات و9 مرابض محصنة، بالإضافة إلى ورشة لتصنيع قذائف صاروخية ومنصات إطلاق.
أمريكا: لا نريد دمار
سوريا...؟
وعلى الخط السياسي أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه يعتزم عقد لقاء مشترك يجمعه مع مسؤولين روس وأتراك وسعوديين بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، كلام كيري جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاسباني "خوسيه مانويل غارسيا مارغايو" في العاصمة الإسبانية مدريد قال خلاله: أن بلاده تريد تجنب "التدمير الكامل لسوريا" وما قد يلحقه من أضرار على مستوى المنطقة خصوصاً لجهة التسبب بموجة جديدة من الهجرة، حيث قال رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن واشنطن تشعر بالمسؤولية "لمحاولة تجنب التدمير الشامل والكامل لسوريا"، وفي إشارة منه للضربات الجوية الروسية في سوريا والخسائر الكبيرة التي تكبدتها التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي قال كيري: "لا يوجد هناك أي حل عسكري ولقد أكدت ذلك للجميع بمن فيهم الروس كما أن الوضع الراهن يطال جميع دول المنطقة" متجاهلاً الأخبار التي تحدثت عن تزويد بلاده مسلحي ما يسمى "الجيش الحر" بأسلحة أمريكية الصنع لاستخدامها في المعارك شمال مدينة حلب.
